قام الرئيس الامريكي بزيارة سرية للعراق التقى بقواته المحتلة في محاولة منه لرفع معنوياتهم المتدنية, لكنه لم يجتمع بأي مسؤول عراقي او مرجعية دينية كبيرة في العراق, مما يعني انه اتى العراق بطريقة استعراضية وهو يكيل الوعد والوعيد ويردد العبارات اياها التحرير - الديمقراطية - الارهاب.. لكن بعد هذه الزيارة للعراق لو فشلت قوات الاحتلال الامريكي في ارساء الأمن في العراق فان ذلك قد يكون من اكبر العوامل المهددة لترشيح بوش للرئاسة الامريكية مرة اخرى, خاصة وان معظم حلفاء الولايات المتحدة رفضوا مشاركتها الحرب على العراق دون قرار من هيئة الامم المتحدة ولعلنا نجد في الموقف الاوروبي الذي تقوده فرنسا والمانيا خير دليل, ولعلنا نتذكر ان الرئيس السابق ريتشارد نيكسون خسر الحرب مع فيتنام ومع هذه الخسارة خسر منصبه كرئيس للولايات المتحدة, والآن الرئيس الامريكي بوش يكرر نفس لعبة (الدمينوا) التي خسرها نيكسون, والمؤشرات والدلائل تشير الى ان الخسائر الامريكية في العراق اكثر من خسائرها في فيتنام, خاصة وان الجندي الامريكي اكتشف مؤخرا ان هذه الحرب لم تكن لها مبرراتها حيث شنت بناء على سلسلة من الاوهام والاكاذيب والمصالح المعدة سلفا, لرغبة واشنطن في التواجد في المنطقة وفي هذا الجزء العربي الهام من حيث موقعه لأنه يكسبها قوة التحكم في خيوط اللعبة السياسية والاقتصادية العالمية لكن الذي غاب عن ذاكرة الادارة الامريكية هو مدى قوة المعارضة العراقية المسلحة وما يستجد من احداث من هذه المعارضة.