أخبار متعلقة
تحدث عدد من الشخصيات يمثلون الجهات الحكومية والاكاديمية والخيرية عن فعاليات اللقاء السنوي الرابع للجهات الخيرية بالمنطقة الشرقية الذي تنظمه جمعية البر بالمنطقة الشرقة بتوجيه من صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز امير المنطقة الشرقية رئيس مجلس ادارة الجمعية.
واشاروا في حديثهم لـ (اليوم) الى رعاية ودعم الدولة للجمعيات والمؤسسات الخيرية والاجتماعية والتي تساهم في تحقيق مبدأ التكافل والرعاية الاجتماعية وتبني المشاريع والانشطة الخيرية التي تعود منافعها على المواطنين والاجيال المقبلة.
التراحم والتكافل
قال المهندس ابراهيم بن سليمان بالغنيم امين مدينة الدمام: لقد كرم الله هذه البلاد يوم جعل فيها اول بيت ضع للناس مباركا وهدى للعالمين وشرفها، حين جعلها مهبطا للحي على سيد المرسلين وامام الصالحين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليبزغ منها نور الحق والهداية والتوحيد وتنطلق منها رسالة الاسلام للعالمين ومن على اهلها بالاسلام ليهديهم الى الحق والطريق المستقيم، والاسلام هو دين التسامح والتكافل والتراحم فالزكاة ركن من اركانه والصدقات تقرب الى الله تقرب من الناس وتقرب الى الجنة والله يجزي بها اضعافا مضاعفة لمن يشاء، قال تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم).
ولقد اتخذ اولو الامر في هذه البلاد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم شرعتهم ومناهجهم في كل امور البلاد والعباد وكانوا قدوة حسنة للتراحم والتكافل في جميع امور حياتهم فكان لذلك اثره في غرس مبادئ الدين والاخلاق بين افراد المجتمع وتعمقت مبادئ الرحمة والرفق بينهم فكان لهذا المجتمع سماته وخصوصياته التي تغمره في التكافل والتراحم والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى).
وجمعيات البر الخيرية التي تنتشر في جميع مناطق المملكة ويدعهما المسؤولون ورجال الاعمال واهل الخير من المواطنين في هذه البلاد كافة وهم كثر تعد صرحا من صروح التكافل الاجتماعي من اجل رعاية الفقراء والمحتاجين، والدعوة الى ذلك بكل الوسائل والامكانات وحث الميسورين على التنافس في هذا المضمار من اجل كسب الحسنات ونيل رضا الله تعالى والظفر بالجنة والحياة الخالدة فيها.
وان رعاية صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز امير المنطقة الشرقية رئيس مجلس ادارة جمعية البر بالمنطقة الشرقية اللقاء السنوي الرابع للجهات الخيرية بالمنطقة الشرقية يمثل تشجيعا ودعوة لبذل الجهود المخلصة والتنافس في خدمة عمل الخير ويعد سموه الكريم قدوة حسنة لاهالي المنطقة ورجالها من اجل فعل الخيرات، وهكذا هم اولو الامر في هذا الوطن سباقون دائما للخير والدعوة اليه وسيظل هذا الوطن كريما عزيزا باهله وقيادته ما داموا يحكمون شرع الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
