لاتوجد فوضى.. الفوضى في الأمن السياسي اما الوضع الامني مثل خطف السيارات والنساء فهي قليلة ونسعى الى توظيف امكانياتنا لتعزيز الامن هذا ما يذكره السيد محمد بحر العلوم عضو مجلس الحكم الانتقالي في العراق في حديثنا معه: اما حول مصير من قبض عليهم من اعوان النظام فيقول السيد بحر العلوم: ان العمل قائم على تشكيل محكمة عراقية لمحاكمتهم وهي في طريق الانجاز وعندها سوف نستلم هؤلاء المجرمين ونحاكمهم علنيا امام الرأي العام العراقي..
وعن دعوة الحاكم المدني للعراق بريمر بشأن اسقاط التعويضات من الدول ذكر بحر العلوم ان دعوة بريمر سياسية ولانتدخل في ذلك: اما عن اموال العراق فذكر ضيفنا ان صدام حسين لم يترك بنكا او مصرفا الا ونهبه وحول الاغتيالات التي يتعرض لها اعضاء مجلس الحكم فقد ذكر ان هؤلاء مرتزقة وهم ليسوا من العراق وهم من يقومون بقتل المدنيين وتفجير الفنادق. اما عن انجاز الدستور وتشكيل الحكومة العراقية فستنجز في النهاية حتى ترحل قوات التحالف ويعود العراق للعراقيين اما عن ظاهرة مقتدى الصدر فذكر بحر العلوم انه لاحجر على الرأي ولا على الدعوات السلمية لكن ان تتحول الامور الى ارهاب فهذا مالانتمناه وسوف نقف ضده.
نحن من نحكم العديد من المراقبين للشأن العراقي يقولون ان الحاكم في العراق هو بريمر وليس مجلس الحكم الانتقالي؟
ـ مجلس الحكم الانتقالي شكل بقرار من مجلس الامن رقم 1483 ـ الفقرة التاسعة ـ التي تنص على ان على الشعب العراقي ان يشكل دولة ونحن استندنا على هذا القرار ولكن هناك دولة وقوة تعتبر محتلة وحتى الآن بيدها المال والامكانيات ونحن نعاني هذه الازمة اما الآن وبعد القرار 1500 و1511 فقد اصبح هناك اعتراف واضح بمجلس الحكم الانتقالي. لم تجبني على ان بريمر هو الحاكم الفعلي؟ والى متى يستمر ذلك؟
ـ هناك صراع دولي ينصب علينا بالنتيجة من هو الحاكم؟ هل هو مجلس الامن؟ أم الدول الاوروبية ام امريكا؟ الحاكم نحن.. ونحن مصممون على ان نأخذ حقنا وان نحكم مهما كلف الامر ولقد بدأنا نمارس اعمالنا بكل صراحة ونفتح المجال لانفسنا في التحرك. الانتهاء من الدستور والى متى يستمر الحكم المدني الامريكي؟
ـ نقول انه سيبقى حتى الانتهاء من الدستور وقيام انتخابات سليمة وتشكيل حكومة وعندما ترحل ويكون الحكم بيد الشعب والحكومة.
لا أموال في العراق طرح الحاكم المدني بريمر اسقاط التعويضات عن العراق هل تؤيدونه كأعضاء مجلس الحكم في ذلك؟
ـ اولا دعوة بريمر سياسية وانا لا اتدخل في ذلك وهذا رأيه ونحن نتفق معه في امور اخرى عموما هي تعويضات اقرها مجلس الامن ولا يمكن ان نتخلى عنها نحن نعترف بالدين الذي علينا ونحن نؤمن ويجب ان ننفذ قرارات الامم المتحدة في هذا الشأن، وقد يكون ان هناك اخا يطلب من اخيه مساعدة وهذا الامر منوط بالدول الاخرى. سؤال قد يبدو محيرا.. اين أموال العراق وهل يعني انكم تسلمتم بلدا مفرغا من خزائنه؟
