فيما يكافح رجال الإطفاء في كاليفورنيا حرائق غابات هائلة يحاول البيت الأبيض جاهدا هذا الأسبوع إطفاء ألسنة حريق إعلامي صنعه بنفسه بشأن أحدث ما كشف عنه من معلومات خاصة بالعراق.. لا يتعلق الأمر هذه المرة بمعلومات استخبارية زائفة عن يورانيوم من النيجر أو فشل الجيش الأمريكي في العثور على أسلحة دمار شامل أو تسريب اسم عميل للمخابرات الأمريكية للصحافة. المسألة هذه المرة والتي أطلق عليها (بانرجيت) تدور حول لافتة علقت خلف بوش عندما كان يلقي خطابا على متن حاملة الطائرات ابراهام لينكولن في مايو الماضي عندما أعلن الرئيس انتهاء العمليات القتالية الكبرى. كتب على اللافتة التي جمعت الألوان الثلاثة الأحمر والأبيض والأزرق عبارة (مهمة انتهت) وهي فكرة تتحداها أعداد القتلى المتزايدة في صفوف القوات الامريكية التي تحتل العراق في ظل هجمات انتحارية متزايدة. كانت قضية اللافتة تلك قد أثيرت في الماضي لكن بوش كان هو نفسه الذي أطلق عاصفة (بانرجيت) خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء عندما حاول أن ينأى بنفسه عن اللافتة سيئة السمعة.
قال بوش لافتة (مهمة انتهت) بالطبع رفعها طاقم يو اس اس أي ابراهام لينكولن إنها نسبت بشكل ما إلى واحد من أفراد الفريق الرئاسي المتقدم المبدعين. لكنها لم تكن كذلك. لقد أصدر البنتاجون الأربعاء أرقاما تظهر أن 117 جنديا أمريكيا قتلوا في العراق منذ خطاب بوش وهو عدد يزيد على عدد القتلى خلال الحرب.. وبينما يكافح الائتلاف الذي تتزعمه الولايات المتحدة لإعادة النظام إلى العراق وتحيل الحرائق المدمرة كاليفورنيا إلى جحيم وتستمر الملحمة التي أثارتها فضيحة الاغتصاب المعلقة برقبة نجم لوس انجليس ليكر كوب براينت فإن (بانرجيت) لن تستحوذ على الارجح على اهتمام الرأي العام.. لكنها بالتأكيد تحظى باهتمام إدارة الصحافة بالبيت الابيض. فخلال المؤتمر الصحفي اليومي الأربعاء هيمنت (بانرجيت). تعترف البحرية الأمريكية بأن فكرة اللافتة من بنات أفكار طاقم إبراهام لنكولن ويقر البيت الأبيض بأنه وافق على الفكرة ويساعد البحرية في الحصول عليها.
لكن الصحفيين أمطروا المتحدث سكوت مكليلان بوابل من الأسئلة عن دور البيت الأبيض في تعليق اللافتة ألم يكن لك أي علاقة بوضع هذه اللافتة.. أعني أنني أعلم أن البيت الأبيض غالبا ما يتأكد من أن الأشياء قد وضعت خلف الرئيس على النحو الصحيح.. ورد مكليلان قائلا أن الفريق الرئاسي المتقدم يعمل بشكل وثيق مع المسئولين في مواقع الاحداث التي يشهدها الرئيس.. وقال ولكن مرة أخرى أقول أن الفكرة خرجت من عقول طاقم حاملة الطائرات. ولم توفر (بانر جيت) مادة جيدة لوسائل الاعلام فحسب بل أججت أيضا من انتقادات المعارضة الديمقراطية.. وقال السيناتور توم داشل زعيم الاقلية في مجلس الشيوخ أن هذا الأمر هو الأكثر احراجا حتى الآن في عملية غزو واحتلال العراق. وقال للصحفيين إنني متأكد من أنهم يتمنون إخراج أنفسهم من هذا الأمر برمته. إنها ستكون واحدة من أكثر المواقف إحراجا في التجربة العراقية بأكملها.
