DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

جواد الأسدي

المواطن العراقي مؤسس على حس مدني عال

جواد الأسدي
جواد الأسدي
ترك المخرج العراقي د. جواد الاسدي بصمات اخراجية عميقة على المسرح العربي, وساعدته دراسته للمدارس المسرحية على الارتقاء بمستوى النص وتقديم اعمال تحاكي الاساليب الحديثة دون ان تفقد هويتها وطابعها الشعبي والمحلي.. وقد حصلت اعماله على جوائز عديدة عربية وعالمية شهدت له بالتميز في اطروحته الى جانب اهتمامه الكبير بإبراز القضية الفلسطينية من خلال عمله مع منظمة التحرير الفلسطينية قبل 25 سنة حينما خرج من العراق واستطاع ان يقدم من خلال نصوص واعمال تحمل توقيعه او توقيعات المسرحي المعروف سعد الله ونوس. ذات حوار كان يعترف بميله الى تفجير اللغة والدلالات والرموز, باتجاه الفسحة المعنية على التأويلات والمساسات بالمعنى الآخر والتشخيصات التي تنشبها الشخصيات. وحول اغترابه يسائل الأسدي (لا ادري هل انا محمول الى البلاد او البلاد محمولة الي.. فهم ينحرونني عندما أكون مدفوعا للابتعاد.. وسوف ينحرونني عندما أغيب في منأى عنها). جواد الأسدي الذي التقيت به في الشام حينما كان يعمل على عمل مسرحي جديد عن الرحالة الاماراتي ابن ماجد وذلك من خلال اختياره الفرقة الاستعراضية انانة السورية وذلك لعرضها في المهرجان المسرحي الخليجي القادم.. تحدثنا عن العراق وهموم العراقيين في المنفى واشكالية العراقيين بين الداخل والخارج. لقد تقسم العراق للأسف الى عدة اقسام, داخل وخارج, جنوب, وشمال, وسط, سنة وشيعة, وبهذا استطاعت السلطة ان تفكك هذا الارث الجمالي العظيم حديث كانوا أحرارا فيما يخص تصورهم عن الدين والطائفة والانسان, فالمواطن العراقي مؤسس على حس مدني عال.. ولا يوجد بتاريخنا اي طائفية لكن السلطة كرست هذا المفهوم واسسته بشكل يتنامى مع انسانية المواطن العراقي.. ومن هنا نتجت فكرة (الداخل والخارج) والناس الذين عاشوا بالخارج لم يخرجوا حبا في النزهة وانما تحت طائلة الضغط والعذاب, الالم والجوع ومصادرة الحياة المدنية لاعتقادهم أنهم سيتنفسون حرية اخرى وروحا اخرى, والذين بقوا في الداخل بقوا لعدم امكانيتهم في الخروج مجبرين على ان يتنفسوا هواء هذا النظام ويعيشوا تحت مظلة هذا النظام واصبح لديهم الكثير من الأزدواجية والتصدعات النفسية والبيوسيكلوجية والتاريخية والانسانية والمعرفية, هذه الشروخ التي اصابت الناس الموجودين في العراق اصابت الناس خارج العراق ايضا.. الآن بعدما انهارت كل البنى وانهار التاريخ وانهار سقف العراق كله على رؤوس العراقيين بطريقة لاقرين لها في الادب او الشعر او الاسطورة ولا في السينما.. وتحول المشهد العراقي الى شيء جحيمي بامتياز. مرة ثانية اعتقد انه يجب على العراقيين ان يضعوا انفسهم في اطار السؤال الكوني الكبير من هو العراقي ومن اين اتى لماذا حصل كل هذا؟! كيف نستطيع ان نتخلص من كل هذا؟ كيف نستطيع ان نعيد بناء الانسان على اي منصة واي فكرة وفق اي منهج وبأي حس؟. @ ما الحلم الذي يحمله جواد الاسدي للعراق بعد غياب يزيد على 25 سنة؟ ـ حلمي ورغبتي العميقة جدا تتلخص في سؤال واحد كيف استطيع اعادة المشاركة في بناء انسان عراقي يزيح عن كتفه الألم والجوع والعذاب, واعمل على فكرة كيف يعود العراقي للدفء الاول.. دفء الآخر دفء العلاقة مع المعرفة والثقافة وجماليات تكوين الانسان الجديد, غير المشروخ, ولا يمارس وجوده على اساس ان الجوع يدفعه للجريمة والحصار السياسي يدفعه الى التشظي والآلم والامراض المستعصية, ينبغي بناء انسان آخر مختلف. @ هل تعتقد أن اعادة بناء الانسان العراقي هي دور المثقفين القادمين من الخارج؟ ـ لا احب النظرة الفوقية ولا اريد ان يشعر عراقي الداخل او الخارج بأن هؤلاء قادمون ليصادروا الحضور الكبير للعراقيين المتواجديين داخل العراق, وهناك نظرة لدى بعض العراقيين في الداخل بأن هؤلاء القادمين بعد سقوط بغداد كانوا في نزهة سياحية خارج الوطن.. والضيم الذي اصاب العراقيين في الداخل لا يختلف كثيرا عما اصاب الخارجين.. هناك ادباء وكتاب معروفون اصبحوا موزعي جرائد في اوروبا وبعضهم اصبح بقالا او خضارا وهو علم في داخل العراق والوطن العربي, لكن ماذا عليه ان يفعل كي يعيش. والعراقي يظل يحمل العراق بداخله الى الأبد, الارث والتاريخ والحضارة وجمال الموروث العراقي الحقيقي. لم اشعر يوما بفرح حقيقي لعروضي المسرحية طيلة الخمس والعشرين سنة من الاغتراب والعمل خارج العراق, لانني اشعر بالحسرة لانني اعمل على منصة غير عراقية وهذا الحضور والتشجيع ليس عراقيا.. كم تمنيت ان اعمل على المنصة العراقية.. واشعر بأن كل ما قدمته كان مجرد مقدمة للعودة للمسرح العراقي, وربما يعتبرني البعض شخصا شوفينيا او اقليميا باتجاه العراق, لكن كثرة الاحزان التي وقعت بالعراق تجعلني افكر بالعراق اولا.. وعلينا ان نفكر كمسرحيين وفنانين ومبدعين بأن اي نوع من الابداع يجب ان نقدمه الى اهلنا وشعبنا, بالدرجة الاولى وكذلك الناس الموجودون الذين يتوجه لهم الفن لكنني اقول المكان الاول احق بكل ابداع يمكنني ان اقدمه. بكيت السقوط @ كيف يتوقع جواد الاسدي اندماجه في المجتمع العراقي؟ ـ كأي عراقي كنت متسمرا امام التلفاز اشاهد سقوط السلطة وهذا الصنم الكبير واتفرج على العراقيين.. شعرت بمرارة ليس لها مثيل وبكيت بكاء مفزعا, وتساءلت هل حقا هؤلاء هم اهلنا.. وشعرت كم كانت تلك السنوات فادحة التي عاشها العراقيون تحت وطأة هذا الظلم!! والى اين قاده هذا الظلم.. الى هذا المشهد, مشهد السرقة والآلم والجوع والجريمة, وقطاع الطرق واللصوصية. هذه الفكرة لم تكن موجودة قبل عشرين او ثلاثين سنة من مجىء هذه السلطة.. العراقي مبنى على ارث من الكرامة والجمال والحب يتباهى بأسطورته وببابل وآشور ويستحيل ان يقوم بهذه الاعمال التي شاهدناها على شاشات التلفاز. وحينما تحول المشهد بهذا الشكل الجحيمي والشكل الخطر اشعرني بغربة قاتلة وبعد هائل جدا عن هذه الطريقة في ادارة الحياة, وشعرت بعدم انتمائي لهؤلاء!! واعلل نفسي بأن هؤلاء ليسوا العراقيين الحقيقيين الذين اعتادوا اللجوء الى