وسط اجواء امنية مشددة يصل صباح اليوم الاحد قادة دول مجلس التعاون الخليجي المشاركون في القمة الخليجية الرابعة والعشرين للمجلس، وينتظر ان يكون الملف العراقي من ابرز الموضوعات التي تتمحور حولها اجتماعات القادة في العاصمة الكويتية (الكويت).
وسيتوجه القادة بعد وصولهم إلى (الكويت) الى مقر اقامتهم في قصر بيان وذلك لتناول طعام الغداء وعقد الاجتماعات الثنائية ومن ثم التوجه بعد صلاة المغرب الى مبنى التحرير تمهيدا لعقد الجلسة الافتتاحية التي سيبدأها الشيخ جابر الاحمد أمير دولة الكويت بكلمة يعلن فيها افتتاح اجتماعات القمة.
وتشير مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى إلى ان هذه القمة ستكون استثنائية في المسيرة الخليجية وستمثل نقلة نوعية في تفعيل التعاون بين دول الخليج، وان مسودة البيان الختامي ستتضمن نقاطا مهمة انتظرها المواطن الخليجي منذ سنوات، وذلك باجراءات تعزيزية لتسهيل انتقال المواطنين الخليجيين بين دولهم وبالبطاقة الشخصية، ودعم الجهود لمكافحة البطالة من خلال تعزيز الفرص للخليجيين بالعمل في الدول الخليجية والمساواة في التوظيف بين القطاعين العام والخاص، ومعاملة الخليجي كمواطن في اي دولة من دول مجلس التعاون.
كما اشار المصدر نفسه الى ان هناك اتفاقا على تفويض وزراء الداخلية للتوقيع على (الاتفاقية الخليجية الموحدة لمكافحة الإرهاب) وادانة الاعمال الارهابية التي تعرضت لها المملكة مؤخرا، كما ستشير مسودة البيان الختامي الى كفاءة قوات الامن في المملكة وقدرتها على تفكيك الخلايا الارهابية، وستتضمن المسودة الاتفاق الخليجي على قطع مصادر تمويل الارهاب ومعالجة أسبابه وتأييد اي تحرك دولي لمكافحته، مع ادانة المحاولات المغرضة من بعض وسائل الاعلام الاجنبية للخلط بين الارهاب والاسلام.
ايضا ستتضمن مسودة مشروع البيان الختامي اعتماد مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الرامية الى تطوير التعليم والبحث العلمي في المنطقة والتي سبق ان طرحها سموه في القمة الخليجية السابقة.
من جهة اخرى وفي الشأن الاقتصادي سيعتمد في البيان الختامي للقمة القانون الموحد لمكافحة الاغراق والتدابير التعويضية والوقائية بداية من يناير المقبل، كما سيتم ربط ادارات الجمارك بدول المجلس آليا لتفعيل التوحيد الجمركي باقامة مركز المعلومات الجمركي في مقر الامانة العامة للمجلس بالرياض، وسيتم اعتماد النظام الاساسي للمواصفات والمقاييس الذي سيتم بموجبه انشاء هيئة خليجية مشتركة للمواصفات والمقاييس، ومن المتوقع ايضا ان يتضمن البيان الختامي التزام دول الخليج بالحرص على انتاج نفطي متوازن بشكل يكرس مسؤوليتها تجاه المجتمع الدولي.
وفي الملف العراقي سيتضمن مشروع البيان الختامي رفض تجزئة العراق والالتزام بمبدأ عدم التدخل في شئونه الداخلية، ومطالبة الحكومة العراقية المرتقبة باعادة الممتلكات الكويتية والارشيف الوطني التي استولى عليها جيش النظام العراقي السابق.
وقد ذكر المصدر ان خلافا نشب في الاجتماع التمهيدي لمناقشة نقاط البيان الختامي حول تسمية القوات الامريكية والبريطانية المتواجدة في العراق حاليا واتفق في النهاية على تسمية (سلطات الاحتلال).
كما سيتضمن مشروع البيان الختامي للقمة تأكيده على دعم حق الامارات في سيادتها على الجزر المختلف عليها مع ايران واضافة (الاقليم الجوي والجرف القاري والمنطقة الخالصة للجزر) في البيان الختامي عند هذه النقطة. وسيتم تشكيل لجنة خليجية مشتركة لدراسة تطوير العمل العربي المشترك وفق رؤية خليجية موحدة، كذلك سيتضمن المشروع تفعيل التعاون مع اليمن وتقوية علاقتها بدول مجلس التعاون الخليجي.