أخبار متعلقة
يعيش على أرض المملكة جنسيات كثيرة قد تفوق العشرين جنسية ما بين آسيوية وأفريقية، منها المسلمة وغير المسلمة، ومنها العربية وغير العربية.
وبالطبع فإن هذه الشعوب التي قد تعد غير متجانسة ثقافياً وحضارياً اجتمعت تحت سقف واحد سواء في الشارع أو في مقر العمل أو السكن في بعض الأحيان، الأمر الذي أدى إلى تقارب وجهات النظر في كثير من الأمور.
إلا أن البعض يرى أهمية الحفاظ على ثقافة الإنسان مهما شرق أو غرب، فتبقى الكثير من الممارسات في مكان أمين يمارسها الشخص بعد رجوعه إلى البيت وابتعاده عن الأجواء الإكراهية إن صح التعبير.
ففي المطعم مثلاً قد يضطر المصري أو الهندي أو الفلبيني إلى تناول الوجبة السعودية المتعارف عليها كالرز أو غيره، إلا أنه حينما يعود إلى البيت فإن بإمكانه صنع أي وجبة محلية يرغب فيها هو.
وعلى الرغم من أن هناك الكثير من المطاعم تلبي حاجة هؤلاء المقيمين وتعد لهم الأصناف التي يتناولونها في بلدهم إلا أن الصبغة الطاغية على المطاعم هي ذات طابع عربي سعودي مهما ابتعدنا بالأمر إلى أبعد غايته، بل إنه في كثير من الأحيان نلاحظ تأثر الكثير من السعوديين بوجبات معينة في مطاعم معينة (دعك من التأثير الغربي في مطاعم الوجبات السريعة)، فهناك المأكولات الصينية والمأكولات الإيرانية والمأكولات الهندية وغيرها، مما يدعو المرء للقول أن تقارب الثقافات ربما يبدأ من المعدة؟!
وفي شهر رمضان المبارك يلحظ اهتمام الجاليات الإسلامية المختلفة بإعداد وجبات خاصة بها سواء للإفطار أو السحور، فالكثير من المقيمين يشعرون أن شهر رمضان هو الشهر الوحيد والمناسبة الوحيدة للارتباط ببلدهم وعاداتهم وثقافتهم الخاصة بهذا الشهر، إذ أن غالبيتهم ينشغلون بمتاعب الحياة وتلبية أعباء العمل اليومي على مدار السنة، فلا يفكرون في طريقة تناول طعامهم أو نوعية الطعام الذي يتناولونه ويسعى الغالبية لتناول الطعام في أي مطعم قريب من مكان العمل، خاصة إذا لم تكن عائلته معه، الأمر الذي يعد هامشياً بالنسبة له.
أما بالنسبة لشهر رمضان فإن الأمر يختلف إذ يسعى الجميع للتمسك بإفطاره وسحوره في منزله ويعده بنفسه حتى وإن لم تكن عائلته معه، ويؤكد الكثير من العمال الآسيويين أنهم يتناوبون على طهي طعام الفطور مهما كانت فترات عملهم، فهم يعدون هذه الفترة من الفترات السعيدة في حياتهم ولا يمكنهم أن يفرطوا فيها.
ومن جهة أخرى ولأهمية هذا الشهر الفضيل لدى الكثير من أبناء الجاليات الإسلامية في المملكة فإنهم يسعون قدر جهدهم لقضاء هذا الشهر في بلدانهم، إلا أن الكثيرين لا يحصلون على هذه الخاصية وذلك نظراً لأن غالبيتهم يعملون في الأسواق التجارية والأمر مرتبط بحركة السوق ارتباطاً وثيقاً، إذ يصعب على التاجر أو صاحب المنشأة التي تسوق منشآتها وتعتمد على سوق رمضان أن تفرض في عمالتهم في هذا الشهر، لأن ذلك في اعتقادهم سيؤدي إلى ضعف حركة السوق.
تحاول الجاليات الاسلامية الحفاظ على هويتها
الابتعاد عن المطاعم في رمضان أمر ضروري