السكوت ولمداواة انفسهم بالكتابة او الكتمان والصمت, هؤلاء طارئون على المشهد العراقي وسيزولون حال عودة العراق للطبيعة المدنية والحياة الطبيعية.. وتساءلت هل استطيع الحياة مع هذا الايقاع؟. ـ ان المشهد الجديد ادخل علينا غربة جديدة مع هذا المشهد الجديد.. وحينما كانت سلطة البعث موجودة والحكم السابق.. كنت اردد دائما.. (الله كم العراق جميل عندما تنهار هذه السلطة) وكنت انتظر عودتي بفارغ الصبر لعراقي العظيم ولذاتي.. لكن المشهد الذي رأيته جعل هذا الحلم ممرغا بالوحل واصبح لديك مأتم جديد اسمه حياة العراقيين الحاضرة.. لان هذه السلطة حولت الشعب العراقي لشعب جاهل لا يعرف نفسه ولا يعرف رغيفه او شارعه. @ كيف يمكنك ان تصف لي احساس المثقف العراقي الذي ذهب للعراق, او ينتظر العودة؟ ـ هناك شغف مذهل بالجمال عند مجموعة كبيرة من العراقيين الذين تواصلت معهم, قسم منهم يشعر باليأس بشكل نهائي.. فقد اعتاد الحياة على اوروبا فكيف يعود لمجتمع اصبح مبنيا على التناقض المفزع والمبني على الجريمة. لكن الكثير الكثير يفكر بالعودة للعراق ليساهم في اعادة البناء.. اعادة الاعمار الثقافي.. وهذا لدى الشعراء, والملحنين والكتاب كون المثقف لا يستطيع الا المساهمة في هذا الجانب من الاعمار الانساني, وعودة البناء الثقافي ضرورة تاريخية.. ان تعود وتتسلل الى وطنك وتبدأ بنبش الواقع لتجد لك اسلوب البناء الذي عليك ان تساهم فيه. @ ما مشاريع جواد الاسدي في الاعمار الثقافي؟ ـ افكر في أن اقيم مشروعا او مركزا ثقافيا له علاقة بمحترف مسرحي اسمه محترف جلجامش للثقافة والفنون وحتى لو بدأت اول مرة بغرفة صغيرة.. لدي الرغبة في أن اوسعه لجذب المسرحيين في الداخل والخارج.. كي نبدأ بجذب الناس للعمل الموسيقي والمسرحي والتشكيلي.. اشعر بحرارة عارمة في العودة والعمل بالعراق واعود للأبناء من جديد داخل العراق. @ ما الدور الاساسي للمثقفين العراقيين داخل العراق؟ ـ علينا التفكير بشكل جماعي او فردي في افتتاح مشاريع نجد لها تمويلا وبناء.. داخل الوطن.. علينا ان نعيد اللحمة العراقية واللمسة العراقية والضحكة العراقية لكل العراقيين, اقول من يستطع افتتاح مشاريع ثقافية فعليه المبادرة ومن لا يستطع فعليه ان ينبش الارض ولا يتعب كي نستطيع تجاوز محنتنا التي اوقعتنا بها السلطة طيلة الثلاثين عاما الماضية.. ونعيد للعراق ثقافته الحقيقية. لا احتمل الأمريكان @ كيف يتوقع جواد عودته للعراق؟ ـ لدي خوف كبير.. خوف خطر وضخم واعتقد انه خوف مبالغ فيه لاني لم اذهب بعد.. لكنه ربما يتلاشى مع عبور الحدود ورؤية الحياة العامة والشوارع.. تزعجني وتقتلني فكرة وجود جندي امريكي يمشي في الشارع.. اشعر به يمشي على قلبي, وجداني او تاريخي واحساسي.. بغض النظر عن أنهم خلصونا من اخطر مجرم على مر التاريخ (صدام حسين) لكن عليهم ان يفهموا ان العراق ليس عراقهم, وهذا التاريخ يعود للناس العراقيين واذا كانوا يرغبون في الاستثمار او اعادة العلاقات الثقافية والاقتصادية.. فعليهم ان يعيدوها مع الحفاظ على استقلالية