تشهد بلادنا في كل عام تخريج آلاف الطالبات ومن شتى المناطق.. طالبات يتخرجن وهن متفائلات جدا واضعات نصب اعينهن احلامهن التي حلمن بها في سني عمرهن التي قضينها وهن يكافحن ويدرسن ويحلمن بالمستقبل الجميل بعد التخرج.. لكن سرعان ما تتبدد هذه الاحلام وتتحول الى سراب.. مجرد سراب لا اكثر فبعد التخرج تصطدم بالواقع المر فلا وظيفة ولا أمل ولا طموح.. الوظيفة التي كانت تحلم من خلالها بان تكون لنفسها مستقبلا زاهرا وعملا منتجا تستطيع من خلاله ان تفيد هذا الوطن وان تكون عضوا فعالا بسهم في نهضة البلاد.. لكن لاشيء من هذا يحصل فبعد التخرج الملجأ الوحيد هو المنزل ولاشيء سواه.. الوظيفة اصبحت كأنها مستحيلة ولا توجد فرص عمل اضافية للمرأة.. حتى لو فكرت في إكمال دراستها للحصول على الماجستير والدكتوراه تجد جميع الطرق مسدودة فللاسف الجامعات الموجودة عندنا لاتقدم برامج الماجستير لكل التخصصات وطبعا الانتقال للعاصمة لاكمال الدراسة غير مرغوب فيه عند الاهالي..
وكأن حياة هذه الفتاة انتهت بمجرد الحصول على الشهادة (البكالريوس) كل ما نحتاجه هو تنويع فرص العمل وتخصيص اقسام نسائية في كل مكان.. والاهم من ذلك كله هو فتح الطريق لنا لاكمال الدراسة للحصول على الماجستير والدكتوراه لكي نستفيد من العلم ونفيد بلدنا ونحقق فعلا الاكتفاء الذاتي والسعودة في جميع المجالات.. امنحونا مجرد فرصة لاثبات قدراتنا في مجالات اخرى (طبعا مع الالتزام التام بالدين والاخلاق)..
امنحونا فرصة للحياة مرة أخرى.. اقول هذا من واقع تجربة شخصية لي ولغيري من الفتيات اللاتي انتهت حياتهن بمجرد الحصول على الشهادة.. ولو سألني أحدهم لم لا تبحثين عن وظيفة او طريقة لاكمال الدراسة اقول واكرر لم اترك بابا الا طرقته لكن بلا فائدة. للاسف انتهت حياتنا.
@@ نور محمد