أكد المهندس سامح فهمي وزير البترول المصري ان البترول لم يكن الغرض الوحيد للحرب الامريكية البريطانية ضد العراق وانما كان وسيلة لتحقيق اهداف ونوايا امريكا في المنطقة العربية موضحاً ان امريكا وحدها هي التي تعلم الاسباب الحقيقية والتي لم تعلنها ا2لى حتى حليفتها بريطانيا حتى الآن.
واشار الوزير في تصريحات صحفية خاصة "لليوم" الى ان احداث فنزويلا ونيجيريا وما تبعها من اضراب العاملين في قطاع البترول واحداث 11 سبتمبر 2001 كانت اشد تأثيراً على المنطقة العربية من الحرب الامريكية البريطانية ضد العراق والتي شهدت ارتفاعا كبيرا في الاسعار خاصة في شهري يناير وفبراير الماضيين.
اضاف ان الاسعار شهدت انهياراً في شهر مارس الماضي نتيجة بدء الحرب وانتهاء مرحلة "اللاحرب واللاسلم" وكذلك نتيجة للبيان الرسمي الذي اصدرته منظمة اوبك بتعهدها بتغطية أي نقص في الامدادات انهاء مشكلة فنزويلا ونيجيريا بانتهاء اضراب العاملين في قطاع البترول.
واوضح سامح فهمي انه من المتوقع ان تنخفض اسعار البترول خلال الفترة المقبلة لان مصلحة الولايات المتحدة في ذلك لخفض عجز الميزانية الامريكية مشيراً إلى ان انخفاض سعر برميل البترول من 30 دولاراً حالياً إلى 15 دولارا سيؤدي إلى تكبيد الدول العربية خسائر فادحة تصل لاكثر من 100 مليار دولار. وقال وزير البترول ان الاحداث الاخيرة التي شهدها العالم ادت إلى زيادة حدة المنافسة لجذب الاستثمارات العالمية في مجالات البحث والانتاج والتنمية مؤكداً ان هناك العديد من فرص الاستثمار في قطاع البترول في مصر تعد عنصر جذب وتقوي مركز مصر التفاوضي مشيراً إلى انه يتوقع جذب نحو 20 مليار دولار استثمارات اجنبية خلال السنوات الخمس القادمة.
واشار سامح فهمي إلى ان مصر دولة مصدرة للبترول وليست مستوردة وانها اولى الدول العربية في تحقيق اكبر عدد من الاكتشافات خلال السنوات الست الاخيرة على التوالي. واوضح ان هناك تعاونا عربيا على اعلى مستوى بين الشركات العربية والشركات المصرية حيث ان هناك تعاونا بين مصر والمملكة العربية السعودية في تأمين توزيع الانتاج كما ان هناك تعاونا بين الكويت وليبيا وتونس والاردن في مجال البحث عن البترول. واكد وزير البترول ان الشركات الامريكية التي تعمل في مصر ستستمر في عملها ولن تذهب للمشاركة في اعمار العراق بعد ان تم الاتفاق معها على ذلك خاصة ان لهم ميزة نسبية وتحقق مصلحة كبيرة للاقتصاد المصري. وأشار إلى ان مصر اول دولة تنشئ 3 مشروعات لتصدير الغاز مسالاً وعبر خطوط الانابيب في وقت واحد وان عقود تصدير الغاز تختلف عن عقود تصدير البترول الخام حيث تتميز بطول الفترة الزمنية التي تتراوح ما بين 25 سنة كمرحلة اولى و 50 سنة كمرحلة ثانية بما يتطلب تخطيطاً جيداً وثقة ودراسة للاسواق ووجود قوانين مشجعة جاذبة وان هناك دولا اخرى في اوروبا ترغب في استيراد الغاز الطبيعي المصري.
وقال ان المنافسة العالية في مجال صناعة الغاز والتصدير من اهم التحديات التي تواجه قطاع البترول المصري بالاضافة إلى تعديل تسعير الغاز بالاتفاقيات البترولية وتشجيع الاستثمارات في مشروعات تصدير الغاز ايضاً.
