الحب اكسير الحياة ليس بما تعارفنا عليه من مشاعر مبتذلة ولا تعابير فضفاضة ولكنه ذلك الافراز الطبيعي لتراكمات التجارب المختزلة في مشاعرنا واحاسيسنا وعقولنا لكل معاني الحياة بكل شموليتها وهو لهذا المفصل الأهم بين الموت والحياة.. وهو ايضا انطلاقة الفعل الايجابي في مجمل مواقفنا. فاذا كنا نبحث عن الحب بيننا فاننا نبحث عن اسلوب في التعاطي مع تفاصيل العلاقات الانسانية وليس مجرد مشاعر تكتنف نفوسنا وتلفها بمزيد من الغموض.. (لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).. على اننا اكثر البشر ارتباطا بقيم ومبادىء بنيت أسسها على ثقافة الحب الا أننا أبعد المجتمعات في التعاطي بهكذا ثقافة بل واستطعنا ليس فقط تجاوز تلك المبدئيات بل ايضا تحويرها مرة والالتفاف عليها مرة وتفصيلها وفق أمزجتنا ورؤانا مرات ومرات.
ولم ندرك يوما انه ربما تكون النار من مستصغر الشرر فقد يكون أغلب ما نعانيه من مشاكل وأزمات بسبب عدم قدرتنا على التعاطي حتى مع انفسنا بشيء من الايجابية الذي لابد بالضرورة ان يكون جزءا من لغة الحب المفقود او كما استطيع ان اسميها ثقافة الحب. شعورنا بالنقمة على كل شيء حتى على انفسنا وتذمرنا حتى من انفسنا هو الخطوة الاولى على طريق شفا جرف هار.. قد تكون الأمور في ظاهرها أشبه بمعضلة لا يمكن لابرع الحلول حلها ولكنها في جوهرها ليست الا حرمانا من شعور ببعض الرضا ايا كان مصدره ولو تسنى لنا رصد بعض تلك المشاكل ودراستها وتحليلها كانحراف الأبناء او الطلاق او حتى البطالة لو كان الكل يحب الكل, لوكنا ببساطة لا نعتبر التعامل مع بعض الأمور بمشاعرنا امرا معيبا او حتى كل الأمور لكان الموقف قد تغير.
وتأمل حولك سترى كم هو مجتمعنا بحاجة للغة للفهم هي أبسط وأرقى وأروع لغات العالم لكي لا يكون ناقصا في نموه وتطوره كم نحن جميعا بحاجة للغة الحب لتفتح حوار قلوب تحاكي عقولا بها الصمت.
قد تعتقدون حديثي نوعا من التسلية.. قد تعتقدونه مزحة قد تختلفون معي ولكن أتمنى ان تهتموا ففي بعض الاهتمام إفادة.
