أفادت مصادر موثوق بها في عمان امس بأن إسرائيل سارعت عبر تفعيل القنوات الدبلوماسية على مستويات مختلفة مساء أمس الاول لاحتواء تداعيات تصريحات رئيس وزرائها أرييل شارون التي حذر فيها الاردن من أنه سيخسر كثيرا إذا واصل قيادة الجهود العربية على الساحة الدولية ضد إقامة جدار الفصل في الضفة الغربية المحتلة.
وفي الوقت ذاته جدد وزير الخارجية الاردني مروان المعشر انتقاداته لهذا المشروع وأكد عقب لقائه في عمان مع المسؤول الفلسطيني صائب عريقات أن الجدار العازل يشكل تهديدا للامن الوطني الاردني بالقدر الذي يهدد مستقبل عملية السلام. ولكن المعشر أحجم عن التعليق مباشرة على تصريحات شارون أمام لجنة الشؤون الامنية والخارجية في الكنيست الاسرائيلي. ولاحظ المراقبون أن الاردن وإسرائيل فضلا الابتعاد عن التصعيد الاعلامي والانتقال إلى القنوات الدبلوماسية قبل نحو أسبوع من زيارة مرتقبة إلى عمان لوزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم الذي ينتظر أن يعلن الافراج عن أسرى أردنيين في السجون الاسرائيلية. كذلك فضل البلدان تسوية الخلافات خلف الكواليس عشية قمة أردنية-مصرية في القاهرة امس. وتوالت البيانات الرسمية من مكتب شارون ومن شالوم في محاولة لتفسير تلك التصريحات على أنها خرجت من سياقها ولا تحمل تهديدا للمملكة الاردنية المرتبطة بمعاهدة سلام مع الدولة العبرية منذ عشر سنوات. وذهب شالوم إلى تأكيد العلاقة "الاستراتيجية" مع الاردن قائلا ان هذا البلد "ليس فلسطين" في إشارة إلى مخاوف أردنية من سياسة تهجير إسرائيلية للفلسطينيين عبر نهر الاردن. من جهتهم يرى المراقبون مع ذلك تحت السطح أزمة ثقة تصاعدية بين البلدين إذ يخشى الاردن من أن يقطع الجدار العازل أوصال الضفة الغربية وبالتالي ينسف أسس إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.
وبرغم التأكيدات الاسرائيلية إلا أن الاردن يخشى من عملية تهجير قسرية لسكان الضفة الغربية المقدر عددهم بمليوني نسمة يعيشون تحت الحديد والنار وإملاق اقتصادي منذ ثلاث سنوات.