أشاد عبدالرحمن بن علي الجريسي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض بالقرار الذي اصدره مجلس الوزراء مؤخرا, والقاضي بإجراء انتخابات بلدية خلال عام من الآن, يتم من خلالها انتخاب نصف الأعضاء في هذه البلديات بواسطة الترشيح المباشر من قبل المواطنين. وقال: ان هذا القرار التاريخي يأتي في سياق التطور المنسجم للتجربة السياسية والاجتماعية للمملكة, والتي لم تسقط المواطن من حساباتها في كل مراحلها, منوها بجهود الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود في تقديم أروع الأمثال في كسب ثقة القبائل والمواطنين حتى ان أكثرهم كان يقدم الولاء ويبايعونه طوعا لا إكراها.
وأشار الجريسي الى ان النسيج الاجتماعي الذي تتكون منه المملكة يعد فريدا من نوعه, نظرا لطبيعته التضامنية والتوافقية التي جعلت المسافة بين الحاكم والمحكوم هي الأقرب دائما, وقد كان لهذا أثره في اعطاء أفضل الصور لشكل الحكم المستمر والذي يستمد تماسكه من جاذبية تضامنه وتعايش أفراده وجماعاته. وأكد الجريسي ان المستقبل السياسي لهذه التجربة سيتعزز أكثر فأكثر عبر توسيع دائرة المشاركة أمام المواطنين الذين باتوا أكثر وعيا ونضجا ذهنيا وسياسيا من خلال التراكم الكبير لتجارب الشورى والمجالس الاستشارية والديوانيات التي ظل يحرص عليها قادة هذا الوطن ـ حفظهم الله ـ ويدعمونها بالأفكار والآراء.
وقال: ان المواطن السعودي تاجرا كان او أكاديميا, رجلا او امرأة يدرك مدى أهمية مشاركته المسؤولة في تنمية وطنه وحماية مكتسباته, وان ذلك لا يتأتى إلا بالاستفادة من رصيد تجربتنا المحلية ذات الطابع الخاص, وليس باستدعاء تجارب الآخرين من الشرق او الغرب التي ثبت عدم مواءمتها لواقعنا العربي والإسلامي. وشكر الجريسي في ختام حديثه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين, وسمو النائب الثاني ـ حفظهم الله ـ على هذا الدور الاستباقي الرائد, وحسن قراءتهم للواقع المحلي والإقليمي والدولي الذي ساهم في تأهيل المملكة لممارسة دورا أكبر يتفق مع مكانتها السياسية والاقتصادية.
