شهدت الأسواق المحلية في الأحساء انتعاشا كبيرا بعد ركود طال أكثر من شهرين خاصة فيما يتعلق بالمدرسة من ملابس وأدوات وغيرها ، حيث ظهرت معالم استعداد العودة للمدارس واضحة وجلية في شوارع محافظة الأحساء ، حيث بدأت محلات بيع الأدوات المكتبية في تأمين احتياجات التلاميذ وطلبة المدارس من قرطاسيات وأدوات مدرسية ، كما يلفت المارة بمظاهر ازدحام السيارات عند مواقف العديد من المكتبات والقرطاسيات ،حتى غدت تلك المحلات بشن حملات تسويقية في تنافس كبير من أجل جذب الزبائن . وفي ظل هذا الانتعاش ظهرت ملامح سلبية على تلك المحلات الخاص لبيع الأدوات المدرسية فبعضهم رفع الأسعار ليعوض عن خسارته في الركود شبه التام خلال الإجازة الصيفية والآخر أخذ يبيع بضائع مقلدة بنفس شكل ومضهر الماركات الأصلية ، كما عبر مجموعة من أصحاب المكتبات عن مضايقة محلات ( أبوريالين ) ومحلات الأسواق المتنقلة التي تبيع بأسعار رخيصة وبضائع رديئة ليغرون بها الزبون بعيدا عن الرقابة التجارية..
يقول الأستاذ صادق الحرز أحد تجار بيع الأدوات المدرسية وصاحب قرطاسية بمدينة المبرز : أن من الغريب في معمعة الاستعدادات التي أخذت تستعد لأكثر من شهر كامل لتوفير الأدوات التي يحتاجها الطالب في الدراسة ونحن نعتني تماما بالجودة والسعي في إرضاء الزبون لنفاجأ بأن هناك من يبيع بأسعار منافسة ورخيصة وإذا تمعنت الأمر وجدتها ماركات مقلدة بنفس إطار السلعة وشكلها وبعض الأوقات مطابقة تماما لصناعات أصلية ويبيعونها بنصف السعر ليغرون بها الزبائن والمتضرر هو المشتري ، فهو يتفاجأ بأنها لا تعمل تلك الأدوات بشكل جيد ، وأكثر ما يتعامل بهذا الأسلوب هو الباعة المتجولون في الأسواق الشعبية فهي رديئة بحد ذاتها لتعرضها لأشعة الشمس القارصة وقدم نتاجها والتي قد تفقد رونقها الجمالي إضافة إلى محلات ( أبو ريالين ) التي غزت الأسواق وألحقت الضرر الكبير على شريحة كبيرة من المكتبات خاصة المجاورة لتلك المحلات ، فالقرطاسيات تشهد ازدحاما كبيرا عند قرب الدراسة بيوم أو يومين أما تلك المحلات فشهدت ازدحاما قبل أسابيع من بدء الدراسة، ومن المؤسف أن تلك الظواهر بعيدة تماما عن الرقابة التجارية، فمن المفترض أن يمارس كل محل نشاطه في البيع بما هو مختص فيه، أما هذه الفوضى تتسبب في خراب السير التجاري وتعيق تطور والنمو الإقتصادي فقد تعتري هذه الظاهرة غيرها من الأنشطة التجارية في الأسواق المحلية ، بعكس ما نشاهده في بعض الأسواق العربية فبيع سلعة من غير نشاطه المخصص له تعتبر جريمة تستحق العقوبة.
وأضاف محمد الناصري أن ما نشاهده اليوم من رفع شعار الفوضى في الأسواق فأغلب المحلات أعلنت التحدي بعيد إطار المنافسة لترى محلات بيع ألعاب الأطفال ومحلات بيع الأحذية والعطورات وغيرها يعرضون سلع خاصة للمدارس من حقائق مدرسية وبعض الأدوات وهذا أمر فوضوى لا يحمي أي تجار، وتسعى بالطبع إلى ثبات نسبي في معدلات توسع نشاط المكتبات في المحافظة. وقبل أربع سنوات لم نشاهد تلك الأوضاع فكل تاجر وشأنه، والكل يبيع ما هو مختص به من نشاط تجاري ، ولكن الأمر إزداد سوءاً .. ونحن نطالب الجهات المختصة بإيجاد حل سريع ومناسب لحل هذه المشكلة .
والمستهلك على أنواع منهم من يبحث عن الجودة وإن كانت أسعارها مرتفعة ، والبعض الآخر يبحث عن الرخيص في غفلة من أمره فهو لا يدري عن مدى سلامتها ، فمن الواجب على كل تاجر أن يوفر جميع الأذواق بجودة عالية تناسب الذوق العام التربوي ليسعى في نشر الوعي وإقناع الزبائن بالجودة بدلا من الغش والخداع عن البعض.
وذكر عبد الله ناصر الموسى أحد أولياء الأمور جاء ليأخذ بعض مستلزمات الدراسة لأولاده يقول : أن موعد بدء الدراسة أصبح هم ثقيل يحمله كل أب لأسرة ، والسبب يرجع إلى إرهاق جيوب الآباء وتهديدهم بالإفلاس وتراكم الديون في بعض الأحيان ، فنحن نستعد للدراسة مثل استعدادنا للعيد وربما كان أكبر من ذلك .. ولا سيما ونحن نعيش في وقت يحتاج إلى العديد من المتطلبات المرهقة والتي قد تحكمها العادات فمثلا . رفض أكثر الطلاب أستخدام الأدوات المدرسية لأكثر من فصل دراسي واحد .
وأضافت أم تركي جاءت إلى إحدى القرطاسيات لتقضي بعض احتياجات بناتها تقول : أن الأمر يهون بكثير لو أنتهت طلبات المعلمين والمعلمات والتي تستمر طوال العام الدراسي ولا تنتهي إلى آخر السنة، وتساءلت أم أحمد لماذا لا تضع إدارة الترببية والتعليم قيود واضحة الخطوط لمتطلبات العام الدراسي وما تقتضيه المناهج الدراسية بدلا من المعمعة الواضحة وهدر طاقات وأموال أموالنا . وعند سؤالنا عن سبب هذا الإزدحام قالت أم تركي .. أن سبب الإزدحام يرجع إلى أولياء الأمور أنفسهم فهم لا يفكرون بشراء لوازم الدراسة لأبنائهم إلا قبل يوم أو يومين وهذا يعطي فرصة لضعاف النفوس من أصحاب محلات بيع اللوازم الدراسية في رفع الأسعار ودس بعض البضائع الرديئة أو التقليدية بصورة أنها صناعة ذات جودة عالية .
وأفاد أحد الطلاب أننا نقع في حيرة من أمرنا في إختيار المكان المناسب والسلعة المناسبة أيضا بسبب تفاوت الأسعار من مكان لآخر ونحن لا نعلم ما هو الجيد والردئ منها وهذا يرجع إلى عدم التنسيق الجيد من قبل الجهات المختصة فقد تجد أكثر من مكتبة في شارع واحد والذي قد يولد تحديات أكبر من كونها مسألة تنافس تجاري
وفي جولة ( اليوم الإقتصادي )على بعض القرطاسيات في محافظة الأحساء لاحظت سعي العديد منها في التسابق إلى إبتكار أساليب تسويقية جديدة لجذب الزبائن منهم من وضع جوائز فورية ويومية من الأجهزة الكهربائية والمنزلية وألعاب الأطفال وساعات وبطاقات إشتراك انترنت .