بعد المخاوف التي أثارتها إمكانية استخدام فيروسات الجمرة الخبيثة والجدري في عمليات إرهابية قال علماء في دورية طبية صدرت أمس الثلاثاء أن فيروس الأنفلونزا يمكن أن يتحول بسهولة إلى سلاح للدمار الشامل.
وأطلق العلماء تحذيرهم فيما يقترب الباحثون من الانتهاء من وضع الخريطة الجينية لفيروس الأنفلونزا الذي تفشى عام 1918 وتسبب في مقتل 40 مليونا على مستوى العالم.
وقال علماء جامعة تكساس بالنظر إلى حقيقة أن فيروس الأنفلونزا سهل الوصول إليه ويمكن أن يسبب مزيدا من الوفيات عما كان يعتقد من قبل فان قدرات الهندسة الوراثية والنقل عن طريق عبوات رش السوائل المضغوطة توحي بإمكانات هائلة للإرهاب البيولوجي. وفي المقال الذي نشرته مجلة رويال سوسايتي اوف ميديسن لاحظ الفريق الذي يقوده الدكتور محمد مجيد انه في القرن المنصرم تسببت سلسلة من أوبئة الأنفلونزا في مقتل الملايين من أسبانيا إلى روسيا وهونج كونج فيما كان الفيروس يمر بطفرات طبيعية.
وأشاروا إلى الخريطة الجينية لوباء الأنفلونزا الأسبانية الذي انتشر عام 1918 شارفت على الاكتمال مما يفتح الباب أمام علماء غير شرفاء لتخليق فيروس اكثر خطورة.
وكتب العلماء في مقالهم مؤخرا انتقلت إمكانية تصنيع عامل معد باتباع تعليمات من خريطة مكتوبة فقط من حيز النظرية إلى حيز التطبيق. كذلك لاحظ العلماء انه فيما تحدث العدوى بشكل عام خلال الاتصال بين الأشخاص فان المرض كذلك يمكن نقله بسهولة في الهواء عن طريق الرذاذ.
ولا يحتاج الإرهابيون سوى استخدام عبوة سوائل مضغوطة تحتوي على الفيروس داخل طائرة ركاب لنشر العدوى في أرجاء العالم.
وأشاروا إلى انه على عكس الفيروسات التي تخضع لحماية مشددة مثل الجدري فان فيروس الأنفلونزا متاح للجميع.
وحيث انه فيروس شائع فان بداية نشر المرض بشكل متعمد لن يدق نواقيس الخطر وسيستغرق وقتا قبل التحرك لمكافحته وتلك ميزة إضافية تجعله مرشحا للاستخدام من قبل إرهابيين. كما لاحظ العلماء أن ما يجعله مناسبا اكثر هو فترة حضانته القصيرة وعدم تأثره بعقاقير المناعة بعد دخوله جسد المريض.
ووضع العلماء قائمة مطالب لتحرك عاجل تضمنت مزيدا من التطعيم وتشديد الإجراءات الأمنية في المعامل وتخزين العقاقير المضادة للفيروس كما طالبوا بتشديد المراقبة على انتشار الوباء وقالوا أن على الحكومات التفكير في تزويد المباني بمرشحات ومجسات.