ـ كنت معارضا زمنا طويلا ولمدة 35 عاما وتحدثت عن الوضع الاقتصادي وترديه الى ابعد الحدود ولكن لم اتصور ان النظام البائد نسف كل ما يملكه العراق.. اقول لكم بصراحة انه لم يترك بنكا أومصرفا او اي جهة الا وسحب ونسف منها الاموال.. ثلاث شاحنات كبيرة امتلأت بالاموال العراقية قبل سقوط النظام بليلتين حيث جاء المقبور عدي وحمل هذه الشاحنات بما بقي من اموال وارصدة ومجوهرات وعندما تهيأ للمغادرة بدأت الطائرات تقصف الموقع واثر ذلك فرغت شاحنتان وبقيت الشاحنة الثالثة ولم يعلم الناس انها مملوءة بالاموال حتى الصباح حيث تم اخبار بعض الناس بأنها مملوءة بالاموال فأرجعوها الى احد البنوك بالاضافة الى الديون التي خلفها النظام والمآسي التي كانت تغلي في ايامه فنظام صدام لم يبق لنا شيئا الا التركة من التعويضات والديون والمستحقات ونحن نعالج في الوضع الحالي كيف نسير الدولة رغم عدم وجود الاموال. نحن نعرف ان هناك ارصدة مالية عديدة في دول العالم للعراق اودعها افراد النظام السابق.. ما مصيرها؟
ـ طالبنا العديد من الدول العربية والاوروبية وغيرها مثل الامم المتحدة بإعادة اموال العراق لكن معظم هذه الدول غير مستعدة لارجاعها.. فبعضهم يدعون انهم سيعيدون الاموال الى الحكومة الشرعية؟ ولا ادري اذا كنا حكومة غير شرعية خاصة بعد القرار 1511 فما نوعية الحكومة الشرعية؟
فلول النظام لنتحدث عن الوضع الامني داخل العراق هل يمكن ان تضعنا في معطيات ما يحصل على ارض الواقع؟
ـ اولا اعتقد ان الوضع الذي يثار بالنسبة الى الوضع الامني السياسي السائد في العراق يثير قضايا كثيرة من فلول النظام في تصوري ان عقارب الساعة لاتعود الى الوراء وهذا امر غير متوقع ممكن ان يحدث اي شيء الا عودة النظام البائد وما عاناه العراق من سياسة صدام القمعية واللا اخلاقية والا انسانية فلا يمكن في حال من الاحوال ان تعود عقارب الساعة الى الوراء واما هؤلاء الذين في سجون قوات التحالف فهم في ذل يخشون هجوم المساجين عليهم ولهذا وضعوا حولهم حواجز. تقصد قائمة المطلوبين من قبل القوات الامريكية.. هل التقيتم بهؤلاء السجناء وما مصيرهم؟
ـ نعم هم من اقصد ولم نقابل احدا منهم بل طلبنا والاخوة في مجلس الحكم من بريمر ان نحاكمهم نحن فقال كيف؟ فقلت حسب الاصول فقال انتم انهوا اجراءات المحاكمة ومن ثم نسلمهم. فقلت: ليخرجوا على التلفاز لمدة ساعة ليطمئن الشعب بأنكم على موقف سليم ونحن نتمنى ان تنتهي اجراءات المحكمة التي شكلها مجلس الحكم لمحاكمة هؤلاء المجرمين وليتهم يسلمون هؤلاء الى العراقيين.
انحسار الجرائم هناك فوضى عارمة في العراق وعدم استقرار سياسي وامني.. الى متى يظل الوضع هكذا؟
ـ لا.. لاتوجد فوضى، فوضى الامن السياسي وليس الشعبي، قبل اشهر كان خطف السيارات والنساء اما الآن فهي قليلة لكن ما حدث هو الفوضى السياسية هناك من يقول ان الامن السياسي ليست له علاقة بالشعب بل له علاقة بالجو الحكومي وقوى التحالف وكل يبكى على ليلاه. هناك اختلاف شديد في الاعلام فهناك من يطلق وصف المقاومة على ما يحدث من تفجيرات واغتيال وهناك من يرفضها... كيف ترون ذلك؟
- هناك مجموعات تأتي من خارج الحدود وتدعي الاسلام ونحن نقول لهم اذا كنتم مسلمين فهناك حديث شريف متفق عليه لدى جميع المسلمين (من نطق بالشهادتين صان دمه وماله وعرضه) فعلى اي اساس تهددون حياة المسلمين.. اما فلول النظام المقبور فهؤلاء مرتزقة يسعون وراء استعادة نفوذهم وامتيازاتهم ولن نسمح لهم بذلك.
