... هناك من يتذرعون بتلك المبادئ الكبرى عن الحب.. والحق.. والعدل.. والجمال ويقومون بممارسة افعال مضادة لكل هذه الفضائل.
واكثر الناس ادعاء للفضيلة هم اكثر الناس ايضا بعدا عنها.
... وهم يمارسون هذا الكذب الهزيل في محاولة بائسة لاخفاء الوجه القبيح عن الناس.. وارتداء اقنعة زائفة لا تلبث ان تزول وتتكشف وتبرز تلك الحقائق المباغتة التي تصدمنا وتبدو قناعاتنا السابقة عنهم ليس هناك ثمة ماهو كامل والبشر خطاءون دون جدل.. وهذه حقيقة.
..."ولكن لا يمر يوم في هذه الدنيا الا وتصادف هؤلاء الخلق المتلبسين والغارقين في الدجل والكذب وهم يستسلمون لهذا الحذر حتى كادوا يصدقون انفسهم" ولكن سرعان ما ينقلب السحر على الساحر.. وتنقشع تلك الغيوم الداكنة.. والسجن الحاجزة والمضللة لتبرز العديد من الحقائق المذهلة.. واخال ان البعض منا يتساءل ـ كيف خدعنا؟ ـ كل هذا الزمن.. والبعض الآخر تعلق اسئلته المرارة والحزن.. بعينيه.. ولسانه ويحبس في صدره مااكتظ في داخله من الم.. فالفجيعة الكبرى هي ان تكتشف انك عشت مخدوعا.. او مغفلا.. ولم تع ولم تدرك ذلك الا متأخرا.. وانك امضيت زمنا واياما من عمرك مقلوب الرأس.. وانك لم تفطن طول ذلك الوقت الى تلك البرك السوداء.. رغم انها امام عينيك وتحت قدميك.
... على اية حال ليس هذا هو الحدث الهام.. وغير المعقول.. فمثل هذه الامور تحدث دائما.. ولكن الغريب هو الا تحدث فالخداع.. والمكر.. والكذب موجودون في حياة البشر ابدا وكذلك الصدق.. والامانة.. والوفاء.. والحياة تمضي بنا ونمضي بها.. في كل هذا الخضم المتناقض.. وخيرنا من يتعظ.. المهم لا تبحث طويلا.. في هذه القضايا المؤلمة.. ودع الخلق لمن خلقهم.. ولا ترهق عقلك طويلا.. فلن يتغير شيء.. وستبقى المثالب.. والفضائل والخير والشر في حياتنا الى نهاية الاجل. وكل نفس بما كسبت رهينة وعلينا جهاد انفسنا.. ومقاومة رغباتنا.. وكبح جماح شهواتنا..
اللهم لا تحرمنا خير ما عندك.. بسوء ماعندنا اللهم طهر قلوبنا من النفاق.. وعملنا من الرياء وألسنتنا من الكذب انك سميع مجيب.