واوضح المهندس فوزي بن عليوي الجعيد مدير عام الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الطائف:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد: لاشك في ان العمل الخيري التطوعي سبيل نحو التنمية والرقي بمجتمعاتنا وعامل مهم من عوامل بناء الحضارات ورسوخها وقوتها وثباتها. ولا عجب ان يكون للعمل التطوعي الخيري هذه المزايا والآثار فهو بمثابة حلقة الوصل والحبل المتين بين افراد هذا المجتمع المسلم وهو يحقق مالا يمكن لغيره من القطاعات الحكومية والاهلية تحقيقه من مكتسبات تفخر بها الامم والشعوب على مر السنين فهو الاحق بان يوصف بالقطاع الثالث. لقد كان العمل الخيري في ظل الاسلام كف الرحمة التي امتدت على كل ارض وتجوب كل قطر، تمسح دموع اليتامي وتبدد احزان الثكالى وتقتلع مآسي الارامل وترعى الاطفال وتعلم الجهلة، وتنقذ الغرقى في اتون الشرك والوثنية او براثن الخرافة والبدعة وكانت هذه المؤسسات الخيرية وساطة خير، ومستشارا ناصحا لرجال المال والاعمال اذ تتكفل بايصال نفقاتهم الى المحتاجين وتسهم في تحقيق الخيرية نيابة عنهم. وللاسف فان اعظم ما تعانيه مؤسساتنا ومنظماتنا وجمعياتنا الخيرية في هذا الزمان وعلى امتداد بلاد المسلمين هو ضعف الامكانات المادية والكوادر البشرية، الامر الذي اثر تأثيرا سلبيا وكبيرا على العمل الخيري التطوعي ومدى قوته وسعته وانتشاره. اذ لا يخفى اننا اليوم نعيش عالما متغيرا تكاد تعصف حوادثه بمسلمات راسخة في العمل الخيري التطوعي تعارف عليها الناس جميعا وهذه العواصف قد كشفت المخبوء وعرت القيم وكشفت العوار وشوهت العمل الخيري ونفرت من التطوع له والمشاركة فيه.
وهذا يستلزم من الصادقين والمحبين لعمل الخير ان يبادروا الى بذل المزيد من الجهود النظرية والتطبيقية تجاه هذا الامر الجلل، ليزيلوا عن العمل الخيري ما اصاب صورته الصادقة المحببة للنفوس من تشويه وافساد، ويبينوا للداعمين له والعاملين فيه حقيقة ما يدور ويراد بالعمل الخيري.
واللقاء السنوي الرابع للجهات الخيرية الذي تنظمه جمعية البر بالمنطقة الشرقية ويرعاه صاحب السمو الملكي الامير محمد ابن فهد بن عبدالعزيز امير المنطقة الشرقية رئيس مجلس ادارة الجمعية، وهو خطوة فعالة في هذا المجال، وتظاهرة كبيرة مباركة تستحق الاهتمام والاشادة بها فهي تحقق من خلال فعالياتها وبرامجها كثيرا من الاهداف المنشودة في هذا المجال الهام، وتسعى الى الارتقاء بالمؤسسات والمنظمات والجهات الخيرية، من خلال بناء منطلق قوي ومتين لها يساعدها ويدعمها معنويا ويأخذ بيدها حتى تقوم برسالتها وواجبها المناط بها على اكمل وجه.
وهذا اللقاء المبارك هو مما تميزت به هذه الجمعية وتعد سابقة لها على مستوى المؤسسات والمنظمات الخيرية والتطوعية، تذكر فتشكر وهذا من فضل الله جل وعلا اولا واخيرا ثم بجهود القائمين والمهتمين بانجاح هذا العمل الكبير. وقد كان هذا اللقاء ومازال في السنوات الماضية متميزا في محاوره واطروحاته ومناقشاته وضيوفه المشاركين فيه والتوصيات التي تخرج بها، وكان له اثار طيبة مباركة تشمل كافة الشرائح في العمل الخيري التطوعي بدءا من العاملين في هذا القطاع وحتى المستفيدين منه.
