قرأت ما نشرته صحيفة (اليوم) عن رقم كبير جداًُ يمثل إجمالي تكلفه استيراد قطع الغيار والكماليات وإكسسوارات السيارات، ويصل إلى (48) مليار ريال سنوياً. وهنا يجب على المرء أن يتساءل: أين رجال الأعمال السعوديون من هذا المبلغ الكبير؟ كما ينبغي للمرء أن يندهش ويضع علامات الاستفهام والتعجب من هذا الموقف المثير للدهشة، ويتساءل: لماذا لا يتم إنشاء مصنع أو شركة لتصنيع هذه الأجهزة والأدوات؟ لقد أصبح من الضروري إنشاء شركة مساهمة كبيرة متخصصة في هذه الصناعة، كما أصبح من المهم في هذا الإطار أن نفكر بجدية في إنشاء مدينة صناعية تختص بصناعة مهمة مثل هذه تكلف بلدنا الأموال الطائلة ولاشك أن هذه المدينة الصناعية المتخصصة في صناعات مرتبطة بصناعة السيارات أكبر الارتباط، سوف تفتح آفاقاًُ جديدة لإمكانات تتيح لنا بناء وتأسيس صناعة وطنية للسيارات، وهي من الصناعات التي تفتح لأي بلد الكثير من أبواب التقدم والتطور، كما أنها تعد دليلاً على تطور المجتمعات وتقدمها. ومن الطبيعي أن يتم إنشاء مثل هذه المدينة الصناعية خارج المدن الرئيسة المزدحمة بالسكان، وأن تكون قريبة من إحدى القرى أو المدن الصغيرة لإحياء هذه القرية أو المدينة الصغيرة. ولاشك أن رجال الأعمال السعوديين قادرون على إنشاء مثل هذه الشركة، ولو بالمشاركة مع رأس المال الأجنبي من خلال إحدى الشركات الأجنبية المتخصصة في صناعة السيارات والأدوات أو الإكسسوارات وقطع الغيار الخاصة بها، مما سيشجع على قيام صناعات أخرى مرتبطة بهذه الصناعة المهمة. أن السؤال الذي ينبغي علينا أن نفكر فيه بعمق هو: إلى متى نظل نستورد هذه السلع والمنتجات ولا نقوم بالاعتماد على الذات وننشئ مثل هذه الصناعات الحيوية؟ وإلى متى ونحن نستهلك ما ينتجه غيرنا؟أن الفرصة متاحة، فقد أعزنا الله سبحانه وتعالى بالإسلام الذي يدعونا إلى العمل وينهانا عن الاتكالية والحكومة- أعزها الله - تدعم الصناعات وتشجع رجال الأعمال- خاصة الصناعيين- على الاستثمارات التي تسهم في المزيد من تقدم الوطن. فإلى متى الانتظار؟ سؤال لابد أن يجيب عنه رجال الأعمال.
فؤاد الحربي- جدة