DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

لوكربي تزيد كربة الفرنسيين

لوكربي تزيد كربة الفرنسيين

لوكربي تزيد كربة الفرنسيين
لوكربي تزيد كربة الفرنسيين
أخبار متعلقة
 
الآن وبعد ان بدأت حكومة الرئيس معمر القذافي في تحويل التعويضات المالية لضحايا طائرة (تي دبليو اي) التي تفجرت فوق قرية لوكربي قبل 15 عاما والبالغة مبدئيا 2.7 مليار دولار تحاول الحكومة الفرنسية تذليل الصعوبات التي تواجه المحادثات الفرنسية ـ الليبية حول التعويضات الواجب دفعها لضحايا طائرة فرنسية مماثلة تحطمت على ارض النيجر في ظروف وملابسات مماثلة. لماذا نجح الامريكان في الوصول الى ما ارادوا وفشل الفرنسيون فيما ارادوا؟ للاجابة عن هذا السؤال لابد من استعراض موجز لمساري الاتصالات الليبية ـ الامريكية والليبية ـ الفرنسية. فعلى المسار الامريكي عمد الامريكيون الى استخدام سياسة صارمة مع الحكومة الليبية كان من ضمن اساليبها عدة صواريخ استهدفت ربما حياة الرئيس القذافي وقتلت ابنته بالتبني. لقد اصخت امريكا ودول اخرى كثيرة السمع عن وجهة النظر الليبية التي كان مفادها ان كل معارضيها كانوا من المتشددين الاسلاميين وكانت الحكومة الليبية هي التي تسعى لبعث الاتصالات مع الامريكان في كل مرة تحاول فيها رفع الحصار المفروض عليها لكن الموقف الامريكي بقى متشددا الى ان جاءت احداث 11 سبتمبر لتمثل فرصة سانحة للطرفين. لقد التقط الرئيس القذافي المناسبة بذكاء بارع وبدلا من ان يصبح النظام السياسي الاول المرشح للحملة الامريكية ضد الارهاب عاد لحلبة الاتصالات ولسان حاله يقول: الم اقل لكم؟ نحن على استعداد للعمل سويا ضد الارهاب. هذا بالطبع لا يلغي دوافع ظروف العزلة وتزايد قرائن المسؤولية. هكذا قبلت الحكومة الليبية حيث ادين أحدهم ونجح الطرف الامريكي لكن هذا النجاح لم يكن مؤكدا لولا احداث الحادي عشر من سبتمبر. على المسار الفرنسي اعتمدت الحكومات الفرنسية المتعاقبة على معالجة تبعات طائرة يوتا والتعويضات بأسعار المرحلة وعلى اساس منطلقات وقواعد سياسية تأخذ بعين الاعتبار الوضع الدولي ومصالح فرنسا فيه وكذلك وضع السياسة الفرنسية ـ الافريقية وتحديدا الاوضاع في تشاد وكذلك وضع السياسة الفرنسية ـ العربية وضرورة عدم الاضرار بثوابتها. لقد وصلت الاتصالات والمحادثات الى مرحلة متقدمة بل يقال ان ما كان مؤجلا هو التوقيع فقط. في هذه الاثناء حدث ماحدث على المسار الامريكي وانعكس ذلك على المسار الليبي ـ الفرنسي ليضع الفرنسيين في موقف الخاسر مقارنة بما قدم للامريكان وليعطي الليبيين حجة اكمال الاتفاق بناء على ما تم الاتفاق عليه مسبقا، ومع ذلك يبقى ما يقال في الاعلام شيئا وما يدور في اروقة المحادثات الليبية ـ الفرنسية شيئا اخر ما دامت وسائل الاتفاق السياسية والمالية متوافرة لدى الطرفين. الشيء الذي لابد من الاعتراف به هو ان فرنسا وبعكس الولايات المتحدة كانت ولا تزال تصر على اخذ مصالحها بعين الاعتبار دون التضحية برصيد العلاقات الفرنسية ـ العربية التي تمثل من وجهتي النظر الفرنسية والعربية وعاء يمكن تطوير محتوياته لمصلحة الطرفين. لذلك يمكن تفهم الكرب الذي يعانيه الفرنسيون نتيجة عدم اعتمادهم على البرجماتية الامريكية في التعامل مع الدول العربية. لقد ابلغ الرئيس جاك شيراك الرئيس القذافي في اتصال معه بهذا الخصوص بالاهمية التي توليها فرنسا لتسوية هذه المشكلة المؤلمة لتخفيف كربة عائلات الضحايا وكأن لسان حال الرئيس الفرنسي يقول ان مما يزيد كربة السياسيين الفرنسيين في هذا السياق هو ان المشاعر والوسائل السياسية القائمة على الاستفادة من الموقف الفرنسي التقليدي المتوازن تجاه القضايا العربية لم يخدم الامريكان فقط بل ربما اضر بالفرنسيين.