يعود تاريخ الأفكار المنادية بتحسين الجودة في كل مرحلة من مراحل المؤسسات الى ثلاثينات القرن الماضي وقد التقطها عمنا ديمينج في وقت لاحق, وعكف على تطويرها. حيث كان ادورد ديمينج - الفيزيائي آنذاك - يعمل في وزارة الزراعة الامريكية, والذي حقق انجازات واضحة في مجال ابتكار اساليب تساعد في تقليص النفايات وتطوير تحسين عمليات التصنيع, واثناء ذلك علم ديمينج الادارة والموظفين تقديم احصائيات عن عمليات ونتائج عملهم بشكل متواصل. بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية, في عام 1950م تحديدا ادخل فكرة ادارة الجودة الشاملة (TQM) في اليابان التي كانت بحاجة لانعاش اقتصادها المتداعي بعد الحرب, وقد ساعدت ادارة الجودة اليابان في أن تتحول الى قوة اقتصادية عالية في غضون عقد زمني وكان الانجاز الذي حققته ادارة الجودة كاسحا وقيما لدرجة ان اتحاد العلماء والمهندسين اليابانيين اسس جائزة ديمينج للجودة عام 1951م. وقد اتفق الآباء الروحيون الثلاثة ديمينج، وجوران, وكروزي على ان هناك اربع دعائم رئيسية لادارة الجودة الشاملة وهي: التركيز على العميل, التركيز على التحسين المستمر, التفكير المنظم, ادارة الجودة الشاملة هي مسئولية الادارة العليا. استلزم البحث عن الجودة قرابة 30 عاما كي يصل الى الولايات المتحدة الامريكية عندما شرع ديمينج في ارساء الأسس الفلسفية لادارة الجودة الشاملة. ولكن هل لادارة الجودة الشاملة علاقة بالتربية؟ نعم حسبما اشار اليه ديمينج, واينيد بروان, واكدته الغنام في دراستها, من ان ادارة الجودة الشاملة في التربية هي اسلوب في الممارسة الادارية يتطلب تحولا كبيرا في طريقة ادارة المؤسسات التربوية بأكملها, وقيمها بغية الوصول الى التحسين المستمر, لذلك فهناك ضرورة لادخالها في التعليم, والنظر اليها بوصفها منظومة لعمليات الجودة في التربية, والتحسين المستمر في التعليم, حيث ان الطالب سيقوم بدور العميل, والمقرر الدراسي هو المنتوج النهائي. وبالتالي ارى ان المدرسة باستطاعتها ان تحسن من نوعية مناهجها الدراسية بأن تأخذ بعين الاعتبار ردود افعال الطلاب بشأن البرامج والمقررات الجديدة وأثر المطالب المتغيرة للمجتمع على الطلاب, وتعتبر الادارة المدرسية عاملا حاسما في انجاح ادارة الجودة الشاملة في رفع نوعية التعليم, وتحسين نوعية إدارة المدرسة عن طريق ايجاد علاقة تفاهم متبادلة بين المدرسة والمجتمع، يمكن بواسطتها التوصل الى التزام تام بتنفيذ متطلباتها التي يمكن ان تكون ملائمة لجميع المراحل الدراسية ابتداء من المرحلة الابتدائية الى الجامعية وهذا من وجهة نظري يؤسس الحاجة لأن يشترك المعلمون والاداريون في تطوير اطار عمل مشترك لفهم التبعية المتبادلة لعملهم على طريق بلوغ مستويات تعلم عالية لجميع الطلاب, مع امتلاك رؤية واضحة بعيدة المدى وخطة استراتيجية لتطبيق الجودة تسودها ثقافتها.