كنت أقرأ كتاب (على جناح طائر) للكاتب القدير شاكر مصطفى وبالتحديد في مقالته حول نشأة الحضارة الغربية والحضارة الامريكية وخصوصا انبثاق حرياتها المزعومة وكيف تعاملت من منطلقها منذ قرون وليس منذ الآن مع البشر لاستمع بعده لخطاب الرئيس بوش وتبشيره بمجيء عصر نشر الديمقراطية في الشرق الاوسط وزوال عهد الديكتاتوريات.
نعم.. لكن لم يكن رأي سيادة الرئيس هكذا عندما جندت وزارة خارجيته كل جهودها لمنع مسلسل تليفزيوني من الظهور على شاشاتنا ولم يكن رأيه هكذا عندما اعلنت وعالمك الديمقراطي الحرب الدبلوماسية على الرئيس الاسبق لوزراء ماليزيا عندما ابدى رأيه في احوالنا وبشفافية وبديمقراطية وعندما قال في سياق حديثه (ان اليهود يحكمون العالم بالوكالة) لكن سيادة الرئيس تدارك الموقف واوضح مشكورا ان الديمقراطية التي سوف يرشها على شرقنا الاوسط لن تكون ديمقراطيتهم وذلك قمة الانصاف.
وقد تتضح لدينا الفكرة اكثر حول ماهية الديمقراطية التي ينوي سيادة الرئيس منحنا اياها اذا ما تذكرنا تصريحات وزير دفاعه رامسفيلد قبل فترة بانه سوف يشن حرب الافكار على الارهاب وسينتصر في حربه الفكرية كما انتصر في حربه العسكرية وربما كان ذلك من شأنه التمهيد لديمقراطيته الواعدة.
لكن يا سيادة الرئيس ليس كل الناس هنودا حمرا تسهل ابادتهم والانقضاض على حضارتهم.. وليسوا زنوجا يسهل تركيعهم.. المسلمون امة القرآن التي لم يستطع اي غاز ولا اي محتل ان يفرض واقعه عليها لكنها استطاعت ان تفرض واقعها عليهم لذلك ان كانت لديك بعض حماسة لمنحك الديمقراطية فامنح بعضا منها ومن جهدك لاولئك الذين يريدون ان تكون امريكا وطنا وليست مصنعا للسلاح ولا نفطا او بؤرة يحاك فيها الموت والدمار للعالم ولامريكا ذاتها.
@@ هند المحيسن