الناس وكراماتهم لا ان يتحولوا الى كابوس فوق رؤوس البشر, اذا كانوا يدعون المدنية والديمقراطية فعليهم اعادة التفكير مدنيا وديمقراطيا بشكل حقيقي, لايمكن ونحن في القرن الواحد والعشرين ان نخوض مع الشعوب طريقة المحتل القابع على نفوس المواطنين ويقتلهم بشكل يومي.. عليهم ان يدبروا حوارا جديدا مع العراقيين حوارا لمنح الناس في العراق سواء السلطة او الثقافة هامش استقلال.. والتجارة الامريكية والبريطانية تتم مثلما هي في دول الجوار. وعلى الامريكان الا يفكروا في البقاء في العراق لانها ستكون مغطسهم التاريخي.. لانهم يدخلون في الوحل العراقي رويدا رويدا واذا لم ينتبهوا لحالهم فسيهلكون.. جواد الأسدي ـ عراقي ولد في كربلاء ـ تخرج في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد 1974م ـ حصل على الدكتوراة من بلغاريا ـ صوفيا بأطروحة (المسرح العراقي المعاصر ومشاكل العرض المسرحي). ـ أخرج للمعهد العالي للفنون المسرحية ، مسرحية (رأس المملوك جابر) لسعد الله ونوس 1984م . ـ أخرج مسرحية (يرما) لغارسيا لوركا 1984م . ـ أخرج للمسرح الوطني الفلسطيني مسرحية (العائلة توت) للهنغاري شتيفان أوركيني 1983م ، وفازت بجائزتين ذهبيتين في مهرجان قرطاج الدولي 1983 وعرضت في أكثر الدول العربية . ـ أخرج للمسرح الوطني الفلسطيني مسرحية (ثورة الزنج) لمعين بسيسو ، وعرضت على أكثر خشبات المسارح العربية . ـ أخرج (خيوط من فضة) وهي من تأليفه للمسرح الوطني الفلسطيني وفازت بالجائزة الكبرى في مهرجان قرطاج الدولي 1985 م . ـ أخرج مسرحية (ليالي الحصاد) لمحمود دياب وذلك في المسرح القومي السوري 1987م. ـ أخرج مسرحية (الاغتصاب) لسعد الله ونوس . عرضت في مهرجان القاهرة الدولي ، وفازت بجائزة ذهبية للممثلة دلع الرحبي. ـ أخرج مسرحية (تقاسيم على العنبر) وعرضت في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي وفازت بجائزة أحسن إخراج 1993م . وعرضت على مسارح بيروت ودمشق. ـ أخرج مسرحية (مكبث) لوليم شكسبير في أسبانيا ، بغداد ، عمّان و تونس 1993م. ـ أخرج مسرحية (انسوا هاملت) من تأليفه 1994 . عرضت على مسرح الهناجر بالقاهرة. ـ أخرج مسرحية (الخادمتان) على مسرح بيروت 1995م ، ومرة أخرى على مسرح الهناجر 1995 ، ومرة ثالثة في مركز ثقافات العالم ببرلين مع الممثلات العراقيات 1993 كما عرضت في باريس على مسرح ثقافات العالم 1996م. ـ أخرج مسرحية (مندلي) مقتبسة عن (فويسيك) للألماني جورج بوشنر 1996م . ـ أخرج مسرحية (المصطبة) وعرضت على مسرح بيروت 1998م. ـ أخرج مسرحية (مندسي) في المجمع الثقافي 1997م . من مؤلفاته ـ خيوط من فضة ـ نص مسرحي ـ سوناتا الجنون ـ نص مسرحي ـ الموت نصا ـ خشبة النص ـ المخرج ـ مرايا مريم ـ نصوص نثرية ـ انسوا هاملت ـ تقاسيم على العنبر (عن المجمع الثقافي في أبو ظبي) ـ المسرح و الفلسطيني الذي فينا(عن دار الأهالي) ـ آلام ناهدة الرماح سيرة ذاتية للفنانة ناهدة الرماح 2003 ـ فلامنكو / البحث عن كارمن 2003
جواد الأسدي أثناء الحوار
أخبار متعلقة