أخبار متعلقة
خرجت اول فكرة للزواج الجماعي عام 1991م حسب رأي البعض من مدينة الجش, الا ان هذه القرية الصغيرة لم تحافظ او تكرس هذه الاولوية, فاختفى اسمها من قائمة اهم المهرجانات واكثرها تألقا.
بعدها انطلقت المهرجانات في بقية المدن وتألقت وكانت مفيدة للمنطقة الشرقية تفردت بها الا انها بدأت في الفترة الاخيرة تشهد ضعفا في الاقبال.
ويبقى مهرجان صفوى للاعراس احد اهم المهرجانات التي مازالت تتطور وتستمر في تقديم افضل البرامج واكثرها قبولا للجمهور سواء من ناحية التنظيم او ارضاء وتلبية رغبات الناس.
وارجع الكثير من الاهالي اسباب تراجع مستوى المهرجانات في المنطقة الى دور المرأة في تثبيط الرجال سواء الاب او الاخ او الزوج في عدم قبول دخول احد افراد العائلة الى المهرجان.
وان كانت هذه الاسباب تنطبق على مناطق محددة وقليلة الا انها مؤثرة وفي نفس الوقت لا تمثل شيئا بالنسبة لصفوى حيث انها لاتتعرض اصلا لاخفاقات او تراجع في مستواها العام.
تثبيط الرجال
بداية يقول توفيق عباس: ان للنساء دورا كبيرا وجوهريا في إثناء الزوج بالتحديد حيث ان اغلب النساء في مجتمعنا يرغبن في تميز الابن خاصة إذا كان الابن الاول مضيفا ان الفرحة كانت في البداية كبيرة بحجم البلد وكان الجميع يسعى للمشاركة فيها الا ان هذا الاندفاع سرعان ماقل بريقه بسبب تقادم الايام.
وبعكس ما يعتقد البعض يقول العباس: ان المهرجان لايمكن باي حال من الاحوال ان يقلل من قيمة الفرد الاجتماعية ذلك لأن الفرد سيندمج مع الجميع ويشعر بالروح الجماعية التي تظلل سماء ذلك الاحتفال, مشيرا الى ان كبر تلك الاحتفالية يجعل الانسان يتناسى الفروق والحواجز التي يضعها البعض بين مختلف فئات المجتمع في اشارة الى ان بعض العوائل تدخل المهرجان للمجاملة فقط خوفا من العتاب الذي سيوجه اليها جراء عدم المشاركة.
ويؤكد حسن حاجي ما ذهب اليه العباس من ان المهرجان لايقلل نهائيا من قيمة الفرد او عائلته, مشيرا الى انه كان ضمن الذين تزوجوا في المهرجان الذي قدم اليه الفرحة الجماعية وروح التكافل والتعاون بين الجميع نافيا ان يكون للانضمامه الى كوكبة المتزوجين دافع مادي, ويستدرك قائلا: من الصحيح ان الزواج الجماعي يقلل تكاليف الضيافة ومصاريف الاكل وما يتبعها بيد ان مجرد انضمام الشخص مع البقية يعني ان المجتمع بعافية ويدعم المشاريع الاهلية ذات الطابع الخدمي الذي يقدم فائدة كبيرة لجميع الناس دون استثناء.
وفيما اذا كان مهرجان سيهات وغيره من المهرجانات يعاني ضعفا في الآونة الاخيرة فربما يرجع ذلك الى سوء الادارة وقد يحتاج الى اعادة تسويق كمادة اعلانية توجيهية في بداية المهرجان كان التسويق يمر بمراحل الذروة في توصيل الافكار الحقيقية لفوائده الى الناس وشيئا اخذ الضعف يدب في اوصال الدعاية والتسويق وهنا لا اقصد الدعاية والاعلانية كالبوسترات وغيره وانما اقصد الدعاية لافكار المهرجان واقناع الناس بأهمية وان كان ذلك يتطلب بطبيعة الحال النظر في المقدمة في المهرجان بشكل عام.