احتياجات المجتمع
قال ضيف الله بن سليم البلوي المشرف العام على المؤسسات والجمعيات الاهلية بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية:
ان نعمة الاسلام الذي حث على اعمال الخير ومساعدة المحتاجين وجعلها من القربات الى الله، وهذا ما جعل العمل الخيري يحظى بدعم الدولة وتشجيعها ورعايتها له ماديا ومعنويا وبتضافر الجهود الحكومية والاهلية اصبح العمل الخيري شريكا فاعلا في عملية التنمية الاجتماعية اذ قامت الجمعيات الخيرية بتبني مشاريع تنموية وانشطة عديدة، فلم يقتصر عملها على تلقي الاموال ودفعها للمحتاجين بل استحدثت من البرامج التأهيلية والتدريبية والخدمات الاجتماعية ما جعلها تواكب احتياجات المجتمع وتحويل الحالات المحتاجة والقابلة للتأهيل من حالات متلقية الى حالات منتجة في المجتمع بل ان بعضها اصبحت داعمة للعمل الخيري وجمعية البر الخيرية بالمنطقة الشرقية سباقة في هذا المجال وما عقد اللقاء السنوي للجمعيات الخيرية الا دليل على ذلك حيث ان هذا اللقاء يساهم في تفعيل دور الجمعيات الخيرية في المنطقة وتبادل الخبرات والتجارب مما يساهم بلا شك في تطوير وتنويع الخدمات والانشطة.
ويطيب لي في هذه المناسبة ان اتقدم بالشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز امير المنطقة الشرقية رئيس مجلس ادارة الجمعية وكافة اعضاء المجلس على ما تقوم به الجمعية من انشطة وبرامج تساهم مع بقية الجمعيات بالمنطقة في دفع عملية التنمية في هذا الجزء من بلادنا الحبيبة. اسأل الله تعالى ان يحقق هذا اللقاء اهدافه التي عقد من اجلها وان تستفيد الجهات المشاركة مما يقدم خلاله من اوراق عمل ودراسات وبحوث.
انجازات خيرية
قال الدكتور عبدالله بن صالح العبيد عضو مجلس الشورى: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد.. فالشكر بعد شكر الله عز وجل اتوجه به الى جمعية البر بالمنطقة الشرقية التي ترعى برعاية صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز امير المنطقة الشرقية رئيس مجلس ادارة الجمعية العمل الخيري والتنسيق بين الجهات الخيرية في هذه المنطقة من مناطق المملكة العربية السعودية.
واسأل الله عز وجل ان يكتب لها من خلال جهودها وجهود العاملين المخلصين فيها وفي الجمعيات الاخرى ولهم الخير والعون والتوفيق والسداد وان يحقق من خلال تلك الانجازات الخير والبركة للمنتفعين بها، وان يجعلها عونا على طاعته ومحققة للاهداف النبيلة التي جمعت هذه الاموال والمنافع وصرفت من اجلها، وان يجعلها وسيلة من وسائل دفع البلاء عمن دفعها وعن الارض التي نمت هذه الاموال عليها وصرفت على ترابها انه ولي ذلك والقادر عليه.
كما اسأله سبحانه ان يكلل جميع الاعمال الخيرة التي ترعاها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني وان يجعلها محققة للاهداف النبيلة التي تسعى المملكة الى تحقيقها على ارض الوطن وفي جميع انحاء العالم.
وانني اذ اشد على يد الاخوة والاخوات القائمين على هذا العمل الخيري العظيم لاؤكد انه اضافة جديدة الى جهود تقييم وسائل واجراءات وآليات العمل الخيري ليس في هذه المنطقة من المملكة فحسب بل في جميع مناطق المملكة ومناطق العمل الخيري على ارض المعمورة، ذلك لان مناقشة الامور بوضوح وصراحة ومشاركة المتبرع والمستفيد واهل الرأي سوف يسهم كل ذلك في معالجة السلبيات وتعضيد الايجابيات في تقييم تلك الاساليب والوسائل والاجراءات والآليات.
اهتمام ولاة الامر
واكد الدكتور زهير بن احمد السباعي عضو مجلس الشورى:
ان زيادة وتوسعة نشاطات الجمعيات الخيرية في بلادنا ظاهرة حضارية تتماشى مع عقيدتنا السمحة التي تدعو الى التكافل والتراحم والتآخي والتآزر وما هذا النمو المطرد لنشاطات الجهات الخيرية في المنطقة الشرقية الا دلالة بارزة على اهتمام ولاة الامر والمسئولين بنشر روح المحبة والاخاء بين المواطنين وما هذا اللقاء الذي نحضره اليوم برعاية صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز لدعم وتشجيع الجهات الخيرية في المنطقة الشرقية الا جانب وضاء من هذا الاهتمام.
