أخبار متعلقة
تعتزم مؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين انجاز (معجم البابطين للشعراء العرب في القرنين التاسع عشر والعشرين) وهم الشعراء الذين عاشوا في الفترة الممتدة بين (1800 و2000م) في جميع انحاء الوطن العربي والاسلامي وسف يضم ايضا شعراء (العربية) الذين عاشوا في اوطانهم غير الاسلامية. ويأتي مشروع هذا المعجم عملا ضخما تتمة للاعمال الابداعية الاخرى التي اولت مؤسسة البابطين جهودها الملموسة في الوطن العربي بانجازها ومنها: (معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين) الى جانب العديد من الاصدارات والندوات المؤتمرات العلمية التي انجزت في العديد من العواصم المختلفة.
يأتي هذا المعجم ليوقظ المخطوطات من سباتها التي عفى عليها الزمن وتراكم عليها غباره ويعيد الحياة الى الشعر الذي طواه النسيان من الذاكرة، يأتي هذا المعجم لينبه الناس الى شعر آبائهم واجدادهم، وليكشف الاوراق من جديد وليخبرنا بالدواوين والشعراء والقصائد التي طويت وما اكثر هؤلاء الشعراء، وهم على كثرتهم يحتاجون الى جيش من المحررين والكتاب والمراجعين والمدققين والناسخين والطابعين والمصنفين و... و... و.. وهذا يعني ان عملا بهذا الحجم على مستوى الوطن العربي ليس سهلا وعملا ضخما يعجز الكاتب عن التعبير .مجهود الشاعر عبدالعزيز البابطين يستحق الاشادة ويأتي هذا العمل بعد عمله الاول اي (معجم الشعراء العرب المعاصرين) وكذلك الاعمال التي تلته منذ عام 1995م حيث اعتبر الشاعر عبدالعزيز البابطين راعيا للشعر في الوطن العربي والاسلامي. وخلال شهر يوليو طلب مني الشاعر محمد الجلواح الذي اسميه (ذو الرمة) ان اقوم بما استطيع القيام به تجاه شعراء جزيرة تاروت حيث اعاد بذاكرتي الى الوراء ربع قرن عندما وضعت كتابي (شعراء جزيرة تاروت)، وكان شيء جميل ان نعيد الكرة الى الوراء لنتذكر اولئك الشعراء وماكتبنا عنهم وعن اشعارهم التي جمعناها سواء من الشعراء انفسهم او من ابنائهم او احفادهم او من المخطوطات التي تركوها بعد رحيلهم. وصديقنا (ذو الرمة) اي محمد الجلواح لم يتوان في بذل الجهود الطيبة في مطاردة المحررين والكتاب. فعمله الذؤوب والمخلص اكبر من ان يثمن وهو لاشك جعلني انبش ذاكرة الماضي لاقر. وادون وامحص ما كتبته منذ سنين طويلة عن طائفة من الشعراء.
ففي الفترة من 16 الى 31 ديسمبر سنة 1980م كتبت مقالا عن الشاعر جعفر بن صالح الصفار التاروتي في 16 صفحة وفي شهر اغسطس 2003م اعدت قراءة ذلك المقال الذي مضى عليه ربع قرن تقريبا والكتاب الذي وضعه الشاعر وسماه (الرياض الجعفرية) طبع بعد رحيله سنة 1973م، وكان الكتاب عبارة عن كشكول يضم العديد من القصائد لمختلف الشعراء في عصور مختلفة الى جانب طائفة من القصص من العصرين الاموي والفاطمي وكذلك اشارات فلكية وطبية وملاحية وعلمية، وهذا الكشكول قدم له بعض اعلام تلك الفترة الزمنية امثال الشيخ علي المرهون، ولقد اهداني احد احفاد الشاعر هذا الكشكول الجميل فعدت اقرأه من جديد وصرت استرد ذاكرة تلك الفترة التي كتبت فيها المقال آنف الذكر. وكم سعدت وانا اطالع الكشكول وكذلك اطالع المقال صرت اضحك على شيئين اولهما خطي الذي اختلف كليا والكثير من الجمل والتعابير التي لايمكن ان اكتبها الآن فقد اختلف الخط كما اختلف التعبير بعد مضي ربع قرن من الزمان وهذا لابد ان يتغير عند كل أديب.
وقس على ذلك بعض الشعراء الذين كتبت عنهم في اواخر السبعينات واوائل الثمانينات، ان معجم البابطين الذي سوف يضم آلاف الشعراء الذين عاشوا بين عامي 1800 ـ 2000م ليس من السهل احصاؤهم ولفهم او ضمهم في معجم واحد والذي اتوقع ان تزيد مجلداته على العشرة، لكن الارادة ونبل الهدف الذي يتطلع اليه الشاعر عبدالعزيز بن سعود البابطين اكبر مما يتوقعه الكتاب او الشعراء المعاصرون، واتوقع (شخصيا) ان يكون لهذا الديوان الصدى الاكبر والمكانة الادبية الاسمى من المعجم الاول وهو (معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين) فهناك المئات من الشعراء الذين طواهم النسيان كما طوى دواوينهم ولكنهم في معجم البابطين المرتقب سوف يكون لهم شأن آخر. ان الجهود الكبيرة والجبارة التي تبذلها مؤسسة جائزة عبدالعزيز البابطين لانجاز هذا المشروع الادبي الضخم تحتاج الى الكتابة قبل وبعد طباعة المعجم، ولن تكون الكتابة عادية او كلمات عابرة تقال، لمثل هذا المشروع الذي يظل عملا خالدا بين كثير من المعاجم التي مازلنا نتذوق فن من كتبوها بالرغم من مضي قرون طويلة.
علي الدرورة