ويقول سعيد آل هاني على الرغم من انني تزوجت في المهرجان الا ان لدي شعورا بأن ما يعتقده البعض من عدم الخصوصية لدى اهل العريس يحمل شيئا من الصحة ذلك لأن الشخص حين يتزوج بمفرده سيلتقي بجميع ضيوفه وسيلقون الترحيب الخاص بينما في المهرجان يحتاج الى جهود مكثفة للحفاظ على هذه الخاصية, مؤكدا انه لايدعو الى الزواج الفردي وانما هي دعوة لتعاضد الجهود من قبل مسئولي المهرجان والاهالي لتلافي هذا المأزق في المهرجانات القادمة, مؤكدا انه من اشد المعجبين بهذه الاحتفالية على الرغم من كل شيء.
المهرجان مازال بخير
ويعتقد علي عبدالعال ان المهرجانات مازالت تشهد اقبالا جيدا بطريقة او بأخرى وذلك نتيجة الحاجة الملحة له التي لم تنته بعد, وفي ظل وضع اقتصادي مترد والبطالة التي تزداد يوما بعد يوم, فماذا يفعل الشباب؟ وهل لديهم خيار آخر غير الزواج بهذه الطريقة لانهم لو انتظروا لحين توافر فرصة زواج فردي فان انتظارهم ربما يطول نوعا ما؟
مؤكدا ان المهرجان لم يحل المشكلة الاقتصادية بشكل جذري وانما ساهم بدرجة معينة في ذلك وربما هذا الحل لايعتبر كاملا وشافيا, فبعد الزواج يمكن ان يواجه الشاب مشاكل مادية قد تؤدي بالتالي لمشاكل اجتماعية بسبب ضيق ذات اليد.
ويقترح عبدالعال لحل هذه المشكلة ان تقوم مؤسسات اهلية اخرى تدعم المهرجان وتكون مهمتها الاساسية ايجاد حلول اقتصادية لمشاكل الشباب المقبلين على الزواج كأن يوفرون لهم وظائف اضافية حتى لو كانت بسيطة بحيث تساعدهم على تجاوز عقباتهم.
كلمة المهرجان
ويقول علي رهين: على الرغم من ان المرأة لها دور فعال واساسي في إثناء الرجل عن الدخول في المهرجان الا ان الرجل بدوره يتحمل جزءا من ذلك, مشيرا الى ان صفوى لاتعاني هذه المشكلة لانها تجاوزتها والمهرجان في تطور مستمر.
ويرجع اسباب نكوص بعض المهرجانات الى ان الناس تحب التغيير وكسر الروتين, مشيرا الى ان مهرجان صفوى في تطور مستمر, ففي كل مرة نشهد هناك بعض التغيير المهم على جميع المستويات الامر الذي يزيد من الاقبال على الحضور والمشاركة.
وفي اشارة الى ان كلمة المهرجان اكثر بكثير مما نشاهده في مهرجان الزواج الجماعي قال رهين: انه كان قد اقترح في سنوات ماضية بعض الفقرات كالالعاب الشعبية والعاب التراث وغيرها, وقد طبقت بعض الافكار في صفوى وحسب علمي في مناطق اخرى ايضا, الا ان هذه الافكار لم تشهد تطورا او استمرارا, كما ان الاحتفالية يجب ان تمتد ثلاثة ايام على الاقل بفقرات متنوعة وبرامج ترفيهية تزيد من قيمة المهرجان وترسخ قيمة لدى الناس الذين يرغبون في التنويع والمغايرة. مؤكدا ان اقتصار الاحتفالية على 4 ساعات فقط فيما التجهيزات تستغرق اكثر من اسبوع هو من الامور المؤسفة وعلى مسئولي المهرجانات النظر بعين الاعتبار لهذه النقطة.
المسئولية
وتعتقد عالية فريد ان هناك تضخيما لدور المرأة السلبي في تثبيط الرجال وان كان موجودا مشيرة الى ان الكثير من الفتيات لديهن لبس في مفهومهن للمهرجان وعندما يحتاج الأمر الى شرح هذا اللبس فانها سرعان ما تقتنع وهناك حالات كثيرة من هذا النوع, فليس العريس وحده هو الذي يعيق عملية اتمام الدخول في المهرجان ولكن العروس ايضا حيث من الاهمية بمكان تكثيف الوعي لدى مجتمع النساء تجاه قضية مهمة كالزواج الجماعي في اشارة الى ان هناك قسما كبيرا من النساء مازلن يجهلن فوائد واهمية الزواج مع بقية افراد المجتمع.. وتشير في هذا الصدد الى ان المسئولية لاتقع فقط على مسئولي المهرجان وانما الجميع يشارك في هذا الامر, فيتحمل الاب والاسرة جزءا فيما يتحمل رجال الدين وائمة المساجد دورا آخر وكذلك المربيات والتربويون كل من موقعه يجب عليه ان يسعى لتكريس مثل هذه العادات الطيبة.
