لقد تجاوز المتحاورون في الحوار الوطني حدود المجاملة التي تغلف مناسباتنا الوطنية فكان احدنا يمرر الكثير من ملاحظاته لعل غيره يطرحها ويظهر هو بالمجاملة امام المعنيين بالامر. فكل شيء جيد وكل الامور طيبة اي بالمعنى الاصح كنا نعيب نقد الذات حتى في مشروعنا الوطني الكبير الذي دائما يحتاج الى جرعات من التنشيط والمواءمة في وجهات النظر ومعالجة ما قد يطرأ من مشاكل كنا نسقط دائما في بحر المجاملة وندع ظروف الامواج تفعل بنا ما تشاء بينما لاتقوم وحدة وطنية بحجم بلادنا دونما يكون لكل دوره المحدد. فالقيادة تدرك هذا الجانب وتفعل ما ينبغي لتحقيق الهدف الاسمى لاستمرارية هذا الركب باهدافه, لذلك جاءت فكرة الحوار الوطني عميقة في فهم ومعالجة ما قد طرأ على تجانسنا الذي لا يجب ان يطغى فيه فكر على فكر او يشطح فيه فكر على آخر بعيدا عن اهداف الامة ومناهجها.. هنا يستوجب التقويم المصارحة والمكاشفة فما اصابنا من خطر الارهاب والغلو قد علق في اسبابه الى سوء فهم الفكر العام واطاره وسبل الانضواء تحت رايته الواحدة فتشتت الفهم وتنامى الخطأ واستغل احيانا من جهات اخرى لاهداف اكبر.
الا ان الحوار الوطني قدم باطروحاته المتعددة ورموزه جرعة علاج ناجح تخاطب العقول النيرة وتصحح مسار كثير من المواقف فنبارك لوطننا هذه الرئة التي ستمد جسد الامة بطاقة جديدة من الحيوية والنقاء.
فرحان العقيل