رفض الرئيس السوري بشار الاسد المطالب الامريكية والبريطانية بتخلي سوريا عن امتلاك أسلحة دمار شامل قائلا ان من حق سوريا اتخاذ الوسيلة التي تراها مناسبة للدفاع عن نفسها.
وفي اول حديث له عقب إعلان ليبيا تخليها عن برنامجها النووي والكيميائي، لم ينف الرئيس السوري في حديث للصحيفة قدرة بلاده على امتلاك أسلحة دمار شامل في أي وقت. وقال أن أي مفاوضات حول تخلي سوريا عن برامجها النووية لن تكون إلا بعد موافقة إسرائيل على التخلي عن ترسانتها من أسلحة الدمار الشامل.
ومنذ اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين واعلان ليبيا التخلي عن برامجها النووية والكيميائية، أصبحت سوريا أول المستهدفين أمريكيا.
وردا على سؤال حول المزاعم الامريكية البريطانية بامتلاك سوريا أسلحة دمار شامل، نفى الاسد ان تكون لدى بلاده أي نوع من هذه الأسلحة في الوقت الحاضر.
لكنه أشار الى الهجوم الإسرائيلي الأخير على القواعد الفلسطينية المزعومة في سوريا بالإضافة إلى الاحتلال الإسرائيلي للجولان كدليل عل حاجة سوريا لرادع للدفاع عن نفسها. وقال الأسد: ان لسوريا الحق في الدفاع عن نفسها بالطريقة التي تراها مناسبة مشيرا الى ان هذا النوع من الأسلحة يمكن الحصول عليه في وقت ومن أماكن متعددة.
وحيا الرئيس السوري القيادة الليبية على اتخاذ هذه الخطوة المهمة بالتخلي عن برامجها النووية داعيا المجتمع الدولي لدعم الاقتراح الذي قدمته سوريا الى مجلس الأمن والذي يقضي بضرورة تخلي منطقة الشرق الأوسط كاملة بما فيها إسرائيل عن برامجها من أسلحة الدمار الشامل.
وكان التقرير الأخير لوكالة الاستخبارات الامريكية قد حذر من سعي سوريا لجلب خبرات أجنبية في مجال الأسلحة الكيميائية بالإضافة الى حيازتها لكمية كبيرة من غاز الأعصاب "سارين" كما انها تعكف على تطويره. كما حذر التقرير من احتمال سعي سوريا الى امتلاك أسلحة بيولوجية.
من جهة اخرى، اعترف الأسد بالضغط الأمريكي البريطاني على سوريا لإغلاق مكاتب جماعات المقاومة الفلسطينية في سوريا مؤكدا ان هذه المكاتب لم يعد لها وجود بالفعل حيث أوقفت سوريا نشاط هذه المنظمات. لكنه دافع عن العمليات الفدائية الفلسطينية قائلا ان هذه العمليات أصبحت أمرا محتوما في ظل الاحتلال الإسرائيلي والمجازر الإسرائيلية. وبالرغم من انحيازه للفلسطينيين الا ان الأسد أنكر كراهيته لليهود ولإسرائيل قائلا ان الكره لا يولد سلاما.
وكرر الأسد دعوته لإسرائيل لاستئناف المفاوضات مع سوريا بشان الجولان والتي توقفت منذ زمن. لكنه رفض الطلب الإسرائيلي ان تبدا المحادثات من الصفر وقال ان المفاوضات سوف تبدأ من حيث انتهت. ديلي تليجراف البريطانية