DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر
سوسن الشاعر
أخبار متعلقة
 
في محاضرة لاحد المشايخ عرضت في تلفزيون البحرين حول التطرف والغلو اورد الشيخ حكاية فتحت بابا للتساؤل عن معرفتنا بالآخر, فقد قال "اتدرون ان هناك في الغرب مؤسسة اسمها مؤسسة التضليل الاعلامي" واضاف "تصوروا اصبح للكذب عندهم مؤسسات رسمية" ثم تابع "مهمة هذه المؤسسة عمل سيناريوهات محتملة لمناطق العالم وعرضها على العامة من الناس وذلك لقياس ردة فعلهم اي مثل بالونات الاختبار ومن ثم رفع تقاريرهم الى الرؤساء" انتهت حكاية الشيخ التي ساقها كمثال على امكانية وجود اعلام مضلل. فضيلة الشيخ كان حسن النية ومحاضرته كانت جيدة فيما يتعلق بنصح الشباب بالاعتدال وبأخذ الفتاوى من اهلها وعدم اتباع اي فتوى صادرة من هنا او هناك دون التأكد من مصادرها, انما حين اورد مثالا عن (الغرب) جاء هذا المثال دليلا ساطعا على بساطة ولن اقول ضحالة معرفتنا بهذا (الغرب) وبمؤسساته وبعقليته وطريقة ادارته لقراراته, رغم ما لهذا (الغرب) من مصالح مشتركة الا اننا مازلنا نشير اليهم (هناك في الغرب)!! يا الهي ما اكبر هذا الغرب مساحة وما اكثر تنوعه شعوبا ولغات وسياسات ومؤسسات واحزابا ومدارس فكرية ومع ذلك تعودنا ان نقول (الغرب) والسلام ختام! خذ ما قاله الشيخ الفاضل عن عمل المؤسسة (بعيدا عن الخوض في صحة تسميتها فلا يوجد عاقل يريد ان يضلل الناس يسمي مؤسسته "مؤسسة التضليل") انما ما قاله عن اسلوب عملها بتعجب هو اسلوب علمي متعارف عليه في جميع مؤسسات الابحاث القائمة في كثير من الاحيان على فرضيات مستقبلية تعرض للنقاش والجدل لمعرفة مدى اقترابها من الواقع او ابتعادها عنه, انها دراسات تساعد اصحاب القرار و يستعينون بها في رسم تصوراتهم المستقبلية فهم في بعض دول ذلك (الغرب) يخططون سياسيا واقتصاديا لربع القرن القادم واضعين في اعتبارهم كل الاحتمالات مستعدين لكل احتمال بخطة وخطة بديلة! وهذا لاينفي وجود مؤسسات اعلامية "فوكس نيوز" مثلا تتعمد تضليل مشاهديها خدمة لمصالح تيار سياسي معين. القصد .. اننا نجهل الكثير عن هذا الذي يدعو بعضنا لمحاربته وعدائه, ويدعو بعضنا الآخر للاستماع له والتعايش معه, والمصيبة اننا نلومه على جهله بنا (تذكرون الامريكي الذي قتل احد السيخ ظنا منه انه شيخ اسلامي) ونحن لا نقل عنهم جهلا بهم فكلهم عند بعضنا (غربيون) كفرة ملاحدة مصيرهم النار, وعند بعضنا الآخر شعوب مستكبرة مصاصة لدمائنا!! خذ مؤسساتنا الدينية على سبيل المثال فبالرغم من حجم تاثيرها على شبابنا لا تبذل هذه المؤسسة ولا القائمون عليها ادنى جهد للتعرف عن قرب على هذا (الآخر) ذلك الذي يرتبط مصيرنا معه رغما عن ارادتنا, ولا يجد شيوخ هذه المؤسسة غضاضة سواء بحسن نية او بغيرها ان ينقلوا عن اي ناقل دون الحذر من ان يصيبوا قوما بجهالة!! فاذا كان هذا الشيخ بحسن نية تسرع فما توثق من نقله عنهم, فلم نلوم من يقف على منابرنا المقدسة ويدعو على نسائهم بالترمل وعلى امهاتهم بالثكل وعلى اطفالهم باليتم؟! كاتبة بحرينية