عزيزي رئيس التحرير
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن الارهاب والارهابيين, وتفاقم التعجب من تسلل اولئك الأوغاد الى مجتمعنا الذي ساد الظن لسنوات طويلة باستحالة وقوع شيء مما وقع فيه, وظهرت حشود من الناصحين للشباب والكتاب والاعلاميين تسرف في ادانتها لما وقع بطريقة محمومة دون بحث حقيقي عن جذور اسباب ما يحدث, فنحن بكل أسف.. مازلنا كما كنا من قبل, لا نعبأ بالظواهر والبوادر المريبة من حولنا ولا نحاول علاج المرض منذ بداية ظهور اعراضه, بل نغمض اعيننا باستهتار واهمال حتى يقع الفأس في الرأس.. وعندها نندم حيث لا ينفع الندم.
ما اريد قوله هو ان ما حدث كان بسبب خلل ما كانت له بوادره المريبة منذ سنوات لكننا تقاعسنا واهملنا حتى استفحل الداء اللعين وتفاقم المرض. ويجب الاعتراف باننا مازلنا مهملين حتى يومنا هذا ونصر على اغماض ابصارنا..
نعم.. ان حكومتنا الرشيدة قد بذلت ومازالت تبذل وسعها في هذا الصدد دون ادنى تفريط, وكذلك رجال الأمن حفظهم الله, ولكن البعض مقصر, بل ومسرف في تقصيره.
انني شاب, واقرأ واسمع كل يوم ما يقوله حشود الناصحين لشريحة الشباب التي أنا منها, لكنني اقول بكل اسف ان هذا لا يفيد!, أنتم مازلتم بعيدين جدا عن موضع الوجع, مازلتم تصرخون في واد ونحن ننوء بمشاكلنا في واد آخر, مازلتم لا تفهموننا ولا تحسون بنا, نحن مهملون منسيون تماما.. هل تظنون ان الالتصاق بكرسي المدرسة والكتاب المدرسي ايام الدراسة, او التسجيل في المراكز والمعاهد الصيفية خلال العطلة او حشد الناصحين ليفيضوا علينا بنصائحهم المكررة امر كاف بالنسبة لنا كشباب؟ لا.. نحن مهملون تماما من قبلكم وانتم مقصرون, بل غافلون عن مشكلة نحن نحس بها اكثر منكم, فالارهابيون ومن يحترفون اللعب بعقول الشباب من الجنسين (شبانا وشابات ليسوا جماعة للعيان) ليلقي المجتمع بحمل مكافحتهم على كاهل رجال الأمن الذي برز دورهم بشكل فعال دون تقصير, انهم متنكرون في مجالات عملهم ويستغلون كل نشاط يمارسونه لبث افكارهم. ادم حاتم عبدالخالق