وقال منصور بن خالد الكثيري مدير دار الرعاية الاجتماعية بالدمام:
ان ديينا الاسلامي الحنيف اهتم بالعمل الخيري وحث عليه من خلال الآيات القرآنية المباركة والأحاديث النبوية الشريفة.
فالعمل الخيري من ارقى واسمى الخدمات التي يقدمها الانسان لاخيه الانسان وهذا واضح في بلادنا ولله الحمد من خلال فعل الخير وانتشار الجمعيات الخيرية وبذل العطاء من قبل اهل الخير وتقديم خدماتها لكل محتاج.
ويأتي هذا اللقاء السنوي انطلاقا من العناية والاهتمام اللذين توليهما حكومة خادم الحرمين الشريفين برعاية صاحب الايادي البيضاء صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز امير المنطقة الشرقية للعمل الخيري من دعم ومساندة.
وأكد صالح بن بشير الأشدف مدير عام فرع مصلحة الزكاة والدخل بالمنطقة الشرقية: ان رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس ادارة جمعية البر بالمنطقة الشرقية اللقاء السنوي الرابع للجهات الخيرية بالمنطقة الشرقية نابع من اهتمام سموه الكريم مثل الأيتام والأرامل والفقراء ونحو ذلك كما أن الفئات تحتاج الى دعم ومؤازرة الموسرين ومما أنعم الله عليهم بالخير لمساعدتهم والوقوف معهم لمواجهة أعباء حياتهم حتى يندمجوا في مجتمعهم ويمارسوا شؤون حياتهم بكل راحة واطمئنان.
إن اهتمام سموه الكريم بهذا القطاع الانساني هو امتداد لاهتمامه الجليل بخدمة هذه المنطقة وأبنائها فواجب الجميع من مسئولين وأهالي الوقوف مع سموه الكريم في كافة الأصعدة التي تعود بالخير والنماء لمستقبل المنطقة.
أسأل الله لسموه الكريم العون والتوفيق لتحقيق تطلعاته لخدمة هذه المنطقة وان يجزل له الأجر والثواب لقاء أعماله الجليلة لخدمة أعمال البر والخير.
وأكد المهندس ابراهيم بن عبدالعزيز الحسين مساعد المدير التنفيذي بمشروع الأمير سلمان للاسكان الخيري قائلا: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.. فإن بذل المعروف والاحسان الى الآخرين من خير ما يتقرب به العبد الى ربه والعاقل من يجعل الدنيا مطية للآخرة، ولماكان فعل الخير سبيلا للنجاح والفلاح أمر الله به أهل الايمان وحثهم عليه فقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) والآية عامة في أنواع الخيرات.
وفي عام الرمادة حينما أصيبت مناطق كثيرة من أرض الجزيرة العربية بالقحط والجفاف نتيجة لعدم نزول المطر وأصاب الجوع بعض أهلها في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه تشرد الناس ممن كان حول المدينة ونزحوا إليها وقدموا إلى عاصمة الدولة ومقر الخلافة علهم يجدون فيها مأوى أوطعاما يسدون به جوعتهم، فلما شعر الخليفة عمر بوضعهم أقام لهم مخيمات كبيرة حول المدينة لإيوائهم وجعل هو وأصحابه يقومون عليهم ويجمعون لهم التبرعات والأموال والأطعمة، وكان الطبخ على القدور العظيمة، واختار عمر رضي الله عنه مجموعة من أصحابه ليشرفوا على هذا العمل فكانوا يقومون عليهم بالنهار فاذا جاء المساء اجتمعوا عند عمر ووافوه بتقرير شامل عن أوضاع أولئك البؤساء وعن سير أعمال الاغاثة حتى يطمئن قلبه.
