عزيزي رئيس التحرير
لكل فرد من أفراد المجتمع دوره الذي يقوم به ويساهم فيه بتقدم وإثراء مجتمعه الذي يعيشه، وذلك بناء على اصول التربية التي تؤكد ان يكون الفرد عنصرا فعالا للمجتمع الذي يسكنه، ويختلف هذا الدور من شخص لآخر حسب مجريات الحياة التي يعيشها كل فرد، فمن والد مسؤول على شؤون اسرته الى موظف يؤدي عمله الوظيفي وغيرها من تلك المهام الاخرى، ولكن دعونا نستعرض الدور الفعال التي تقدمه الزوجة في نشر السعادة في محيط حياتها الزوجية، فكثير من الزوجات قد ساهمن في تغير سلوك ازواجهن وتعديله بعد حياة اخرى كان يمارسها فتبدل ذلك السلوك بنسبة 180درجة فتلك زوجة كان زوجها يعيش حياة مليئة باللهو واللعب بل إنه كان لا يصلي الا نادرا، وسبحان مغير الاحوال فبعد زواجه تغير حال ذلك الرجل صار مواظبا على الصلاة في المسجد وقد قل اهتمامه باللعب الذي كان يسري في عروق اثناء حياته العزوبية، ولو جئنا لنناقش تلك الزوجة ماذا فعلت مع زوجها لكي يطرأ هذا التغير المفاجىء، لا اعتقد انها نهرته وزجرته واغلظت عليه في القول، ولا اظن انها امسكت بالعصا وهددته بالعقاب المؤلم ان لم ينفذ ما تطلبه، ولكنها امرأة حكيمة عرفت الطريق الى قلب زوجها فنشرت فيه عبارات الحب والصفاء ونصحته بدافع الحب والوئام و الحرص فوجدت هذه الكلمات طريقا الى قلبه فتقبله بصدر رحب وبسعادة كبيرة و كان لها الاثر الملموس والطيب.
للاسف تظن كثير من الزوجات الا تأثير لها على زوجها وانها لا تتمكن من ذلك وهذا غير صحيح البتة، فتلك زوجة كان زوجها منقطعا عن اهله ونادرا ما يزورهم، ولأنها زوجة ذكية صالحة فطنة عرفت كيف تمهد له هذا الموضوع بشكل عفوي جميل ومع التسلسل الرائع في الحوار جعلته ينطق بنفسه بضرورة صلة الارحام وصار من اكثر الابناء تواصلا مع اهله بفضل زوجته الحكيمة، وللاسف ان كثيرا من الزوجات عندما يناقشن ازواجهن تجدهن متسلحات بكلام عريض جارح وقاس ومع الصراخ تظن انها اثرت فيه وهذا ليس بصحيح، فان القناعات لا يمكن تغييرها بالقوة ابدا ولكن يبدلها الاسلوب الهادىء و الكلام الجميل الذي يتسلل الى القلوب فيشع فيه النور والضياء والسعادة و الامل، وقد تقول اخرى لقد حاولت معه ولم يستجيب لي، فاقول لها انها حياتك التي تعيشنها وبامكانك وضع استراتيجيتها بالاتفاق فيما بينكما على دور كل منكما في شؤون العائلة التي سوف تكونانها، فلا مناص من المحاولة حتى تنجح مساعيك في زرع حياة كريمة هادئة.
ارجوا الا يفهم من كلامي ان الزوج بذلك يقع تحت سيطرة الزوجة ولا يفهم ذلك المعني الا متعنتا، فان التعاون ما بين الزوجين في ادارة دفة الحياة التي يعيشانها امر لا يخجل الرجل ولا يحط من مكانته ابدا، وانه لمن المؤسف حقا ان بعض الازواج يظنون ان ذلك التكامل سيطرة فيأبى ذلك التعاون الروحي بشتى وسائله ويفرض اسلوبه ومنهجه على تلك الاسرة فرضا دون مشوره او رأي فيساهم بذلك في هدم كيان اسرة مترابطة، ان هذه الحياة تبني على اساس ترابطي يصعب وصفه عن طريق ابداء المشورة والرأي بين الطرفين، فالى تلك الزوجة ارجو الا تظن ان دورها هامشيا لا يتعدى تربية الاولاد وغيرها بل ان مهماتها اكبر من ذلك، فهل تحقق كل زوجة دورها المنوط بها؟؟، أنه لشيء رائع أن نشاهد ذلك.
@@ احمد بن خالد العبدالقادر
