DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الإرهاب وضرورة إدانته

الإرهاب وضرورة إدانته

الإرهاب وضرورة إدانته
الإرهاب وضرورة إدانته
أخبار متعلقة
 
يصطدم مشروع الاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي في أي بلد من بلدان العالم بعراقيل موضوعية, ويتخذ شكل التعامل مع هذه العراقيل اشكالا متفاوتة بحسب القوى التي تقف وراءها, الإرهاب والقوى الإرهابية وحدها غير جديرة بالحوار لأنها - القوى الإرهابية - قد اختارت عن سابق اصرار وتعمد طريق العنف الذي يتعارض من حيث الجوهر والشكل مع المشروع الاصلاحي, صحيح ان ثمة عراقيل موضوعية تخص درجة تطور المجتمع ومدى استعداده للانخراط في عملية الاصلاح وان ثمة قوى متعددة يحدد تناسب القوى فيما بينها مدى وقوة التأثير لمصلحة او ضد التطور, وعليه فلابد من صياغة علاقة متناسية المصالح لدفع عملية الاصلاح الى الأمام, لكن دائرة التفاهم لا تتسع لهؤلاء الذين يرفضونها من حيث المبدأ ومن حيث الأهمية. في معسكر القوى المعرقلة للاصلاح هناك قوى ليس ثمة التباس حول خياراتها وتحديدا ذوي المصالح المباشرة في الابقاء على الأوضاع القديمة بما فيها من مواصفات تسهل الفساد والإثراء السريع عبر مشروعية تتعارض مع أبسط ما وهبه الله للانسان من حقوق وعلى رأسها العيش بكرامة, كذلك هناك قوى تعارض الاصلاح نتيجة تشبعها بمفاهيم تستند على منظومة من الفكر والسلوك المحافظ والحذر تجاه كل جديد وبخاصة اذا كان هذا الجديد من انتاج غربي, تلك القوى لا ترى في منجزات الفكر الانساني الغربي غير التفسخ والانحلال, اليوم تعترف اطراف مهمة في هذه الأوساط بضرورة الاصلاح عن طريق الحوار والعمل السلمي. من جانب آخر ومن رحم هذه القوى المحافظة وبرعاية من قوى مجتمعية فاعلة ولد المشروع الارهابي لمعارضة الواقع ليس عن طريق الامل في المستقبل والتعاون سلميا مع من يريد الخير لهذا البلد وجميع ابنائه بل عن طريق الدعوة الى الرجوع للماضي, لقد استغلت القوى الشريرة على المسرح الدولي هذا الميل ومثل الفخ الأفغاني مسرحا ملائما لتوظيف هذه النزعة وتشويهها لاحقا, اليوم وفي ظروف عالمية مختلفة عن ظروف الحرب الباردة وصراع المعسكرين الغربي والشيوعي بعد انهيار الاخير تتعارض وتتقاطع مصالح ومشاريع خصوم الأمس, اليوم يجتمع الارهابيون والاصلاحيون في عدم الرضا عن الواقع, اما مواجهة هذا الواقع وطرق الانعتاق منه فلابد من ان يختلفوا الى درجة الادانة, الواقع وتحديدا في بلادنا يطرح السلم الاجتماعي والاصلاح كمخرج سلمي معترف به من الجميع لكنه يطرح ايضا مخرجا عنقيا لا يستند على غير الروح المفعمة (بالأمل) في استعادة الماضي, الارهابيون يعودون الى ماضي امريكا القبيح ويسوغون كره الأمريكان كبشر, والاصلاحيون يتفقون معهم على الكثير من قبح السياسة الامريكية, الاصلاحيون لا يكرهون هذا الانجاز او ذلك لانه امريكي او فرنسي وعندما يرفعون شعار الحوار يواجهون بالادانة والتخوين بل والتكفير من طرف الارهابيين, ووسط رؤية ضبابية تحكم العالم بأسره يصيب الدوار أناسا في كلا المعسكرين, امريكا اصل البلاء يقول الارهابيون فيتردد الصدى في أفئدة بعض الاصلاحيين فتطغى الذاكرة على الواقع وتسود صور فيتنام وشيلي وحتى العراق ويجري اقصاء القراءات المعاصرة مفسحة الطريق امام عواطف متحيزة ومتداخلة تصل الى حد الدفاع عن الارهاب استنادا الى استنتاج نمطي يقول بأنها احجار تكسر بعضها وصراع بين اطراف لا يشرف أحدا الانتماء اليه, انه ببساطة موقف عدمي تجاه سلطة الواقع المتأزم على المسرح الدولي يراد اسقاطه على واقع بعينه لتبرير العجز عن عمل شيء, ان ما حدث في الرياض والقصيم وقبله في الخبر لا يخص امريكا في السعودية بل يخص السعوديين الذين شرع العديد منهم في مواجهة القوى التي تقف وراءه واذا كان لأمريكا دور فالأولوية في الزمان والمكان ليست لمواجهة هذا الدور.. الارهاب والاصلاح مشروعان متعارضان ولن يلتقيا باذن الله.