إن العمل الخيري سبيل الى التلاحم بين أفراد المجتمع وانتشار الحب والإخاء بينهم والتعاون على البر والتقوى.. فإن من أعظم الأعمال التي لها ثمرة طيبة تلك التي يفعلها المسلم وفيها مصلحة جماعية تعود بالنفع عليه وعلى غيره.. وهذا المبدأ العظيم نجده واضحا في المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار حيث كان له بالغ الأثر في نفوس المهاجرين ومعاونتهم على تجاوز تلك المرحلة الصعبة من حياتهم فكان فعل الأنصار عملا خيرا وعونا للمهاجرين في ذلك الوقت.. ومن فرج عن مؤمن كربة في الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة أضف الى ذلك التوفيق الذي يناله المتطوع لعمل الخير وحب الناس ودعوتهم له.. والمثل الأعلى لنا في هذا الجانب رسول الهدى صلى الله عليه وسلم فقد كان لا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي لها الحاجة وكان يقول صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال الى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا.. الحديث) ويذكرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا المبدأ الذي يمثل أسمى صور التكافل في المجتمع المسلم التي ينبغي أن يتربى عليها أفراده حيث يقول (الساعي على الأرملة واليتيم كالصائم لا يفطر) لذلك أصبحت الأعمال الخيرية سمة بارزة من سمات المجتمع المسلم الملازمة له منذ عصر النبوة إلى يوم القيامة، وقد دخلت امرأة الجنة بسبب إحسانها إلى كلب إذ سقته شربة ماء فكيف بالاحسان إلى الإنسان. وفي عصرنا هذا وجدت جمعيات تبنت مثل هذه المشاريع النافعة.. ومنها جمعية البر بالمنطقة الشرقية والتي لها دور بارز في تأصيل العمل الخيري وتحويله من عمل يقوم على الاجتهاد الشخصي إلى عمل منظم بما يضمن شمولية النفع لجميع أفراد المجتمع، فهي جمعية رائدة في هذا المجال.. وإن من الناس من يبتلى وربما أدى ذلك البلاء الى ضعف دينه فقد يلجأ الى ارتكاب الحرام كالسرقة مثلا ولكن إن وجد من يأخذ بيده على بلائه ويساعده على تجاوز تلك المحنة كان ذلك أثبت له وهذا شأن هذه الجمعيات المباركة.
فنشكر لأهل البر والفضل فضلهم ولأهل الاحسان احسانهم ونعزز الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية لرعايته الكريمة ودعمه الكبير لجمعية البر بالمنطقة الشرقية، وكذلك لجميع العاملين بها وعلى رأسهم الأمين العام سعادة الدكتور عبدالله بن حسين القاضي، ولكل من نذر نفسه لهذا العمل الخيري العظيم فالمسلمون كرجل واحد إن اشتكى عينه اشتكى كله وان اشتكى رأسه اشتكى كله.
