كتبت من قبل عن المخططات السكنية القديم منها والحديث وعن ارقامها واسمائها التي في كثير من الاحيان لا نحسن اختيارها او نأتي بها متكررة وكأن المسميات قد انتهت! وما زال الوضع مستمرا على ماهو عليه وربما اسوأ فبالأمس كنت في طريقي الى الخبر وشاهدت موقعا ضربت حوله الأسوار ووضعت لوحة تعريفية به تحت اسم (مساهمة الدرعية) الدرعية لماذا؟ فليس هناك اي رابط بين الدرعية الاصل وهذه الدرعية الحديثة وكل ما يمكن ان نخرج به من هذا المسمى وهو الإساءة للتاريخ. فقد كانت الدرعية الاولى موقعا تفجر منه النور وتضوعت بين ازقته رائحة تاريخ حديث نعيشه اليوم بكل مافيه من اصالة وقوة متجذرة تمتد من كل بقعة في ارجاء الوطن وحتى الدرعية الاصل ونعيشه بكل مافيه من تطور ونمو وازدهار بكل رغبة في المزيد من النجاح والتغير الى الافضل. وهنا لابد ان نتساءل مرة اخرى: لماذا الدرعية؟ ارى ان الواجب الوطني يحتم علينا رفض هذه التسمية ويحتم على المسؤولين العمل على استبدالها والابتعاد تماما عن تكرار مسميات المواقع التاريخية والصاقها بمواقع حديثة حفاظا على خصوصية الاولى وحفظا لاثرها وعمقها التاريخي.
ليس من أجل الآخرين بل من اجل ابنائنا الذين علمناهم بان الدرعية هي المهد الذي احتضن دولتهم السعودية فحفظوا مكانها واشتموا رائحة التراب فيها وتجولوا في ازقتها منذ ما يزيد على قرن من الزمان فاذا بنا نفاجئهم بان الدرعية مجرد مساهمة عقارية بين الظهران والخبر وعلينا ان ننتظر سنوات قليلة لنرى المساكن الحديثة تنتشر فيها.
بقي ان نقول: يجب ان تغير الجهة المسؤولة هذا المسمى.