DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

احمد الشعلان

احمد الشعلان

احمد الشعلان
احمد الشعلان
أخبار متعلقة
 
تختلف مع الجزيرة أو تتفق مع إتجاهاتها المعاكسة، أن تكون ضد تيارها او في خط مواز، لابد من الإعتراف بأن المحطة قد غّيرت وجه الصحافة التليفزيونية العربية. ونحن نتابع أخبار اعتقال أشهر المراسلين الإخباريين العرب تيسير علوني، نتذكر بصماته المهنية على الأسلوب الذي يجب أن تقدم به الأخبار والمراسلات الإخبارية الحية، هذه المهنية التي ظهرت في وطننا العربي لأول مرة بعد عناء إمتد عقودا طويلة ذقنا فيها مرارة التكرار والنسخ والتزييف والنقل المحرف وربما الجاهل عن الوكالات الإجنبية. لم يدرك القائمون على صناعة برامج الأخبار في أجهزة التلفزيون العربي بعد أهمية أن يصبح المشاهد جزءا من التاريخ الذي ينسج حوله، وأن تقديم مادة إخبارية مدتها نصف ساعة على الهواء مباشرة هو عملية تحد شاقة بها الكثير من الجهد والتحضير الشاق وخيبات الامل، لكنها أيضا تحمل في طياتها أمجادا كبيرة متى ما تسمر جمهور يصل تعداده الى الملايين أمام الشاشة يتابعون كل حركة وسكنة، وكل كلمة وتعبير أو انطباع. المجد لا يأتي من فراغ والنجاح لا يلقى بالضرورة التقدير من الجميع ، والرجل الذي هو رهن الإعتقال اليوم يواجه قائمة من التهم تتركز معظمها في كونها مرتبطة بنشاطاته في العمل الإخباري، لأنه لم يكتف بالقص واللزق كما يعمل معظم الإعلاميين العرب، ولم ينعم بتكييف الإستديو مستريحا على أريكة أمام ضيف مهم، بل كان على الدوام في قلب العاصفة ، ويمسي اياما ينقل على الهواء وسط القذائف والقصف المدوي، وظل لفترات طريدا أو مشردا، يحمل على كتفيه روح العمل الإخباري المحترف، مراهنا بحياته ومستقبله وعائلته ، في سبيل النجاح. والمتهم بريء الى أن تثبت إدانته، نحن في إنتظار ما قد تسفر عنه قصة تيسير علوني الفريدة من نوعها في تاريخ صناعة الصحافة التليفزيونية العربية، التي قد تقدم مثالا ناجحا لجيل قادم من المراسلين العرب، ووصفا دقيقا لمهنة المراسل الإخباري العربي بدون بدلة أنيقة ومكياج.