وقال الشيخ الدكتور محمد بن مرشود المرشود مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة الشرقية: قد حبا الله هذه البلاد بنعمة الاسلام والحمد لله وقيض لها ولاة أمر يسعون إلى تحقيق هذا الدين ونشره في كل أنحاء المعمورة وتتبع أخبار المسلمين في شتى البقاع وتلمس احتياجاتهم وبذل العون والمساعدة للمحتاجين منهم وفي هذه البلاد الطيبة سعت حكومتنا الرشيدة وفقها الله لكل خير الى تعزيز هذا الجانب وهو الاهتمام بأحوال الرعية وانتشار المؤسسات الحكومية والخيرية وأنيط بها هذا الجانب لتتبع أحوال الناس وفك ضيقهم وتلبية احتياجاتهم سواء المادية أو غيرها ولا أدل على ذلك مما أنشىء مؤخرا باسم صندوق مكافحة الفقر الذي يقوم عليه أعلى المسئولين درجة والذين كلفهم ولاة الأمر بالوقوف عليه وفي هذه المنطقة المباركة يسعى دوما صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية ـ حفظه الله ـ الأمير محمد بن فهد آل سعود وكما عودنا ـ نحن مواطني هذه المنطقة ـ على رعاية هذه المؤسسات وتذليل مايعترضها من عقوبات وسموه يوجه دائما المسئولين في هذه المؤسسات بتلمس المحتاجين وأصحاب الفاقة المعوزين ويناشد من أنعم الله عليهم بالمال الى البذل والانفاق في هذا الباب كما أن القائمين على هذه المؤسسات نحسبهم والله حسيبهم ما أنيط بهم هذا الأمر إلا لأنهم أهل لذلك وقد بذلوا أنفسهم في تحقيق الأهداف المنشودة التي يتطلع إليها ولاة الأمر فأهيب باخواني المواطنين والمسلمين عموما المشاركة في هذا الجانب كل حسب مكانه وقدرته والتعاون للوصول الى قمة التكافل التي ينشدها ديننا الحنيف وشرعنا المطهر فقد قال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان).
أسأل الله العظيم أن يديم علينا نعمه ظاهرة وباطنة وأن يوفق أهل الخير والفضل لما يحب ويرضى وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
واشار الاستاذ عبدالله بن راشد العماري مدير شؤون السجناء بامارة المنطقة الشرقية الى ان تتابع مسيرة الخير التي تتبناها جمعية البر الخيرية بالمنطقة الشرقية وتنظيمها اللقاء السنوي الرابع للجهات الخيرية بالمنطقة الشرقية لعام 1424هـ.
فها نحن نتابع المسيرة فقد برز العمل التطوعي في مملكتنا الحبيبة منذ تأسيسها كواجب ديني يحث عليه ديننا الاسلامي الحنيف لقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى) وقوله تعالى: (فمن تطوع خيرا فهو خير له) وارشد اليه الهدي النبوي الشريف في الاحاديث النبوية التي تؤكد وتقرر على التعاون والتكاتف والتكافل والتآلف والتراحم بين الناس بعضهم لبعض (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
فتأسست الجمعيات الخيرية في كافة انحاء المملكة يعمل بها متطوعون في مختلف المجالات كالطب والتمريض والدعوة والاغاثة وجمع التبرعات والزكوات والصدقات وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين ورعاية المسنين والمعاقين وتقديم الخدمة المناسبة لهم فالعمل التطوعي يأخذ ابعادا عديدة تنطلق جميعها من رغبة داخلية انسانية للمساعدة الخالية من شوائب الدوافع المادية.
وقد نجد العمل التطوعي مبسطا في مساعدة انسان محتاج تعطلت به وسيلة نقله على الطريق وقد يتطور العمل التطوعي لمرحلة المساهمة في التخطيط والتنفيذ لبرامج تهدف الى تطوير التنمية في المجتمعات والمساعدة في التخفيف من اضرار الكوارث الانسانية ومهما كان الوقت المبذول في العمل التطوعي فانه يعكس حقيقة الانسان وقدرة القيم على البقاء والصمود امام طغيان المادة في عصرنا الحديث.
فالعمل التطوعي لايتراجع مع انخفاض المردود المادي له انما يتراجع بتراجع القيم والحوافز الدينية والاخلاقية والاجتماعية والانسانية لذا فهو بذل الجهد او المال او الوقت والخبرة بدافع ذاتي دون مقابل مادي ترتبط قيمة العمل فيه بغاياته المعنوية والانسانية.
وثبت علميا ان العمل التطوعي يعود على المتطوع نفسه بفوائد جمة فهو وسيلة لراحة النفس والشعور بالاعتزاز والثقة بالمستقبل ليشعر المتطوع بأهميته من خلال دوره في تقدم مجتمعه بما يقدمه له من خدمات بالعمل التطوعي اصبح حاجة انسانية تتسابق لدعمها الدول والمنظمات الدولية.
