أنعم الله علينا في بلادنا بالشتاء البارد والحر الشديد جدا والحمد لله على كل حال، ومن هنا اتت الحاجة عند التخطيط والتصميم لدراسة العوامل الطبيعية ومنها الحالة الجوية لتنمية الإنسان والمجتمع.
والملاحظ في الأحياء السكنية كما هو متعارف عليه عند التصميم يوفر المسؤولون عن التخطيط والتصميم مواقع للخدمات الدينية، ومن ثم يتم التصميم لهذه الخدمات والتنفيذ بعد ذلك، فعند التخطيط يتم تحديد مواقع للمساجد على حسب الوظيفة فهناك المحلية للأحياء السكنية التي تخدم سكان المجاورة السكنية وهناك مساجد الجمع التي تخدم سكان اكثر من مجاورة سكنية داخل الحي وهناك مساجد صلاة العيد والتي تخدم سكان اكثر من حي في المدينة.
وهنا سوف اتطرق للمشاكل في توزيع هذه المساجد وتصميمها.. حيث نجد ان الاحياء السكنية القديمة تتميز بكثرة المساجد الا انها تعاني من تردي التصميم وحالة البناء وضيق المساحة (ومع ذلك نجد ان الأسواق التي تحيطها افضل حالا تصميما وبناء) وعدم القدرة على استيعاب
سكان المجاورات وليست بأحسن حال منها الاحياء الجديدة حيث تتكرر نفس المشكلة وهي عدم القدرة على استيعاب المصلين بالرغم من وجود مساحات تابعة للمسجد داخل وخارج المسجد يمكن زيادة مساحتها المخصصة للاستخدام الديني.
والملاحظ في صلاة الجمعة من كل اسبوع أن اعدادا كبيرة من المصلين يفترشون الاراضي خارج المساجد المخصصة لصحن المسجد.. بالاضافة الى الصلاة في مواقف السيارات حيث تحيط بهم السيارات تحت اشعة الشمس الحارقة.
وهذا دليل واضح (وضوح الشمس الحارة في فصل الصيف التي يعانيها المصلون بالضعف الشديد في التخطيط لدراسة اعداد المستخدمين لهذه الخدمات، بالاضافة الى الضعف في عملية التصميم، حيث نجد ان مساحات كبيرة حددت لاستخدام صحن المسجد معرضة لاشعة الشمس والهواء والامطار دون فائدة في ظل هذه الاجواء القاسية اضافة الى بعد مساجد الجمع وبعض المساجد المحلية وقلة مواقف السيارات بها، حيث يجب ان تكون المساجد المحلية في اماكن يسهل الوصول اليه مشيا على الاقدام لجميع الاعمار المختلفة في المجاورة السكنية، ومواقف كافية لمساجد الجمع في الاحياء.
ولحل هذه المشكلة في اهم قطاع خدمي في احيائنا السكنية يجب ان يؤخذ في الاعتبار عنصر اختيار الموقع ومساحة المسجد حتى توفر الراحة والسكينة للمصلين، والعنصر الآخر هو التصميم الجيد الذي يساعد على احتواء المصلين داخل المسجد وليس خارجه وفي مواقف السيارات.
وهذا يتم من خلال التعاون بين وزارة الاوقاف ورجال الاعمال والجمعيات الخيرية والمواطنين والمتخصصين والاستشاريين في علم التخطيط للمدن والتصميم المعماري حيث انهم من المستخدمين لهذه المساجد في هذه الأجواء.