ومن اهم ميزات المهرجان انه ساهم في حل مشاكل كثير من الشباب وسهل امورهم على مستوى المهر والضيافة وترتيب المنزل وكذلك لم يغفل الدور التوعوي والتثقيفي للمقبلين على الزواج, فالمهرجان يقيم دورات تدريبية لمساعدة المتزوجين على الدخول الى القفص الذهبي بوعي وادراك.
ومن الامور الجميلة التي ينبغي الالتفات اليها ان هناك الكثير من الجهات والافراد الذين يدعمون المتزوجين في المهرجان فالبعض يقدم تذاكر سفر, والبعض يقدم هدايا خاصة في اشارة الى ان احدى السيدات قدمت طقم ذهب لكل متزوجة في احدى المهرجانات.
تجربة
وتقول فاطمة: عندما تزوجت في المهرجان كنت اشعر بالهيبة والتردد, وكنت خائفة من فشل على مستوى الجمهور وبالتالي فانه ربما ينعكس على زواجنا, ورغم ان النساء لايشاركن في احتفاليات المهرجان, الا ان دخول زوجي فيه يعني انني مشاركة فيه بطريقة او بأخرى, واتمنى ان يأتي اليوم الذي يكون فيه للنساء مهرجان مستقل مثل الرجال لان هذا الامر سيؤدي الى نقلة نوعية سواء في تقليص تكاليف حفلات النساء او في عدد الحضور, مشيرة الى ان الامر لن يمر دون مشاكل.
وتؤكد ام عبدالله ذلك قائلة: اننا نرغب في اقامة مهرجان للنساء ولكن صعوبة اقناع الجيل الكبير من الامهات امر صعب, وعلينا نحن امهات الجيل الجديد ان نسعى لاحلال قيم جديدة تصب في خدمة المجتمع.
بهجة الجديد
يقول مهدي الناصر مسئول مهرجان سيهات: ان التراجع في الاقبال على المهرجان لم يأت فجاة, ففي البداية كان اغلب الناس يركضون خلفه لانه امر جديد, وصار الصغير والكبير يشارك فيه وبعد فترة اخذ البعض يراجع حساباته, وشعر البعض بكبرياء في غير محله.
ولتفادي المشاكل ودرءا للاخطاء التي نقع فيها صرنا نوزع استبيانات لنأخذ رأي الناس في المهرجان ولكن الكثير من الناس اصبحوا يكيلون النقد ويوجهون لوما شخصيا لافراد معينين وهذا ما لم نكن نسعى له, فقد كنا نهدف للتطوير وليس للتحطيم.
ويشير الناصر الى ان بعض الناس يرغبون في تفخيم المهرجان وزيادة الزينة وما الى ذلك, مما يستدعي زيادة المصاريف والمهرجان مثقل ولا يستطيع تجاوز حدود ميزانية, ونحن عندما اسسنا المهرجان كنا نسعى لتخفيض التكاليف لا الى زيارتها, كما ان التطوير يحتاج الى زيادة عدد الكوادر ونحن نعاني شحا وتناقصا مستمرين, فضلا عن ان بعض الكوادر يلاقي عنتا واهانات من قبل الجمهور.
ويؤكد الناصر ان الكثير من الذين تزوجوا في المهرجان تلقوا مساعدات بطريقة او بأخرى, وفي الوقت الذي لايلاقي المهرجان دعما مناسبا اذ ان موارده قليلة جدا وفي ظل هذا الوضع فان التحرك نحو التطوير بطيء جدا, ومع ذلك فقد استعاد المهرجان عافيته وسيشارك في هذا الموسم 18 عريسا وكان سيصل الى 22 الا ان ظروفا قسرية حالت دون ذلك.
