DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

منظرو الدولة الدينية يخدمون أهداف بن لادن

منظرو الدولة الدينية يخدمون أهداف بن لادن

منظرو الدولة الدينية يخدمون أهداف بن لادن
منظرو الدولة الدينية يخدمون أهداف بن لادن
وصف قينان الغامدي رئيس تحرير الوطن السابق والكاتب المعروف حواره الجدلي مع د. سعد البريك حول الدولة المدنية والدولة الدينية, والذي اثار حراكا كبيرا في المشهد الثقافي والاعلامي, بحوار ساذج لكونه يتناول مسألة بديهية ذلك ان بلادنا مدنية ولا يمكن ان تكون دينية بأي حال من الاحوال لافتا الى ان ردود الامير طلال بن عبدالعزيز والامير تركي الفيصل في ذات الموضوع انما تمثل رأيا وموقفا سليما كما ان تأسيس المملكة قام على الكتاب والسنة ولا فرق بين الحاكم والمحكوم. ولا يتفق قينان مع الرأي القائل بأنه حاول توريط د. البريك مع الدوائر الرسمية عندما المح الى انه يمارس ارهابا فكريا في ردوده وان ما يطرحه البريك يتفق مع اطروحات (بن لادن) في تأسيس دولة الخلافة.. وقال: ربما يكون البريك مخدوعا بهذه الشعارات وحاولت تنبيهه كي يتراجع. وقال الغامدي في حديث مطول لـ«اليوم» ان من يؤيدون الدولة الدينية ويسفهون الدولة المدنية انما يتوافقون مع اطروحات تيار الاسلام السياسي الذي يحاول تسيير البلاد كيفما يريد بل ان هذه الاطروحات انما تخدم اهداف (ابن لادن) في تأسيس دولة الخلافة. ويرى الغامدي ان بيان الـ(61) وموقف المعارضين لعمل المرأة في محلات المستلزمات النسائية انما يكشف عن فكر تيار الاسلام وقد كشف العديد منهم الى الملأ وكشف هذا التيار داعيا الى مشروع وطني فكري كبير مع هؤلاء على ان يشارك فيه عدد من العلماء ممن تراجعوا عن هذا الفكر. وفي سياق حديثه حول تجربته الصحفية اكد قينان انه لم يتنكر للدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير عكاظ.. وقال: لازلت اكرر ان د. هاشم هو استاذي ومعلمي وله فضل كبير في ما وصلت اليه. قينان لا يعتبر نفسه مدافعا عن هيئة الصحفيين او متحدثا باسمها كما يتردد في الوسط الاعلامي بل هو مستعد لانتقادها بل وسلخها عرضا وطولا متى ما استدعى الامر. الحوار يتطرق الى كثير من القضايا الشائكة وتجارب قينان في عكاظ والبلاد والوطن وظروف استقالته من الوطن عطفا على كثير من القضايا. نبدأ الحديث بالجدل حول الدولة المدنية والدينية.. هل تعتقد ان هذا التباين بين التيارين اي الليبرالي والاسلامي المتشدد.. هل تعتقد ان هذا التباين يعكس محاولة لاقتناص مكاسب اكبر في الدوائر الرسمية من كلا التيارين؟ - اولا مبدأ الحوار هو مبدأ جيد وهو سبيل لاي بلد او منظمة او مؤسسة في العالم للخروج من مآزقها ومشاكلها, اما ما يخص حوار الدولة المدنية والدولة الدينية فهو حوار ساذج ولا معنى له في هذا الزمن لاننا نحن نتجادل حول «بديهية».. لأن الدولة اي دولة الآن لا يمكن ان تكون الا «مدنية» ولا يمكن لاي دولة ان تكون دينية فحتى الدول الدينية تعتبر حديثة النشأة في العالم الاسلامي مثل ايران وطالبان.. وبالنسبة لطالبان فقد انقرضت فهي كانت اشبه ما تكون بعشيرة يتحكم فيها شيخ, اما اذا اخذنا ايران كنموذج للدولة الدينية فهي دولة دينية في المنشأ عندما جاء «الخميني» وقام بتأسيس ولاية الفقيه وبالفعل لا يزال للفقيه سلطاته النافذة ولكنها اي ايران في التفاصيل هي دولة مدنية لان لديها مؤسسات المجتمع المدني فحتى «نجاد» لم يصبح رئيسا الا بالانتخابات مما يعني ان ايران دولة مدنية. اعود للحوار حول الدولة المدنية والدولة الدينية واقول ان اصله ساذج وإنني عندما كتبت في هذا الشأن لم اكن اتوقع ان يأخذ هذا البعد لأن المسألة بديهية ولكن استغربت من رد د. سعد البريك حينما تهجم على الدولة المدنية ومفاهيم الدولة المدنية وصب هجومه على الليبراليين والعلمانيين.. وعندما بدأت بالرد فقط لأوضح له ان الاسلام ليس فيه دولة دينية فالاسلام من اساسه مدني, فالرسول صلى الله عليه وسلم عندما بدأ في دولة المدينة وقد كانت دولة دعوة قابلة للتوسع, الا ان الدولة ذاتها كانت دولة مدنية لان اليهود والنصارى كانوا يعيشون في ظلها.. وهذا التعدد الديني لا يمكن ان يكون الا في دولة مدنية اما الدولة الدينية فهي لا تقبل الا المذهب وليس الدين فقط اي الدين والمذهب. اذا كان الحوار ساذجا من اساسه فلماذا مضيت فيه؟ - كنت اتصور ان المسألة بديهية واحاول التنبيه اليها ولكن وجدت ان الطرف الآخر قام بالرد في صفحة كاملة في جريدة الوطن ليخبرنا ان الدولة الدينية هي الاساس ويرى ان دولتنا هي دولة دينية مما اضطرني الى الرد عليه لابين له ان دولتنا ليست دينية ولا يمكن ان تكون دينية واضطررت ان اقول ان منشأ هذا الفهم للدولة الدينية هو هدف تيار سياسي يستخدم الاسلام واضطررت ان اوضح منشأ هذا التيار عندما امتزج تيار الاخوان التنظيمي بالتيار السلفي المتشدد.. فالتيار السلفي ليس لديه اجندة سياسية فهو يعمل ضمن دائرة الفقه ولكن هذا التيار قد ينشأ منه عنف كما حدث في ايام الملك عبدالعزيز مع الاخوان ثم نشأ منه عنف مرة اخرى مع حركة جهيمان الا ان هذا التيار السلفي ليس لديه اجندة سياسية منظمة بعكس الاخوان المسلمين الذين يمتلكون الاجندة السياسية المنظمة.. لذا قام الاخوان المسلمون باستغلال التيار السلفي المتشدد مما ادى الى نشوء «تيار الاسلام السياسي» الذي يجتاح العالم الاسلامي بأكمله وليس السعودية فقط.. هذا التيار يريد تأسيس او تكوين «دولة الخلافة» التي يروج لها ابن لادن وسعد الفقيه.. واود ان اشير ان تيار الاسلام السياسي هدفه السلطة بأي صورة من الصورة.. اعود لاقول ان صورة الدولة الدينية يتجسد في حكومة حماس مثلا فهي اختارت الرئيس عبر انتخابات اي بنظام مدني ولكن الرئيس لا يحكم انما الذي يحكم هو خالد مشعل في دمشق وهو مدير المكتب السياسي.. وهذه هي صورة الدولة الدينية. * لكنهم يقولون في رؤية مختلفة ان هناك توأمة وشراكة لهذا التيار مع مشروع الملك عبدالعزيز الوحدوي.. ولماذا برأيك تم التركيز على هذه النقطة؟ - اولا هم يخوضون في ميدان سياسي لا يفهمون فيه فالمصطلحات السياسية لا يمكن تكييفها حسب امزجتنا فالمصطلحات السياسية لها مصطلحاتها وضوابطها واطرها.. الدولة المدنية هي اطار لذا يمكن ان يكون الاسلام ضمن اطار الدولة المدنية فتصبح دولة مدنية مسلمة.. وقد تكون المسيحية ضمن اطار الدولة المدنية فتصبح دولة مدنية مسيحية وهكذا.. الدولة المدنية تنادي بقيم اساسية ثابتة وهي الحرية والعدل والمساواة وهذه القيم هي جوهر الاسلام.. اما ما يخص او ما يشار له بخصوص التوأمة والشراكة مع الملك عبدالعزيز فانه قبل الملك عبدالعزيز اي تحديدا في عهد الامام محمد بن سعود فان الامام عندما التقى بالشيخ محمد بن عبدالوهاب في الدرعية كان العقد المبرم بينهما واضحا فالامام محمد بن سعود هو رجل السلطة والسياسة اما الشيخ محمد فهو رجل الدين فالشيخ محمد كان مستشارا للامام فتكمن مهمته في الاصلاح الديني للقضاء على البدع والخرافات.. اما السلطة فهي للامام محمد بن سعود لذا لم يكن الشيخ محمد بن عبدالوهاب شريكا في الحكم بل مستشارا للحاكم.. وهذه الفكرة انتقلت الى الدولة السعودية الثانية اما الدولة السعودية الثالثة فهي لم تقم على اكتاف رجال الدين حيث ان الاربعين رجلا الذين دخلوا مع الملك عبدالعزيز الى الرياض هم ليسوا من العلماء ولا من الفقهاء ولكنهم رجال سياسة ورجال حرب, وبعد ان توطد الامر للملك عبدالعزيز في مدينة الرياض قام باستدعاء العلماء للاستفادة منهم.. ولم يكونوا شركاء معه ابدا بل كانوا مستشارين.. وهنا ينطبق مفهوم الدولة المدنية على هذا النموذج بحيث الحكم لأهل السلطة والسياسة اما العلماء فدورهم استشاري ويعاملون مثلهم مثل البقية. * ولكن انت تعرف مدى تأثيرهم وهناك من يرى انه كان لهم دور في اخراجك من كرسي الرئاسة (الوطن)؟ - لا مشكلة.. في ظل الدولة المدنية لا بأس من التأثيرات فمثلا عندما يفوز حزب العمال في بريطانيا فالتأثير الاقوى يكون لحزب العمال.. وعندما يسقط حزب العمال ويفوز حزب آخر فالتأثير الاقوى يكون للحزب الآخر.. هذا في ظل الدولة المدنية.. وعندما نأخذ المملكة العربية السعودية كدولة مدنية فان العلماء والفقهاء يؤثرون.. وكذلك رجال المال والاقتصاد يؤثرون كما حدث في القرارات والمواقف الاخيرة لخدمة سوق المال وهذا لم يأت الا بعد تأثيرات وتجاذبات من قبل رجال المال والاقتصاد مما اضطر الى التدخل, لذا فان صانع القرار في الدولة المدنية لابد ان يستجيب لتأثير الاغلبية. الاغلبية الآن - من الناحية الدينية - هم ليسوا اصحاب تيار «الاسلام السياسي» ذلك ان المنظرين الواعين لاهداف التيار هم قلة اما الاتباع وهم الاكثرية فإنهم لا يعلمون ولا يدركون دوافع واهداف هذا التيار وانما استغلت فطرتهم.. فنحن مجتمع متدين لذا فانه عندما بدأت ما يسمى بـ»الصحوة» في السعودية وهو تيار اسلامي سياسي قام باستغلال مكونات الدولة وبدأ يتغلغل في جميع مفاصل المجتمع وعندما جاء هذا التيار. اوغل في «الاسلمة» فهناك خياط اسلامي وزواج اسلامي ومقهى اسلامي وهذا الامر في طياته فيه نفي للآخر لاننا عندما نقول عن زواج ما انه اسلامي او خياط بانه اسلامي فان الآخر غير اسلامي. اذا لماذا لا تتعاطف في اطروحاتك مع التيارات الاسلامية المتسامحة؟ ثم هل تعتقد ان بعض التيارات التي بدأت تتغير نبرتها من نبرة متشددة الى نبرة متسامحة انما هي في واقع الامر تعيد ترتيب اوراقها وحساباتها؟ - اعتقد ذلك ولكنهم قلة.. ولكن دعني اقل لك ان هناك عددا ممن كنا نسميهم «الدعاة» وهم من ظهروا في مطلع التسعينات وهي المرة الاولى التي يكشف فيها تيار الاسلام السياسي عن نفسه عندما استندت الدولة الى فتوى من الشيخ بن باز يرحمه الله واستعانت بالقوات الاجنبية من اجل دحر العدوان العراقي على الكويت والذي كان يهدد المملكة ايضا.. في تلك الفترة ظهر التيار من خلال الخطب من على المنابر وبعضهم خطأ الشيخ بن باز يرحمه الله لأنه اصدر تلك الفتوى, هذا التيار عدد منهم وهم معروفون تراجعوا عن هذا الخط بل ان بعضهم - وهذه قراءة شخصية محضة - ربما اكتشف فعلا الدوافع الحقيقية لهذا التيار. اذا تراجعوا فلماذا لا يكشفون للدولة مخططات هذا التيار حتى تبدو الصورة اوضح وكذلك لمساعدة الدولة في تفكيك الخلايا؟ - اعتقد ان واجب اي احد منهم اذا تراجع فان تراجعه لا يكفي بل لابد ان يكشف عن مخططاتهم.. ولكن لا استطيع تحديد اسماء بعينها ان كانوا تراجعوا بعد ان اكتشفوا ما اكتشفوا في هذا التيار ام انهم هم شخصيا تبدلت قناعاتهم. هل استغل قينان الغامدي الجدل حول الدولة المدنية والدولة الدينية للاقتصاص لنفسه من تيار الاسلام السياسي خاصة بعدما تكبد من خسائر نفسية واجتماعية ومعنوية نتيجة مواجهاته وصداماته مع ذات التيار؟ - اولا مع احترامي لتعاطف عدد من الاخوة مع وضعي فانني في الحقيقة احب ان اوضح اني لم أمن بخسائر فادحة وبالفعل خسرت موقعي في رئاسة تحرير الوطن ربما بسبب هذا التيار وربما لاسباب اخرى لا داعي للخوض فيها.. ولكن انا لم أمن بخسائر فادحة فانا لازالت كاتبا يوميا في الصحيفة التي كنت ارأس تحريرها «الوطن» كما انني عضو مجلس ادارة في نفس المؤسسة, وردا على ما ورد في السؤال حول الخسائر فانا احظى برعاية كبرى واهتمام كبير جدا من الدولة سواء من كبار الامراء او الوزراء فانا لم اشعر في يوم ما اني منبوذ او مطرود.. فالرعاية هذه احظى بها من اعلى القيادة الملك وسمو ولي عهده وكذلك من الامير سلمان والامير نايف فانا مكرم ومعزز اكثر مما كنت عليه عندما كنت رئيس تحرير. الخسارة لا تعني بالضرورة ان تكون منبوذا او مطرودا؟ - نعم خسرت موقعي ولكن لا مشكلة ولكن عوضت بأشياء افضل من الموقع. هل تم التعويض بأموال؟ - ليست هناك داع لان اخبرك ان كان التعويض ماديا او معنويا والاهم ان اكون معززا ومكرما في وطني بالاضافة الى اني اقول كلمتي بكل حرية وهذا اكبر تكريم احظى به من الدولة لان اقول كلمتي بكل حرية. تقول كامل الحقائق بكامل الحرية؟ - اعتقد انه في ظل الظروف الحالية للمملكة فانا اقول الحقائق كاملة بكامل حريتي في ظل الظروف التي اعرفها وايضا في ظل السقف الذي اعرفه.. دعنا نعد الى موضوع تيار «الاسلام السياسي» فانا موقفي من هذا التيار حتى من قبل ان اكون رئيس تحرير للوطن وقبل ان يقال انني خسرت بسببه.. اولا بأمانة دعني اقل لك اني لم اخسر موقعي بسبب هذا التيار قد يكون له دور ولكن لم اخسر بسببه, ودعني انتقل ايضا الى موضوع الدولة المدنية والدولة الدينية اذ لم يكن بذهني ان يكون هناك حوار مع سعد البريك ولكن رأيته على مدار (4) اشهر وهو يدور حول سوء الدولة المدنية والتهجم على الليبراليين فاردت ان ابين له اننا نعيش في دولة مدنية. هل تعتقد ان د. سعد البريك مارس ارهابا فكريا في اطروحاته؟ - اعتقد ذلك.. وقد نبهته وقلت له اذا كنت انت تعرف ان هذه هي اطروحات «الاسلام السياسي في السعودية وتوافقهم عليها فلابد ان تراجع حساباتك وان كنت لا تدري فانتبه لانهم سيستغلون هذه الاطروحات التي تقدمها فهي توافقهم في الرأي. اذا انت تحاول تأليب الدوائر الرسمية على د. سعد البريك؟ - كلا ليس كذلك.. انا احاول تنبيهه.. لان تيار الاسلام السياسي قد يستغل مواقف كهذه ابشع استغلال بما يسيء للوطن, ودعني اخبرك كيف يسيء هذا التيار فهم الامور واستغلال الاحداث فمثلا قبل سنتين صدر قرار مجلس الوزراء باجبار محلات الملابس والمستلزمات النسائية بتوظيف سعوديات وقد تمت دراسته في وزارة العمل قبل ان يصبح د. غازي القصيبي وزيرا للعمل ومن ثم تمت دراسته في شعبة الخبراء بمجلس الوزراء والسؤال هنا: لماذا لم يتخذ هذا التيار هذا الموقف الحالي عندما صدر القرار آنذاك؟! هذا التيار للاسف الشديد يعتقد ان د. القصيبي هو من يقف خلف هذا القرار علما بانه في وقت دراسة القرار وبحث تفاصيله كان وزيرا للمياه وعندما صدر القرار ولكن لان هناك تأزما تاريخيا لدى التيار تجاه القصيبي ولديه فوبيا اسمها القصيبي لذا عندما جاء موعد تطبيق القرار كان قبل ذلك قام بحملة شرسة عبر الانترنت والرسائل والبرقيات فلم ير جدوى مما اضطره الى استغلال المؤسسة الرسمية السلفية التي نجلها ونحترمها ونقبل ما يأتي منها فتخيل نفسك في مكان «المفتي» وتتلقى يوميا (300) مكالمة و(200) رسالة فاصبح هناك ضغط ومحاولة لتشويه صورة القرار والقصيبي وتم تفسير القرار بشكل خاطىء فهناك من ذهب الى تأويلات بعيدة وكأننا في «لندن» مثلا. ولا شك ان الضغوط تؤثر علما بان النساء يبعن في الاسواق وفي بسطات في الاسواق الشعبية والاماكن العامة منذ زمن طويل فهل من الافضل ضمن سياق هذا القرار ان تشتري المرأة من امرأة مثلها. هل ترى ان صحيفة المدينة انحازت لسعد البريك؟ - تمنيت ان تكون صحيفة المدينة منحازة للبريك لان الانحياز في حد المدينة وعي ولكنها لم تكن منحازة اما موقف صحيفة المديني مني انا شخصيا فكان جهلا مهنيا مع الاسف الشديد. هل ستنشر رد د. سعد البريك فيما لو كنت حتى الآن رئيسا لتحرير الوطن؟ - طبعا بل انا من اشد المنادين منذ بدء العمليات الارهابية لو تتبعت الخط الفكري الذي انتهجه لوجدتني اطالب دوما بأن يظهر هؤلاء على السطح حتى وان لم يكونوا منخدعين بفكر الاسلام السياسي بل مقنعين فيه من اجل ان نتحاور معه. هناك من يرى ان تأجيل قرار توظيف المرأة في محلات بيع المستلزمات النسائية يعتبر مكسبا لذلك التيار لذا حاولوا تعزيز هذا المكسب السياسي من خلال اصدار البيان ومحاولة الضغط اكثر واكثر.. هل تتفق مع هذه الرؤية؟ - بالطبع اعتبروه مكسبا.. والنقطة الاخرى مع الاسف الشديد فان كانوا يدركون اهداف تيار الاسلام السياسي فانهم يسيرون في ركابه ويعتبرون ما حدث لتأجيل قرار توظيف المرأة في المحلات النسائية مكسبا كما ان هؤلاء ممن مارسوا الضغط هم ممن يؤمنون ويقتنعون بالتيار الاسلامي اما ان كانوا مخدوعين فهي فرصة لان نحاورهم. هل انت من ضمن العصابة المشار اليها في بيان الـ(61)؟ - والله لا اعلم.. اما اذا كانوا يقصدون النافذين في المؤسسات الرسمية فان مجلس الوزراء كله نافذ ولا يوجد وزير في السعودية ليس نافذا كما ان مجلس الشورى ككتلة ايضا نافذ.. اذا اين العصابة التي يقصدونها فهل يعتبرون مجلس الوزراء وشعبة الخبراء في الديوان الملكي ومجلس الوزراء والهيئات الرقابية هل هذه الكيانات في نظرهم يتآمرون على البلد. ألم يكن من المفترض في لجنة المناصحة ان تتحاور مع الموقعين على البيان؟ - لجنة المناصحة وهي جهد تشكر عليه وزارة الداخلية - وضعت لمن قبضت عليهم الوزارة وهم يحملون هذا الفكر لكي تقوم بتنويرهم, ولكن هنا نقطة مهمة للغاية حيث انني ارجو ان لا يكون ضمن لجنة المناصحة من لديه قناعة مخدوع بها لذا كيف يناصح من يحمل نفس الفكر.. كما آمل ان لا تكون لجنة مناصحة فقط وانما يكون هناك هيئة للحوار لان كثيرا ممن يحملون هذا الفكر اساتذة في الجامعات وايضا قضاة لذا ينبغي ان يدعوا الى مناظرات حوارية طويلة جدا يشارك بها متخصصون من اجل تنويرهم ويتم اقناعهم بأن ما يحملونه من فكر سياسي خطر عليهم وعلى البلاد وتنويرهم باننا جميعنا مسلمون وراضون ببلدنا وتشريعاتنا ونريد لدولتنا ان تتطور مدنيا لنعيش جميعا في وئام وسلام.. اما ان كان هؤلاء مخدوعين فيتم تنويرهم.. وهذه فرصة تاريخية لان التيار كشف عن نفسه واصبح معروفا ان هناك تيار اسلام سياسي. وانتم كليبراليين مرتاحون لهذا الكشف؟ - دعني اقل شيئا انا ضد التصنيف لان الليبرالية في بيئتها الاولية ومنشئها الاساسي هي طريقة تفكير وليست عقيدة.. اعجبني قول للاستاذ ادريس الدريس في احد الحوارات معه عندما قال: (انا ليبرالي التفكير, اسلامي العقيدة). لذا آمل من الراديكاليين ان يتحولوا الى الليبرالية في التفكير لان الليبرالية ليست (سبة) وليست حزبا او منظمة بل هي طريقة تفكير اي ممكن اختزالها في عبارة (رأيك خطأ يحتمل الصواب، ورأيي صواب يحتمل الخطأ) لذا فالليبرالية منهجية تفكر في قبول الاخر وتقبله واحترامه. اما ما فعله د.