من القصة التراثية التي تدور حول الأب الذي جمع اولاده ليخبرهم بأٍسلوب عملي عندما جاء بالعصي ليكسرها كل على حدة ثم ليحاول كسرها مجتمعة وسهولة تلك العملية وصعوبة الاخرى.. يمكننا ان نستلهم ليس أهمية الوحدة فقط وانما اهمية التكاملية في تبن لأدوار فاعلة تسهم في العجلة الديناميكية للمجتمع فلا يمكن للمجتمع ان يتحرك نحو أية مرحلة بجهد فردي بل بتكامل وتآزر جميع افراده في رباط مقدس يمكن ان تنصهر في بوتقته على الاختلافات بكل ارهاصاتها وكل تبايناتها ليتمخض عنها ارادة تصنع مستقبلا مختلفا هو وليد كل تلك الجهود التي تتطلع لحياة افضل.
وفي هذا السياق لا يمكن التعاطي مع الأمور من منطلق انها شأن فلان وشأن علان او ان جهدا هنا او عملا هناك لا يمكن ان يفرض على الواقع شروط حياة نحن نمليها لاسوانا انما يمكن ان تسقى الشجرة بقطرات الماء كلما استمرت كما يمكن للماء ان يخترق الصخر اذا استمر نقطة تلو نقطة.
البعض يقول ماذا يفعل تحقيق في جريدة لن يغير من الواقع شيئا ولا وعد مسؤول ما بحل يمكن ان يحدث فارقا ولا ان تحدثنا عن مشاكلنا صباح مساء يمكن ان تأخذنا خطوة نحو الأمام، صحيح ان اتخذ كل منا قرارا التغريد وحيدا خارج السرب فان ذلك يزيدنا بعدا ولا يقربنا لأية نتيجة، ان علينا ان نتخذ خطوة ايجابية للوصول الى حلول ممكنة, على الصحافة ان تكتب وعلى المسؤول ان يتجاوب ويوضح اللبس ويتفاعل مع المشاكل المطروحة وعلى الناس المتابعة والمراقبة واداء دور الرقيب على اداء المسؤولين ولا نقلل من شأن اي جهد في هذا الطريق, صحيح ان التحقيق الصحفي وحده لا يؤدي نتيجة الا بقدر تجاوب وتفاعل الناس والمسؤولين على حد سواء ولهذا تكمن اهمية التكاملية في أدائنا لأدوار لا بحجم ذلك الجهد او العمل وانما بحجم اداء كل شخص منا دوره لأن ما يربطنا هو أقدس رباط انه رباط الوطن الواحد الذي يجب ان يدفعنا للتفاعل والعطاء لا إلى الانكماش والجفاء.
