مسألة ان تهزم بسبب التحكيم وباخطاء تحكيمية واضحة فمن الطبيعي ان يتحدث مسؤولو النادي المهزوم عن رداءة التحكيم ومسألة ان تنهزم بدون اخطاء تحكيمية ايضا ممكن نبلع ونتقبل تعليق مسؤولي النادي (المرقوع) مسؤولية الهزيمة على شماعة الحكم. وهذا شىء عودنا عليه اكثر مما تعود (الصحاف) على تكذيب تقدم (العلوج) ونحن نراهم وهم يسيرون خلفه على الشاشة.
ولكن الموضة الجديدة اللي طالعين لنا فيها هاليومين، ان يتم انتقادا لتحكيم، حتى في حالة الفوز، وحتى لو كان التحكيم اكثر من ممتاز لا لشىء، وانما لتجهيز حكام المباراة القادمة، والتأثير عليهم بالتصاريح (الصحافية) المليئة بالانتقادات الجارحة، واعلان عدم الرضا على كل قراراتهم في المباراة.
لقد سئمنا المغالطات السخيفة التي يخرج لنا بها بعض مسؤولي الاندية هذه الايام كفانااستهتارا بعقول الجماهير الكروية بمختلف ميولها، كفانا استخداما لمفردات وكلمات مثل (النوايا الخفية، والمؤامرات الخبيثة التي تحاك ضد نادينا) وسئمنا وكرهنا بل ومللنا تفنن البعض باهانة اولاد الناس من الحكام والصحفيين والمعلقين.. وغيرهم ممكن خلق الله من الناس وحباهم بشىء اسمه كرامة بسبهم وشتمهم والاستهتار بهم عن طريق جميع القنوات الاعلامية المسموع منها والمقروء والمرئي.. وفي كل فرصة قد تتاح لهؤلاء ففي السابق كان هناك سكوت على مثل هذه التصرفات ولكنه كان من باب الرغبة بشىء من الفكاهة في الوسط الرياضي، لكي يضحك من الجماهير من يضحك، ولكي تملأ الصفحات الرياضية بمواضيع تزيد من مبيعاتها في السوق، بل وتخلق نوعا من التوازن في الحرب الاعلامية لبعض اندية (الجوارح) بعضها بعضا، وذلك باستغلال الصحفيين المنقرضين من المهد السابق، ممن كانوا يعزفون على (آلة الطار.. والمزمار) في مدرجات الملعب لفرقهم المفضلة او من الصحفيين الذين يتبعون مبدأ مع الخيل يا شقراء، الذين انقرض منهم مؤخرا آخر اثنين منهم والحمد لله.
ولكن قراءنا اليوم اصبح لديهم فكر مختلف عن ايام الثمانينات بل اصبحوا يستهجنون الهجوم والسخرية على اولاد الناس بكل غطرسة وعجرفة، وبناء على اعذار واهية لم تعد تصلح للاستخدام البشري ولا الحيواني ولم تعد تقنع احدا بل ولم تعد تضحك بقدر ماهي مزعجة ومحزنة لكل من له عقل وضمير يستهجن به الغلط على اناس لم يكن ذنبهم الا ان كانوا في موقع مسؤولية ما لم يجدوا وراءها سوى المشاكل والشتائم بل وكيل الاتهامات والسخرية منهم ومن اشكالهم واسمائهم ووظائفهم بل وحتى عائلاتهم التي من المفروض ان تكون كريمة مثلها مثل اية عائلة اخرى.
انا اصر على وجود محاكم اعلامية تأخذ حقوق الناس من بعضها بعضا بناء على الادلة والشهادات التي يمكن للمتضرر الحصول عليها من الجهات الاعلامية الشاهدة على الحدث فالامور تسير بمنحى خطر جدا ادى الى تراكم شديد الحزازيات كبيرة ومؤثرة في انفس المجني عليهم ولابد من احقاق الحق قبل ان تفلت الامور.
فايام (حنا دايما صح.. وحنا ما نغلط.. وحنا دايما لازم نفوز وحنا مستحيل ننهزم) راحت وولت بدون رجعة لان عقليات الناس نضجت بما فيه الكفاية الى ان تكون اكبر من هذا المستوى الفكري العقيم الذي طالما تسبب في تدمير مستقبل حكام وصحفيين لاعبين سواء من الناشئين.. او العالميين الذين ليس لهم اي ذنب ان يمحي مستقبلهم بل وتاريخ بعضهم الكروي العريق بسبب رأي شخص واحد لا يعرف من القانون الاانه هو دائما على صواب وكل من في المعمورة هم من العلوج المتآمرين الذين لا يفهمون شيئا على الاطلاق.