ثقافة دموية ياسيدي هناك اغتيال لبعض اعضاء مجلس الحكم ولرجال الشرطة العراقيين الا يسبب ذلك قلقا على العراقيين؟
- ان هذه القوى التي تداهم وتغتال بعض اعضاء مجلس الحكم وتفجر السفارات والفنادق انما هم كما قلت سابقا فلول النظام السابق وبعض المرتزقة من العرب وبالتأكيد هؤلاء لايدركون مدى الدمار والضرر الذي يصيب الشعب العراقي جراء جرائمهم والاوضاع لا يمكن اصلاحها خلال ايام او اشهر خصوصا اذا نظرنا الى طبيعة النظام الصدامي والجرائم التي ارتكبها في حق شعبه حيث نجد ان هذا النظام استطاع خلال السنوات الـ35 الماضية ان يزرع ثقافة ضالة دموية ضرب من خلالها البنية التحتية الثقافية والاجتماعية للشعب مما اثر على الحياة العامة في العراق لذا فالمسألة تحتاج الى مزيد من التعاون والصبر والجهد لاصلاح ما افسده الطاغية صدام وزبانيته.
التربية البعثية تربت عليها اجيال عديدة في المناهج الدراسية وفي الاعلام وفي الحياة العلمية..كيف ستتمكنون من تغيير 35 عاما من التشويه الفكري ومصادرة العقول؟
- نحن على ثقة في ان الشعب العراقي يعود الى ذاكرته وطبيعته الحقيقية انقل لك حادثة (نشيد موطني) هو نشيد قديم عراقي اعلن بانه هو النشيد الوطني فاصبح يتردد في الشارع العراقي... ان ما عمله صدام في العقل العراقي وكل ما قام به فهو في الطرف الآخر مآس بحيث عندما انهار بدأت تتحسن الذاكرة نحن لابد ان نعمل على معالجة هذه الامور هناك قانون لاجتثاث البعث ورقابة على المدارس خاصة المرحلة الابتدائية ولكن نستطيع القول انه لا نستطيع معالجة هذه الامور خلال ايام انه ركام 35 عاما ونأمل ان تتطور الاوضاع مع الزمن لمدة سنة على الاقل ولهذا فان المظاهرات لم تحدث في المدن العراقية انما في بؤر معينة.
تنظيم القاعدة متى تتوقعون انجاز الدستور وقيام انتخابات ورحيل قوات الاحتلال؟
- نحن نؤمن بانتخاب مجلس تأسيسي لكتابة الدستور ومن ثم يعرض على الشعب ويتم الاستفتاء عليه ثم يكون العمل على ضوئه وتقوم حكومة شرعية وعند ذلك نقول لقوات التحالف نشكركم على مساعدتنا لاسقاط النظام وتفضلوا وسوف نقوم تجاه وطننا. هل اعتقلتم احدا من تنظيم القاعدة؟
ـ عدد كبير منهم موجود وباعترافات منهم ولايريد ذلك سؤالا فقد تم نشر اسمائهم في الصحف وعلى أي اساس هؤلاء يدعون الاسلام وما شأنهم في العراق واطلب من على صحيفتكم من جميع المسلمين عربا وغير عرب الا يسكتوا على هذا الموقف.. هذا السكوت المؤلم والمحرج من جماعة ارهابية، الاسلام دين لا يحبذ الارهاب والقتل فلماذا السكوت.
الصدر ظاهرة كيف تفسرون شكواكم المتكررة من الفضائيات العربية وعلى أي أساس تتهمونهم؟
ـ بعض الفضائيات العربية لها مواقف سلبية وتحاول ان تثير مشاكل كثيرة في قضايا جانبية وحين تقول ان قتل المدنيين العراقيين والاطفال والنساء وقصف محطات الكهرباء والمدارس وغيرها عمل من اعمال المقاومة هنا ندرك ان هذه الفضائيات منحازة الى صدام وفكره البعثي مع الاسف ان اكثر المحطات الفضائية العربية تحمل فكرا شوفينيا قوميا متطرفا يرفض الاخر.. انني ادعو هذه الفضائيات الى الاتخسر الشعب العراقي. ظاهرة مقتدى الصدر الا تشكل ارباكا في العراق وعند اعضاء مجلس الحكم خصوصا بالنسبة لخططه للعمل السياسي؟
ـ نحن لسنا ضد الحرية ومن حق أي مواطن ان يتحدث ويقوم بأي عمل لكن نحن ضد أي عمل يدعو الى الرعب والارهاب والاستفزاز واننا نرفض كل الاعمال التي تقترن بالاعمال الاجرامية واثارة الشغب ومن حقه ان يقول انه بصدد تشكيل حكومة ظل ولامانع من ذلك لكن ان يقترن ذلك بعمل استفزازي يدعو الى العنف والارهاب فنحن ضده.