سعد البريك عندما قسم البلد الى فسطاطين هما الليبراليون وهم (شرذمة وفئة قليلة ومتهاوية) كما ذكر اما الاغلبية فهم الدينيون. واستغرب من هذا التصنيف وهذا كلام مردود عليه فمثلا د. سلمان العودة ليبرالي مسلم يفهم الاسلام ويوضحه متحدثا بلغة العصر وانا سعيد جدا بهذا التطور الذي وصل اليه العودة وقد اطلقت عليه في النادي الادبي بجدة لقب (المفكر). ردان مهمان ضمن سياق الحوار حول الدولة المدنية والدولة الدينية كان هناك ردان مهمان الاول للامير طلال بن عبدالعزيز ونشر تحت عنوان (ولي الامر هو الحاكم) ومقال الامير تركي الفيصل (الولاة هم الحكام وطاعتهم واجبة اما العلماء فهم مستشارون).. الا تعتقد ان هذين الرأيين عندما نشرا كانا حاسمين للموضوع وهل نستطيع القول ان هذين الردين يعبران عن الموقف والرأي الرسمي للدولة؟ - بالطبع يعبران عن موقف الدولة لأن الامير تركي الفيصل عندما رد في جريدة الشرق الاوسط كان آنذاك رئيسا للاستخبارات العامة والامير طلال بن عبدالعزيز هو ابن المؤسس وشقيق الملك.. ولم يحدث في تاريخ الدولة الاسلامية ان قام احد بالدعوة لان تكون الدولة دينية. ولو عدنا الى مقال الامير تركي الفيصل حيث بحث في هذه المسألة في عمق التراث الاسلامي حيث لم يجد سوى روايات ضعيفة تقول انه لابد ان يكون الحكم شراكة بين العلماء والسلاطين. ولكن هذا لم يحدث في تاريخ الاسلام ابدا وكما ذكرت فحتى دولة ايران وهي منشؤها ديني ولكن اضطرت ان تكون مدنية في تفاصيلها. ضمن هذا التنظير هل تعتقد ان قينان الغامدي هو النموذج الانسب لمناقشة هكذا محور فكري معقد ام انك تحدثت عندما صمت الاخرون؟ - لست الانسب ولكن كل ماهنالك انني كاتب مهموم بالشؤون العامة وعندما رأيت ما اعتقد انه خطأ اردت فقط تصحيحه والا لست انا الجدير بالتصدي لامر كهذا في التنظير علما بأن المسألة بديهية. المتشددون هناك من يرى ان المتشددين تحركوا في هذه الفترة بعد ان شعروا ان البساط بدأ يسحب من تحتهم من قبل تيارات اخرى بدأت تنمو وبشكل سريع وتأخذ وضعا مقبولا هل تتفق مع هذه الرؤية؟ - اي فريق لديه مكتسبات غير مشروعة حتما يجد في الدولة المدنية شبحا مخيفا لان الدولة المدنية دولة شفافة ودولة رقابة وحساب اذ لا يمكن لفريق ان يتفوق على فريق لمجرد عقيدته اونسبه او قرابته, الكفاءة هي المعيار في الدولة المدنية كما ان الناس فيها سواسية كأسنان المشط كما في الاسلام لا فضل لعربي على عجمي الا بالتقوى، هذه التقوى لو سحبناها الى النموذج المدني فهي تعادل الكفاءة. اصلاحية ملموسة اذا كيف تستشرف مستقبل تأثيرهم في القرارات والاجهزة خاصة ان هناك خطوات اصلاحية ملموسة؟ - اولا اعتقد - شخصيا - انه لا خوف على الخطوات الاصلاحية التي ستسير الدولة فيها لانها خطوات تنبع من رغبة صادقة في الاصلاح الحقيقي بما ينسجم مع البديهيات التاريخية التي لابد ان نسير في ركابها. ومن الطبيعي ان هؤلاء يشكلون معوقات ولكن اعتقد انه كلما اتسعت دائرة الحوار حول ما يعتقدون من خطأ ازدادوا هم تنويرا في هذا الجانب لان الدين الاسلامي هو دين العقل والحرية والحياة وليس دين الموت، الذين يروجون للموت من خلال العمليات الارهابية هم ضد الاسلام مباشرة . - لا يكفيني ان يقول أي قائل (اشجب العمليات الارهابية ولكن الجهاد مباح) هذا امر غير مقبول المفترض والمعقول ان تكون الاقوال كاملة ومنسجمة في سياق واحد ومفصل ومن ذوي الاختصاص. اما من يقول ان عمل المرأة في محلات المستلزمات النسائية بحيث تبيع المرأة للمرأة عمل غير مباح ويفضي الى الفضائح والانحلال.. هذا الرأي ينسجم مباشرة مع تنظيم القاعدة الذي يروج دوما وفي كل مرة ان في بلاد الحرمين فجورا وفسقا واخراجا للمرأة عن عفافها، هناك من يقولها ببراءة لانه متشدد في حين لا يؤيد (ابن لادن) ولكنه في واقع الامر ان اطروحاته تتفق مع فكر (ابن لادن) من حيث شاء ام ابى. بيان الـ 61 الى اي مدى تتفق مع من يرى ان بيان الـ(61) يمثل تهديدا مبطنا؟ - قد يكون تهديدا مبطنا وقد يكون ان من اصدروا البيان هم من المخدوعين بالشعارات التي يرفعونها وقد لا يعون ان التيار الذي حقنهم بهذه الشعارات له اهداف سياسية وقد يكون تم توظيفهم من قبل من الذين يعون ويدركون اهداف تيار الاسلام السياسي. هؤلاء ايضا من هم الذين يعون ويدركون اهداف تيار الاسلام السياسي؟ - لا اعرف.. ولا اعرف اسماء بعينها انا لا أقرأ نوايا احد ولكن اتحدث عن نتائج امامنا على الارض، اما القاعدة العريضة من الشباب ممن يقتنعون بافكار التشدد فأنا ابرئهم من فهم سياسي وانما هم حطب دفعتهم فطرتهم الى هذا الامر لانهم فهموا الدين هكذا واستقوا الدين من قناة واحدة. تقويض التيار برأيك ما المشروع الكفيل بتقويض التيار المتشدد وإبعاده عن العنف؟ - الدولة ممثلة في وزارة الداخلية تكافح الارهاب ببسالة ونجاح ومن كثرة التجارب اصبح رجال الامن عندنا متميزين في كشف مخططاتهم واماكنهم ولكن لابد من مشروع فكري اكبر واضخم لتفكيك الخطاب المتشدد من الداخل وان يعلن ذلك للناس وان تتم الاستعانة في المشروع بمن تراجعوا عن التشدد لانهم من داخل التيار ومن داخل الخطاب. لماذا تهاجم دوما وزارة التربية والتعليم وتتحدث عن المدارس وكأنها تفرخ الارهاب عطفا على نقدك الحاد للمناهج في حين انك انت درست ذات المناهج ولم تصبح ارهابيا او متشددا هل لك موقف خاص وذاتي من الوزارة خاصة انك كنت معلما في يوم من الايام؟. - دعني اتحدث اولا حول موضوع المناهج فالمناهج التي درستها تختلف عن التي درست لابنائي فالمناهج التي درستها قبل اكثر من (20) سنة تم اغتيالها حيث دخل تيار الاسلام السياسي بكامل قبضته وقام بتكييف هذه المناهج وفقا لأهدافه بالنسبة لي درست بالمعهد العلمي بالطائف وهو من المعاهد الدينية ولكنني انا ومعي زملائي الذين درسوا معي لم نخرج متشددين لان اساتذتنا لم يكن لهم اجندة بل كنا ندرس ونتناقش في مختلف الفلسفات والمذاهب الاسلامية وغير الاسلامية ايضا واعود لأقول انه ليس لي موقف شخصي من الوزارة فانا من اكثر الكاسبين فقد عملت معلما ومدير مدرسة وسمح لي ان انتسب لجامعة الامام وكذلك كلية المعلمين وحصلت على شهادتي الجامعة والكلية في سنة واحدة. هذا التخوف الايزال لديك تخوف من ان تستغل المدارس من قبل المتشددين؟ - لايزال لدى ذات التخوف مالم تتحرك وزارة التربية والتعليم وانا ضد اقصاء المعلمين المتشددين ولكن انا مع الحوار ان نحاورهم حتى يتقنعوا انهم على خطأ. اذا لم يقتنعوا؟ - يتم اقصاؤهم اذا لم يقتنعوا. ولكن في البداية لابد ان نعطيهم فرصة كي يقتنعوا اما الاقصاء فهو ليس حلا لانه اذا تم اقصاؤه فانه سيتحول من النور الى الظلام وبالتالي يصبح قنابل موقوتة. هيئة الصحفيين لماذا انت المدافع الوحيد عن هيئة الصحفيين حتى اصبح يطلق عليك المتحدث باسم الهيئة هل لانك دخلت ضمن تكتل رئاسي معين مثلا؟ - مع الاسف الشديد ان كثيرا من الاخوان الذين ينتقدون هيئة الصحفيين يبدو لي انهم لم يقرأوا نظام الهيئة اولا. وثانيا هم لا يعرفون ماذا يريدون من الهيئة سوى ان تصبح مثل هيئة الصحفيين في لندن او باريس. وما المانع؟ - المانع ان هناك محددات نظامية لابد من السير في ركابها املي في ان تصبح بحجم دولي ولكن هذا يظل طموحا ولكن الامور تأتي خطوة خطوة فالهيئة حتى الان انجزت مقرا لها في الرياض وانشأت لجانا في المناطق واخرها لجنة مكة المكرمة كما ان الهيئة بصدد انجاز جائزة سنوية للصحفيين السعوديين وكذلك مؤتمر للصحفيين السعوديين كما ان الهيئة رغم عدم اقتناعها بحصول الصحفيين على تخفيض في المستشفيات او الخطوط او للخدمات الاخرى الا انها تعمل على هكذا مشروع كما ان لدى الهيئة مشروعا تدريبيا ضخما خارج المملكة. والى متى? نسمع بهذا الحديث منذ تأسيس الهيئة الم يكن من الاجدر بالهيئة ان تجتمع بمجموعة كبيرة من الصحفيين وتستمع الى همومهم ورؤاهم وافكارهم؟ - الهيئة ليست سلطة تنفيذية بل هي سلطة (رجائية) اي انها تتمنى وهناك ادوات (رجائية) تستخدمها الهيئة. الروح الانتقادية الواثبة التي يتمتع بها قينان الغامدي تنطمس وتتراجع حين الحديث عن الهيئة؟ - يا أخي الكريم اولا انا لست مستفيداً من الهيئة شيئا فانا لا تنقصني وجاهة حتى تضيفها لي الهيئة ولاينقصني حرية فتضيفها لي الهيئة ولاتنقصني مادة لان الهيئة لا تعطينا شيئا فنحن نجتمع (بلاش) ونسافر (بلاش) اي من حساباتنا الخاصة اريد مبررا واحدا لانتقد الهيئة وانا مستعد حينئذ ان اسلخ الهيئة عرضا وطولا، انا لا احابي الهيئة. في الاونة الاخيرة وخاصة بعد دخولك الهيئة بدأت تنمو علاقتك الودية مع تركي السديري؟ - وما المانع .. للمعلومية علاقتي بالاستاذ تركي السديري لم تزد ولم تنقص عن قبل فعلاقتي به منذ كنت نائب رئيس تحرير في (عكاظ). تبدو وفيا له كثيرا فلماذا لا يكون هذا الوفاء للدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير عكاظ؟ - د. هاشم عبده هاشم استاذي ومعلمي وهو اول من اتاح لي فرصة ان ادخل الى هذا الميدان فانا لم اتنكر له. هل لا زلت تذكر له هذا الفضل؟ - بالتأكيد اذكر له هذا الفضل في كل مناسبة واذكره لك الان فانا دخلت عكاظ كمراسل في الطائف وخلال سنتين انتقلت الى جدة كسكرتير تحرير ثم مدير تحرير ثم نائب رئيس تحرير وقضيت قرابة (12) سنة نائبا لرئيس التحرير في عكاظ وانا ادين للدكتور هاشم بهذا الفضل. انا و«البلاد» انتقل معك الى (البلاد) بعض الصحفيين ولكن بعد ذلك تركتهم وذهبت للوطن ومنهم من تعرض لظروف سيئة في البلاد. الا تشعر بتأنيب ضمير على ماحدث لهؤلاء؟ - اولا لم ينتقل معي اي احد من اي مؤسسة صحفية الى (البلاد) وهو على رأس عمله عدا شخص واحد وهو منصور عثمان اما بقية الزملاء والزميلات فكانوا اما في بيوتهم او يعملون في شركات غير مؤسساتهم الصحفية. اما انني تركتهم نهبا في (البلاد) فهذا غير صحيح فانا تركت البلاد وهي تبيع وتوزع (22-23) الف نسخة بعد ان كان توزيعها لا يتجاوز (1200) نسخة عندما اتيت انا وبعض الزملاء لذلك اعتقد انني تركتهم في صحيفة محترمة وبدخل اعلاني جيد وكثير منهم تركوا البلاد بعد ان انتقلت الى (الوطن)، وهذا هو حال الصحافة تمرض ولكنها لا تموت وهذا هو الحال مع (البلاد) فاذا وجدت لها حالة الانعاش كما حدث في عهد نخبة الزملاء الذين تضافرت جهودهم وانتشلوا (البلاد) من وهدتها فاعتقد انه من الممكن ان تعود الى سابق عهدها وافضل. من اثر في الاخر وصنع شكل الاخر وروحه هل شكل قينان هوية (الوطن). ام ان (الوطن) اعادت تشكيل شخصية قينان؟ - صعب الفصل. ولكن اقول ان مؤسسة عسير افادتني كثيرا وازعم انها افادتني اكثر مما افدتها لانها اتاحت لي فرصة قبل صدور (الوطن) ان اخرج للعالم المتحضر ورأيت تجارب صحفية رائدة في بريطانيا وامريكا وعشت هذه التجارب من داخل تلك المؤسسات الصحفية العريقة فقد قضيت اسابيع اعمل واتدرب في تلك المؤسسات واستفدت ان التقيت مع رؤساء تحرير لا ابدو شيئا امامهم كصحف (الفاينانشال تايمز) او (الاندبندنت) هؤلاء الرؤساء ان طالت المدة على واحد منهم فلابد ان يخضع لدورة تدريبية كل سنتين وهم يرأسون هذه الصحف العالمية الامر الذي خلق في روحا جديدة بان علي ان اتدرب واتعلم دائما والرغبة في اقتحام مجالات جديدة. وهذه الروح لم تكن موجودة عندي لان لدينا اقتناعا سائدا في العالم العربي ان من يصل الى (رئيس تحرير) لم يعد بحاجة الى تدريب وتعليم بينما الامر العكس فرئيس التحرير اكثر من يحتاج إلى التدريب واكتشاف اساليب وطرق جديدة فهي نقطة البداية - اي رئاسة التحرير- وليس نقطة النهاية اي ان يبدأ الانسان من حيث انتهيت وكان هناك مجموعة كبيرة من الزملاء يخضعون لبرامج تدريبية ايضا خارج المملكة ليس الصحفيون بل حتى الفنيون تلقوا تدريبا في بريطانيا وامريكا والعاملون في المطابع تم تدريبهم في الشركة التي انتجت وصنعت المطبعة الموجودة لدى (الوطن) وكان اقل الدورات شهرا لذا عقلية المجموعة تغيرت واستطاعوا الى حد ما نقل تلك التجارب التي عايشوها، كما ان (الوطن) كصحيفة جديدة هي سابقة لم تحدث في تاريخ الصحافة السعودية لانها قامت على دراسة علمية ومن قاموا بالدراسة لم يبدأوا فيها الا بعد زيارات لصحف عريقة في امريكا واوروبا وعادوا بهذه التجربة. ما الذي تبقى في (الوطن) من الدراسة التي اعدها د.فهد العرابي الحارثي؟ - الذي تبقى صحيفة (الوطن) وهي ليست كما بدأت اذ غابت بعض الملامح وانا لازلت - وانا لا استطيع ان افصل عاطفتي عن عقلي في هذه المسألة- اعتقد ان (الوطن) افضل صحيفة مهنيا في السعودية. تبنيت خطاب الضد والمواجهة في (الوطن) من اين اتيت بهذه الروح الانتقادية الشرسة؟ - هي ليست شرسة ولكنها فهمت انها (شرسة) لان الناس لم يعتادوا على صحافة المعلومات فالناس اعتادوا على الصحافة الانشائية فعندما خرجت (الوطن) بمنهج جديد اسمه (صحافة المعلومات) وهذا هو منهج الصحافة الحديثة والجديدة في العالم فالمعلومات والحقائق بحد ذاتها شرسة والناس لم يعتادوا على مواجهة الحقيقية وبالتالي نظروا لها من هذه الزاوية بينما من ناحية مهنية هذا هو منهج الصحافة الحديثة في العالم. هل كنت تتوقع ردة الفعل تلك؟ - بالامانة لا.. كنت اتوقع ردة فعل سلبية ولكن لم اكن اتوقع ردة الفعل العنيفة لاني كنت اتوقع ان الناس مهيئون لنقلة في الفهم المهني للصحافة. ما اكثر الضغوط التي تعرضوا لها في البدايات وقد تصل الى حد وقف نشر مواضيع بعينها؟ - المشكلة في المملكة انك امام سلطة المجتمع فالمجتمع نفسه الذي تربى على مدار (5) او (6) عقود على منهج صحفي معين يصعب عليه انه يقبل منهجا جديدا مختلفا خلال اشهر او سنة ولكن لو تنظر الان ان الذي بدأت به صحيفة (الوطن) اصبح هو السائد وهو القاعدة ولذلك اقول ان اي مؤرخ لتاريخ الصحافة السعودية لابد ان يصل الى (الوطن) فيقلب الصفحة، اي لا بد ان يقول ما قبل (الوطن) وما بعد (الوطن) وانا اقولها سواء فهمت حقيقة او تشوفا فهذا امر يشرفني. ترى ان التاريخ او المؤرخ لابد ان يقف امام تجربة (الوطن) هل تعني انك انت من احدث هذه القفزة في تاريخ الصحافة السعودية؟ ـ انا لم اقم بذلك وحدي فالوطن نشأت في ظل دراسة وفريق عمل احترمه واقدره وهم اساتذة في الجامعات السعودية ويستحقون كل تقدير وان يدان لهم بالفضل وعلى رأسهم رئيس الفريق د. فهد العرابي الحارثي فهذه الصحيفة لم تصدر بفكري وجهدي وانما الدراسة كانت (اطارية) توافر لها نخبة من الزملاء والزميلات سواء في مواقع قيادية او في الميدان استطاعوا ان يتفهموا هذا المنهج المعلوماتي الجديد ويترجموه الى واقع في صحيفة الوطن وانا كنت واحدا من هذا الفريق. وبالفعل كنت المسؤول الاول ولكن كل زميل آخر في موقع قيادي كنواب رئيس التحرير او رؤساء الاقسام فهم رئيس تحرير اخر لذا فان ما يميز (الوطن) انها صدرت بأكثر من (10) رؤساء تحرير كلهم يتمتعون بنفس الصلاحية التي اتمتع بها وفي حالات نادرة جدا يحتاج الامر قراري كإجازة مقال او موضوع والسبب في ان الكل رئيس تحرير ان هناك منهاجا لذا النجاح مستمر في الوطن بعد خروجي وبعد خروج د.فهد الحارثي وبعد خروج بعض الزملاء فهناك منهج وهوية وضعت لهذه الصحيفة وكل الناس متشبعون بها. لكل ناجح في الحياة قصة معينة او سر ما سر نجاحك؟ - لا ادعي انني ناجح وليس هناك سر ولو كان هناك سر لنجاحي - ان كنت ناجحا- لكان القراءة انا تربيت على القراءة منذ السنة الاولى في المرحلة المتوسطة في المعهد العلمي بدأت اقرأ بكثرة لان الاجواء هناك تساعد ومنذ ذلك الوقت وانا اقرأ ولم اكن اقرأ الصحف السعودية الا بعد ان انهيت المرحلة الثانوية ولكن دعني اقل لك كل ماحدث لي من عملي كمراسل لعكاظ في الطائف ثم انتقالي الى جدة وعملي كسكرتير تحرير ثم الى ان اصبحت نائب رئيس تحرير وانتقالي كرئيس تحرير للبلاد ومن ثم للوطن كل هذه الظروف جاءت بمحض الصدفة والحظ ولكن لم تكن بتخطيط مني. ما العمل الصحفي الذي قدمته وتعتز به؟ - اعتز بحواري مع الرئيس اللبناني الحالي لحود ورئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري يرحمه الله وكذلك مع الامير سلطان بن عبدالعزيز ومع الامير نايف بن عبدالعزيز واغلب هذه الحوارات في عكاظ ولكني بامانة اكثر ما اعتز به التغطيات الثقافية التي قمت بها اول ما بدأت العمل الصحفي وتلك التغطيات الثقافية وصفت بالمتميزة من قبل البعض واعتز بالتغطيات والجولات التي قمت بها في مناطق كثيرة بالمملكة كما اعتز بحوارات ثقافية ثرية جدا حيث اجريت حوارات مع د. عبدالعزيز المقالح وعندما نشر الحوار قال انا لم يجر معي حوار كهذا واعتز ايضا بحوار اجريته مع الامير خالد الفيصل بصفته الاداري والمثقف والشاعر وكان حوارا مميزا.. اعتز باشياء كثيرة في بداياتي الصحفية قبل ان اجلس على كرسي المسؤولية لان كرسي المسؤولية يعيقك احيانا عن النزول الى الميدان. الصحفي عادة يعتز باشياء ويخجل من اشياء مم تخجل في تاريخك الصحفي؟ - بأمانة حتى اخطائي فانا لست نادما على شيء فليس لدي ما اتستر عليه ولكن ربما اشعر بذنب في كتابة كتبتها بشكل راق عن العراق وعن القيادة العراقية ايام صدام حسين وكتبت عن العراق كتابة وقمت بتمجيد الرئيس واكتشفت فيما بعد انني شاركت في خداع الجماهير اذا افترضنا ان الجماهير العربية قرأت لي. وقد كتبت تلك الكتابة ربما لاني كنت ضمن الزفة العربية وكنت مخدوعا لم اكتب ايامها الا الامور المزرية التي رأيتها في العراق وكانت ايام الحرب العراقية الايرانية وكان مطلوبا تعزيز الجبهة العراقية واعتقد ان اكبر خطأ ارتكب هو تعزيز تلك الجبهة سواء على المستوى السياسي او العسكري او الاعلامي وهذه الكتابة التي لم يكن ينبغي لي ان اكتبها.
قينان الغامدي يتحدث لـ (اليوم)
أخبار متعلقة