لاشك في ان الحوار الوطني منذ انطلاقته جاء لتأطير المواقف الوطنية الملحة لمواجهة مستجدات هذا العصر ومتغيراته.. والحوار ضروري للوصول الى الغايات المرجوة والمنشودة من تلك المواجهة الحتمية.. واختلاف الآراء وتعدد الاتجاهات حيال مختلف القضايا الملحة امر لا غبار عليه.. فثمة قواسم وطنية مشتركة بين مختلف شرائح المجتمع السعودي تعزز هذا الحوار لاسيما في ظل وسطية المنهج الاسلامي والاعتدال الفكري الذي عرف به المجتمع السعودي الآمن.
من جانب آخر فالمملكة مدعوة لتواصل الحوار مع كافة الثقافات والحضارات.. فترسيخ فكرة الحوار من هذا المنطلق امر ضروري لاسيما في طرح مسائل حيوية كالغلو والاعتدال والتطرف وغيرها من المسائل الملحة في عصر يضطرب بافكار منحرفة لابد من مواجهتها بحسم وعزم، فموافقة قائد هذه الامة ـ حفظه الله ـ على انشاء هذا المركز الوطني للحوار تمثل قرارا تاريخيا هاما في ضوء منعطفات هامة تعيشها المملكة مع كل متغير ومستجد، فالمملكة جزء لا يتجزأ من العالم وبالتالي فانها لابد ان تنسجم وتتفاعل مع حركات تلك المتغيرات والمستجدات وتتفاعل معها مع الاحتفاظ بطبيعة الحال بالتركيبة الاجتماعية للمملكة المستمدة اصلا من مبادئ وتعاليم العقيدة الاسلامية السمحة، وهذا يعني اهمية التركيز على مبدأ الاصلاح كمنهج لابد من توسيع قاعدته الوطنية ترسيخا وتعزيزا للوحدة الوطنية ومشاعر الولاء لقيادة حكيمة مازالت تسعى لتلبية طموحات المواطنين وتكريس كل المفاهيم المؤدية لتنمية هذا الوطن على اسس سليمة وصحيحة.
(مراقب)