ومما يؤدي لنجاح العمل التطوعي ان تذوب شخصية المتطوع في العمل التطوعي والمؤسسة التي ينتمي اليها ويكون عمله لله ثم للمجتمع.
وانتشر العمل الجماعي بشكل انفرادي الا ان الوقت قد حان لتحقيق التكامل في العمل التطوعي عن طريق تطوير مفهوم التطوع وتقنيته بشكل جماعي بما يتناسب مع اهميته وانتشاره في المجتمعات المعاصرة وحان الوقت ان يؤخذ دور العمل التطوعي بجدية اكبر, وان يعتمد كرافد هام من روافد التنمية بجميع انماطها, فالعمل التطوعي له دور هام وحيوي لاستمرارية نشاط الجمعيات والجهات الخيرية خاصة اننا نواجه تحديات وصعوبات جمة في الالفية الجديدة حيث النزاعات والصراعات والكوارث الطبيعية والتكنولوجية في ازدياد مستمر وهذا يستوجب تعميق مفهوم التطوع وموالاة الدعوة لاستقطاب المتطوعين, متطوعين يؤمنون بحقيقة ما جاء به الاسلام حول التطوع والموازنة بين قيم المصالح الشخصية والمصلحة العامة التي يتطوعون لها وحرصهم على مايطلب منهم واحترام الجهود الاخرى والحرص على المال المتطوع به.
كما يستوجب منا تقييم جهودهم وتشجيعهم واشعارهم بقيمة واهمية الاعمال والمهارات التي يقومون بها ما اجمل (وقف الوقت) لخدمة وطننا الحبيب باستغلال طاقاته الشبابية وتخصيص ساعات من اوقات الطلبة في المراحل النهائية للتعليم الاولي والجامعات والكليات للمشاركة في العمل التطوعي.
المشاريع الناجحة
وتحدث المهندس خالد بن حمد اليحيى الرئيس العام للخطوط الحديدية قائلا: اننا نتابع باعجاب واطمئنان هذه المبادرات الرائدة لجمعية البر بالمنطقة الشرقية والتي تصب في صالح المنطقة الشرقية وبقية مناطق المملكة عموما, وهي مبادرات فيها من الجدة والابداع والفائدة الشيء الكثير وهي تؤكد ان هناك جهودا مكثفة, وبناءة يبذلها القائمون على ادارة هذه الجمعية, قطعت شوطا كبيرا في مجال العمل الخيري عبر مدة ناهزت 25 سنة كانت حافلة بالعديد من المنجزات التي نأمل ان يبارك الله سبحانه وتعالى فيها.
ومن ضمن هذه المبادرات والمشاريع الخيرية لهذه الجمعية اللقاء السنوي للجهات الخيرية الذي تبناه منذ ان كان فكرة الى ان اصبح واقعا ملموسا صاحب السمو الملكي الامير محمد ابن فهد بن عبدالعزيز امير المنطقة الشرقية رئيس مجلس ادارة جمعية البر بالمنطقة الشرقية, وهو الرجل الذي يقف خلف كثير من الانجازات والبرامج والمشاريع الناجحة في هذه الجمعية. وما يميز هذا اللقاء انه اتاح الفرصة امام منسوبي الجهات الخيرية في المنطقة الشرقية وخارجها كي يحددوا احتياجاتهم واولياتهم ويبتكروا مزيدا من الاساليب والبرامج والمشاريع التي تعزز دور الجهات وتعينها على تقديم خدمات اكثر شمولية ذات عائد استثماري متجدد على المستفيد وعلى الجهة الخيرية, ولاننسى ان هذا اللقاء قد جاء في وقت نحن احوج ما نكون اليه لتركيز الجهود على الداخل وتحقيق اهداف القيادة العليا في مكافحة الفقر, وهو هدف له اولويته في برامج الجهات الخيرية لدينا.
ابراهيم بالغنيم
ضيف الله بن سليم البدوي