@ الصحراء تندفع أمامك وتبدأ الشمس تأخذ استقرارها في كبد السماء وأنت منطلق لترى على جوانب الطرق سيارات محطمة أو حافلات تم قصفها وبعضا من الدبابات المحطمة على جانب الطريق.. خمس ساعات حتى تصل بداية الاعمار في المحافظات العراقية بيوت طينية مترامية على الأطراف والنخيل تحاصر كل القرى التي تتناثر على الطريق..
@ نقاط تفتيش أمريكية وحواجز تسبق الوصول إلى الفالوجة التي تقع على طريق بغداد, هناك كثير من المقاومة اليومية واستمرار بعض من العنف ضد القوات الأمريكية المتواجدة في الشوارع..
@ أطلب من أبو مصطفي أن يتوجه إلى بعثة الصليب الأحمر حيث ندى الدوماني مسؤولة الصليب الأحمر في العراق كي أستطيع الوقوف على أعتاب مدينة باتت غير آمنة. وتصادفني ندى الحمدان المرافقة للبعثة وتدلني على بعض النزل التي يمكنني أن أسكن فيها وهي آمنة فالبلاد غير آمنة في هذه الفترة من الوقت وحظر التجول يبدأ من الساعة الحادية عشرة ليلا, لكن الناس لا يتواجدون في الشوارع مع بداية حلول الظلام لهذا عليك البحث عن مكان آمن أكثر.
@ ومن فندق الحمراء أنطلق إلى مقر المساعدات الإنسانية والمستشفى السعودي المتنقل في بغداد.. حيث كلية الصيدلة أصبحت مقرا للبعثة التي تواجدت في بغداد منذ الأسبوع الأول لسقوطها وكان للمملكة الدور الأكبر في تقديم المساعدة للشعب العراقي المنكوب.
@ في مقر البعثة كان علم المملكة يرفرف في عاصمة الرشيد, الازدحام على الأبواب بشكل يلفت النظر.. يستقبلني الاخوة بحفاوة حيث نذهب إلى الداخل بحثا عن العميد الركن جار الله سليمان المقرن مدير مركز الخدمات الإنسانية السعودي في العراق رغم أنه كان في وقت استراحته ونذهب معه في حديث طويل حول المعاناة التي يتكبدها العراقيون والمشاق التي يجدها السعوديون لاداء مهامهم.
@ أحد حراس الموقع كان يتحدث ببكاء عن الوضع المأساوي للشعب العراقي وكان يتحدث بأننا لن نقدر حالة الأمن التي نعيشها بالمملكة إلا بعد أن نشاهد مثل هذه المناظر.. وتحدث معنا عن الحالات المأساوية التي يشاهدها بشكل يومي بعضها من الحرب الثالثة وبعضها معلق من الحرب العراقية الإيرانية - كثير من الأرجل المبتورة - والسبب هو حروب لم يكن للشعب فيها أي خيار..