حذرت مصادر امن معلوماتي من جهات تقوم بتسجيل خطوات وخصوصيات مستخدمي الانترنت اثناء ابحارهم في الشبكة.
وأكدت المصادر أن عادات تصفح الانترنت مهمة للمعلنين ولمواقع شبكة الانترنت التي تعتمد على المعلنين لكي تبقى قائمة. ويبدو أن هؤلاء المتطفلين لن يتوقفوا عن تعقب تحركاتك. والوباء الاكثر إزعاجا الذي يصيب مستخدمي الانترنت يزداد سوءا يوما بعد يوم ويسمى "برنامج التجسس".
ويقول اندريو ريان المدير التنفيذي لشركة تطوير التكنولوجيا "إيه آر سي سوليوشنز" التي تتخذ من واشنطن مقرا لها إن برنامج التجسس يمكنه عرض إعلانات تسبب الضيق وإرسال معلومات عن عاداتك في التصفح لجهاز حاسب آلى بعيد، وحتى العمل كحصان طروادة (فيروس) إرسال الضغطات التي تقوم بها على المفاتيح عبر الشبكة.
وببساطة فإن برنامج التجسس هو برنامج يهدف إلى مراقبة تحركاتك على شبكة الانترنت أو السيطرة عليها. وهو عادة يقحم نفسه كجزء من برنامج تقوم بتحميله طواعية في جهاز الحاسب الآلي الشخصي الخاص بك أو يقحم نفسه سرا عند زيارتك لموقع خاص على الانترنت أو عند فتحك لرسالة إعلانية ترد لك في بريدك الالكتروني.
كما يمكن أن يقحم نفسه من وراء الكواليس عندما تحصل على ميزة خدمة ما، مثل استخدام برنامج المشاركة في الموسيقى كازا، الذي تعتقد أنه مجاني. وقال كيد ميتز، وهو محلل في مجلة "بي سي" (الحاسب الشخصي) التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها في مناقشة على مائدة مستديرة حول الموضوع قامت باستضافتها الاذاعة العامة الوطنية في واشنطن "إن التخلي عن خصوصيتك هو الثمن الذي تدفعه مقابل خدمة مثل كازا ".
وبمجرد أن يقحم برنامج التجسس نفسه فإنه يتكيف بحيث يتم تحميله كل مرة تبدأ فيها في تشغيل جهازك أو تبدأ في تصفح الانترنت. وحينئذ يكمن البرنامج دون اقتحام في الخلفية، حيث يلاحظ أنشطتك عبر الحاسب الآلي أو يقوم بأداء أنشطته باستخدام وحدة التشغيل المركزية ووحدة الاقراص الصلبة وذاكرة الحاسب الآلي.
و برنامج التجسس في حد ذاته ليس بالضرورة أن يكون شريرا. وفي الغالب هو ليس كذلك. وهو ببساطة يقحم نفسه بدون أذن منك أو يعمل بدون معرفتك بذلك.
وبرنامج التجسس موجود منذ بعض الوقت، لدرجة أن بعض أنواع برامج التجسس أصبحت معروفة تماما وتحظى بالازدراء إلى حد كبير. وأحد الامثلة التقليدية لبرنامج التجسس هو نظام جاتور، وهو نظام لتقديم الاعلانات يراقب سلوكك في تصفح شبكة الانترنت.
وتدفع الشركات لجاتور لعرض إعلانات عن منتجاتها وخدماتها أثناء تصفحك للانترنت. وأكثر من ذلك فإن جاتور يقوم بعرض إعلانات للمعلنين أثناء زيارتك موقعا من مواقع المنافسين المباشرين لهم.
ويعترف سكوت إيجل نائب رئيس جاتور وكبير مسئولي التسويق بأن مهمته تتمثل في التعتيم على الفارق بين الاعلان والاعلام" ولكنه يقول إن المخاوف بالنسبة للخصوصية من منتجاته مبالغ فيها. ويقول إيجيل "إن ما نقوم بجمعه هو لمحة عامة بأن المستهلك المجهول رقم 111 مهتم بالقيام برحلة أو المستهلك المجهول 115 يفاضل بين نوعين من السيارات".
وسواء كنت تعتقد أن برنامج التجسس ضار أم لا، فإن هناك أمرا لا خلاف عليه وهو أنه يؤدى إلى تدهور أداء حاسبك الشخصي ويملاء وحدة الاقراص الصلبة بملفات لم تطلب أنت إدراجها.
وفي بعض الاحيان، يقحم برنامج التجسس نفسه عندما توافق دون أن تنتبه على إدراجه بالنقر على كلمة "نعم" أو "أوافق" لتحميل ملف أو الدخول لموقع على الانترنت. وفي أحيان أخرى يكون برنامج التجسس "مرتبطا" ببرامج مجانية مثل خدمات التنبؤ بحالة الطقس أو ساعات سطح المكتب وغيرها من البرامج المثيرة التي يعشق المستخدمون تحميلها.
ويصبح المستخدمون في حيرة عندما يرون أجهزتهم تعمل بصورة أبطأ بكثير مما كانت عليه، حيث يقوم برنامج التجسس بتحميل نفسه على أشرطة البيانات.
ولكن بإمكانك محاربة برنامج التجسس في بادئ الامر، أقرأ بعناية اتفاقيات الخدمة أو المنتج على الانترنت قبل انتزاع أي شئ مجانا من على شبكة الانترنت. وبمجرد أن يقحم برنامج التجسس نفسه، من المرجح أنه لن يجعل نفسه واضحا لك بمجرد إعادة تحفيز حاسبك الآلي.
ويعتبر برنامج آد- أوير مجانيا أحد أشهر البرنامج. وهناك برنامج سباي بوت _ إس آند دى (للبحث والتدمير) وهو متاح مجانا. وهناك حاجة لادارة البرنامجين يدويا بواسطتك من حين لاخر.
أما برنامج سباي وير بلاستر فإنه فريد في أنه لا يقوم فقط بالقضاء على برنامج التجسس الذي اقتحم جهازك بالفعل بل أيضا يعمل على منع أنواع معينة من برامج التجسس من اقتحام جهازك تلقائيا. أما برنامج سباى وير جارد فإنه يقوم بتصفح ملفاتك القابلة للتنفيذ فقط لمعرفة ما إذا كانت تحتوى على برنامج التجسس. والبرنامجان مجانيان.
وبعد تحميل أحد برامج كشف برامج التجسس يقوم بتصفح وحدة الاقراص الصلبة وغيرها بحثا عن حوالي 8000 برنامج وغيرها من الملفات المرتبطة بالتجسس.