DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
ramadan-2025
ramadan-2025
ramadan-2025

د. محمد حامد الغامدي

د. محمد حامد الغامدي

د. محمد حامد الغامدي
د. محمد حامد الغامدي
أخبار متعلقة
 
في الأحساء شوارع كثيرة، ولها مسميات وحدود. شوارع مصنفة على الخرائط، بمسميات وأبعاد مختلفة. وتتميز الأحساء بوجود شوارع دولية، من والى دول الخليج العربية. الشيء المهم، أن بالأحساء طريق جديد، وقد أطلقوا عليه اسم (الطريق الدائري). وهو إضافة جيدة إلى قائمة بقية شوارع الأحساء. بعض تجار العقار، يطلقون عليه شارع الستين. في ذات يوم لا اذكره، تم الاحتفال به. وتم افتتاحه بغرس أعمدة إنارة. أضيئت ليالي الافتتاح على طول امتداد الشارع الجديد. تمت إنارتها في ليلة الافتتاح، وبقيت مضاءة ليلا، رغم كونه في الصحراء. طبعا هذا يتجاوز ترشيد استخدام الكهرباء، ولكن لا ضير. وقت الذروة في الأحساء يكون في الظهيرة وليس المساء. المهم، ما يميز الأحساء عن بقية الديار، هي الشوارع المتعددة والمختلفة والمتشابهة. شوارع، تجدها ممتدة في كل اتجاه وصوب. تحتضن الزائر والعابر والقاطن. وبدون أدنى شك، لابد وان تترك انطباع عاما لدى الجميع. كل شيء يذهب، ويبقى الانطباع. الأحساء قديمة ولها شهرة. من القدم يبقى الأثر، ومن الشهرة يبقى الانطباع. هكذا تكون شوارع الأحساء، قدم وشهرة وانطباع. شوارع تعيش مع الناس. تشاطرهم الهم والغم، تشاطرهم الأتراح والأفراح. هناك شوارع غنية وهناك شوارع فقيرة، وهناك شوارع منسية. شوارع الأحساء تشبه الشعب العربي، ينتظر الفرج في كثير من أمور حياته اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية. شوارع تشبه خرائط هيئة الأمم المتحدة وقراراتها. ازدواجية في المعايير. فهناك مجلس أمن وهناك هيئة الأمم المتحدة. ذاك يصدر قرار نافذ، وله حق النقض (الفيتو). وهذا يصدر قرارات، ولكنها غير إلزامية. قرارات لتسجيل موقف. هذا هو ما يبقى للعرب الشاكين دوما في هيئة الأمم عندما تثار قضاياهم في محافل الدول للمزيد من نشر الغسيل. وكأن هيئة الأمم المتحدة لم تؤسس إلا لهم ولقضاياهم التي لا تنتهي. وهكذا شوارع الأحساء. بعضها يستند إلى ذاك، وبعضها يستند إلى هذا. شوارع ضعيفة، ومقهورة. شوارع شاكية باكية وشاحبة. لكنها لا تزال حية ولديها الأمل، ولا تزال تحمل الناس كل الناس، رغم كونها شوارع فقيرة وغلبانة. شوارع الأحساء تذكرني بتاريخ القضية الفلسطينية. تذكرني بكل قضايا العالم المعاصر وحتى القديم. فكل شارع له مشكلة، وله معاناة. كل من يعبر هذه الشوارع يجد أن له مشكلة وله معاناة. مشكلة حسية، مشكلة بصرية، مشكلة مالية، مشكلة نفسية، ومشكلة سمعية. لكن المميز في هذه الشوارع، أنها ترفع الضغط، وتسبب الغليان، فيزيد الشخص من سرعته، لتلافي المزيد من الشوارع، ليجد نفسه في شارع آخر، لا يقل في مشاكله عن سابقه. لذلك تجد الناس في الأحساء، يطوفون في الشوارع، للبحث عن شارع مريح. يقطعون الإشارات المرورية، ويعذرون في هذا، تجد بعضهم وقد تخلى عن السيارة واستعاض بالمشي على رجليه، ثم تجده يزفر، من تعب الشارع وعنائه. الميزة الوحيدة لهذه الشوارع انه عندما يخرج المواطن إلى مدن أخرى، يجد متعة القيادة في الشوارع الأخرى، ويجد انه بالفعل في شوارع مختلفة. لذلك تجد الأهالي في رحلة دائمة من والى خارج الأحساء. بعضهم قد يكون قرر قضاء حياته متنقلا بين المدن بعيدا عن شوارع الأحساء. ولكن تبقى لشوارع الأحساء قيمة وأهمية. ولكن لدى الباعة في مدن التشليح، وعند وكالات قطع الغيار، وعند أصحاب المستشفيات والمستوصفات. في الأحساء شوارع تبحث عن شوارع، مثل الذي يبحث عن رأسه وهو يحمله.