DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
ramadan-2025
ramadan-2025
ramadan-2025

نجيب الزامل

نجيب الزامل

نجيب الزامل
نجيب الزامل
أخبار متعلقة
 
منذ زمن لم أقرأ هولا حزينا دامعا كما قرأت للأب أحمد المغلوث يودع بضعا من حياته وهو يطوب ابنه "محمد"، ولم يكن سهلا أن نتصبر عن الدموع، فحزنا مع تلوع الأب، وزاد حزننا لفقد الابن.. الابن الوضاء الجميل الموهوب الذي أعد آخر كأس شاي لأبيه.. وقرأت قبل ذلك مقالة مسبوكة بالشوق الآسر كتبها الأخ لأخيه. وساءلت نفسي، إذا ما حال الأم؟ ما حال الأب؟ .. لقد تعرضت هذه الأسرة لامتحان يخلع الجبال الراسية، ابن من طلعات البدر في طلته، ومن نفح الأخلاق مسلكه وتدينه، وجمال ناعم محب في التعامل مع أسرته. ثم يريد الله أن لا يكون الموت مباشرا مباغتا ليحمل مع المباشرة والمباغتة خلعا أليما للقلب ثم يعود بعد أن يستقر الإيمان في الجنان، وأن يسحق الأمل سحقا نهائيا مواجهة مع مشهد الموت الأخير.. وإنما زاد الألم، وتُحريَ الأمل لأن الموت بدا أنه قد أراد التمهل، ولكن كان فاجعا في طلبه، ساحقا في ثريثه ليوقع الأب بيده في بتر يد ابنه. الابن المسجى مع الموت.. لوحة من لوحات المغلوث التي لم يرسمها، ولم يرد، في تصوير ذرى الفواجع.. ولكن قطعت اليد، وقطعت الحياة! قلنا أراد الله ذلك.. ونعلم أن الله يحبنا عندما يدخلنا مطهر الدنيا، وهو مطهر من العذابات والأوجاع، وكلما زادت العذابات وثقلت الأوجاع زادت علامات العتق من هول الآخرة.. مأساة لحظة التوقيع، ولحظة الموت التي صهرت بمحرقة آلامها أسرة المغلوث كانت في السماء مشهدا إعداديا تطهيريا لفتح بوابات الفردوس بإذن فاطر السماوات.. لقد أعد محمد لأبيه آخر كأس في الدنيا.. وكأننا نراه يعد الكأس من ماء الكوثر في رياض الخلد..محمد، طر طليقا حرا جميلا مسبحا في ظلال الرحمة.