DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

معلم الرياضيات لماذا لا يكون كالطبيب

معلم الرياضيات لماذا لا يكون كالطبيب

معلم الرياضيات لماذا لا يكون كالطبيب
أخبار متعلقة
 
عزيزي رئيس التحرير استكمالا لما سبق نشره في بعض مشكلات الرياضيات في مدارسنا وجامعاتنا. فرض عصر ثورة المعلومات تحديات جديدة في مجال التعليم اذ تنوعت المهارات والمعارف بعد ان تداخلت الرياضيات في جميع العلوم الطبيعية وحتى الانسانية واصبحت مهمة التعليم في عصرنا كيف يتعلم الطالب وكيف يداوم على عملية التعلم طوال فترات حياته فالرياضيات مقرر علمي وتربوي لا يمكن عزله عن باقي المقررات العلمية فلولا الدقة والابداع في الرياضيات وكفاءتها الهائلة ما تصل العلوم الى ما وصلت اليه الان فتعليم وحب الرياضيات ضرورة ملحة ومقررات الرياضيات المختلفة دون غيرها من المقررات التعليمية يراها البعض هي الاقل تشويقا وهي الاضعف لدى طلابنا فالطلاب يعانون في فهمها وادراك علاقاتها المجردة وتدني مستوى مجموعة من الطلاب مرهون بالاسلوب العلمي والتربوي الذي يتبعه القائمون على العملية التعليمية والمشكلة تقع على عاتقهم وربما يمثل معلم الرياضيات دور الطبيب الذي يبحث عن العلل واعراض المرض محاولا تشخيص عوامل الاصابة وكتابة روشته تتضمن سبل العلاج العضوي واحيانا نذهب اليه لعلاج الجسد فيكتشف وتكتشف معه ان الداء اساسه النفس وانعكس ذلك على الجسد وواقع تدريس الرياضيات في مجتمعنا العربي يتطلب البحث في الروح والجسد فالروح هي مدى حب وقبول الرياضيات والجسد هو المقرر التدريسي واسلوب عرضه وعلاج القصور. وان علاج مشكلة واقع الرياضيات لن يقوم به فرد عبقري او مؤسسة تربوية واحدة ولا يقتصر الامر على الدراسة الدقيقة وانما تكون هناك وحدات متخصصة داخل كل مؤسسة تعليمية وتربوية لتحليل المقررات وكشف آليات العقل الذي يتواصل بتعلم الرياضيات والوقوف على آليات التجديد والتطوير وضرورة تكوين هذه الوحدات لتقويم السلبيات الخاصة بالمقررات الدراسية اولا بأول. والقيام بدراسات تكشف الاثار السلبية التي تلحق باسلوب التدريس ووضع خطط عصرية تتابع ما يستخدم من مصطلحات حتى يستفيد منها المعلمون. وان اعطاء ملاحظات وشهادات كل من التربويين والمعلمين عن الرياضيات ومفرداتها التي تطرح فهي الملاذ لانقاذ ضعف الطلاب وحصولهم على اساس هذا العلم الغزير الذي هو شريان الحياة العلمية مع دعوة علمائنا لاعادة الهوية العربية الاسلامية للعلوم ووضع المناهج العصرية الملائمة لتحديات العصر وثقافاته المختلفة مع الحفاظ على الجذور الصلبة للعلوم الاسلامية فنريد تعليما عصريا متقدما يستوعب به ابناؤنا روح العصر والحضارة واجمل ان نجمع بين القديم والحديث ومن الواجب بث روح البحث في تطور الفكر الرياضي عبر الحضارات فعلى الصعيد العلمي يجد الباحث في تاريخ الرياضيات نفسه مدفوعا لان يكون ملما بالرياضيات ويستوعب التطورات الاساسية وعلى الصعيد التربوي فتدريس الرياضيات يكون عملية تلقين جافة اذا لم يفهم اصل النظريات والدوافع التي ادت الى وصولها للشكل العصري وعلى الصعيد الثقافي العربي فان دراسة تاريخ الرياضيات العربية والاسلامية والبحث في المخطوطات القديمة تساعد على استعادة القاموس الرياضي الاصيل وهو قاموس غني واكثر تعبيرا من القاموس المترجم وان انشاء مؤسسة علمية وتربوية عناصرها المهتمون بالرياضيات العلمية والتربوية والترجمة العلمية ويكون هدفها الاسمى هو البحث عن اسباب الضعف وتدني المستوى والاسهام في جمع ودراسة وتبسيط العلوم الرياضية وتكوين نواة لثقافة علمية تطوع عقول ابنائنا لاستيعاب علوم العصر ومن الممكن الحديث عن اعادة النظر في مقررات الرياضيات وتطويعها لخدمة المجتمع والرياضيات قادرة على ذلك بحكم طبيعتها وانماط تركيبها ومن الممكن الحديث عن هذا كله وطرح قائمة من التوصيات النظرية التي لن تخرج عن حيز الاوراق وادراج المكاتب لسبب واضح هو ان الواقع التدريسي لن يتغير بقرار من القائمين بالتعليم المتخصصين دامت المؤسسات تعمل في اطار البحث النظري بمعزل عن واقع المجتمع ومن الممكن الحديث عن الاهتمام بالمعلم وتسهيل مشاركته الحقيقية في صنع القرارات المدرسية والتعليمية والعمل على حسن اعداده وتدريبه على احدث التكنولوجيا حتى يكون قادرا على العطاء ومن اليات التطوير والتحديث لابد من استهداف تطوير القدرات للمعلمين والطلاب وتشجيعهم على المشاركة في عمليات صنع وتطوير المقررات والقيام بدور فعال من خلال محاضرات عامة يقوم بها المتخصصون واخيرا فتطوير الاداء والتميز هو طريق شاق يتطلب جهودا كبيرة من جميع طوائف المجتمع. د.احمد عبدالخالق سلامة كلية المعلمين بالدمام