تجربة ناجحة
ويرى هاشم الشرفاء رئيس مهرجان صفوى ان المشكلة تكمن في الادارة, فنحن يجب ان نعرف ماذا يريد الناس بالتحديد, فبالتأكيد ان رغبات الناس كثيرة ومتنوعة وعلينا محاولة الجمع بينها ومحاولة ارضاء اكبر قدر ممكن منها.
وبالنسبة لنا فقد سعينا منذ البداية الى التطوير في كل مهرجان, ففي لجنة الاستقبال والخدمات سعينا لزيادة العدد حسب الاحتياج وفي لجنة استقبال الضيوف هناك عناية خاصة بكل ضيف وهناك لجان مساندة للاستقبال حيث ان هناك من يوصل الضيوف للخيمة وهناك من يعمل على خدمتهم وهكذا.. وبشكل عام يوجد لدينا 850 كادرا بين اداري وعامل يخدمون في كل مهرجان وهو عدد يغطي جميع احتياجات المهرجان, ولذلك فنحن لانعاني انحسارا في العمل التطوعي فالكل يعمل بروح الفريق الواحد ولانواجه اي مشكلة في هذا الجانب.
بشير الشرفاء الى سعيهم الحثيث وبشكل جدي الى اعادة الروح للمهرجانات التي تراجعت مثل مهرجان القطيف والعوامية وتاروت وسيهات. وبالنسبة لمستقبل المهرجان تسعى لأن يكون هو الاساس في اختيار الافراد المقبلين على الزواج وما دونه.
ويشير الى ان التطوير هم اساسي لديهم ويسعون الى جعل الفرد حينما يقبل على الزواج يكون خياره الاول المهرجان, ولايتزوج بشكل فردي الا اذا كانت لديه اسباب قوية تمنعه من ذلك.
ويضيف الشرفاء انهم عملوا على انجاح جميع المهرجانات ففي عام 1419هـ اقيم منتدى لاول مرة وهو منتدى مهرجانات الزواج في الاحساء والقطيف وشارك في 37 مهرجانا ناقش فيها السلبيات والمعوقات التي تواجهه المهرجانات. وقد قدمنا فيه ورقة عمل بعنوان الادارة هي اساس المشاريع التطوعية واشرنا فيه الى الاخطاء الادارية التي تعيق تطور العمل التطوعي داخل المهرجانات وركزنا على اهمية ان كون الانسان مخلصا في عمله لايكفي اذا لم تكن لديه مقدرة علمية وادارة حكيمة تسير دفة الامور.
مهرجان نسائي
وفي خطوة هي الاولى من نوعها يقيم القسم النسائي بمهرجان صفوى حفلا خاصا للتبريك يشمل جميع المتزوجات في المهرجان الحالي.
وتقول خضراء آل مبارك رئيسة القسم النسائي بصندوق الزواج الخيري بصفوى اننا اعددنا العدة لهذا الحفل الكبير وهو في وسط صفوى وتوحد فيه جميع المستلزمات الخاصة بالحفل الا انه لايعتبر مهرجانا خاصا بالنساء وانما هو حفل نتمنى ان يكون مقدمة لتأسيس المهرجان النسائي الاول للاعراس في الموسم القادم.
وبالنسبة لهذا الحفل فقد اقنعنا 25 عروسا.
وافقوا الا واحدة كانت لديها بعض الاشكالات تمكنا من تجاوزها.
وسيكون الحفل مكونا من عدة فقرات اهمها الاهازيج الشعبية التي تختص بالزواج والامور الاجتماعية, وستقوم مجموعة من البنات الصغيرات باداء بعض الاناشيد والاهازيج الخفيفة. فيما سترتدي العرائس فساتين بيضاء بزي موحد وذلك تلافيا للفروقات الاجتماعية لاننا لو تركنا كل واحدة كما ترغب فاننا بالتأكيد سنشهد كرنفالا عجيبا من التميز وهذا مالانرغب فيه.
وبالنسبة لامكانية نجاح هذا المشروع الوليد تتوقع المبارك له النجاح خاصة انه سيترافق مع حملة توعية وتثقيف. وتستمر هذه الحملة حتى بعد اتمام الحفل وبحاجة الى صدى اعلامي وبالتأكيد فان ما سيصل الى الناس من اخبار طيبة عن الحفل سيؤدي الى التفاف النساء حوله وهذا ما نتوقعه في هذا البلد المعطاء.
مشاركة عامه
موكب العرسان