على شاطىء البحر جلست.. على تلك الرمال الذهبية
بتلك الملابس المتناسقة مع لون الورد ولون البحر
مدت قدميها ومالت بجسدها قليلا للوراء
يزين جيدها قلادتها الذهبية
تدلت سترتها من على كتفيها لتعلق بذراعيها
غرست أناملها الرقيقة في الرمال الناعمة
رفعت رأسها قليلا فبانت معالم وجهها
ساطعا بنوره كبدر السماء
يكنفه الصمت المحير والحزن والأسى
فتحت عينيها الجميلتين
ورمت بطرفها نحو السماء بعيدا.. بعيدا
مع ذلك النسيم العليل مدغدغا أحاسيسها
غير مكترثة بجمال البحر..
ولا صفاء مائه وتلاطم أمواجه التي تشد الانتباه
ما الذي جعلك تتركين جمال البحر جانبا يا بنيتي
وتصمين أسماعك عن أصوات الأمواج المتناغمة
وتحلقين بطرفك نحو السماء؟
أهو جمال بالسماء وغيومها؟
أم هو كره ونفور من البحر وأمواجه؟
أم هو الشوق والحنين إلى الأهل والوطن؟
نظرت عينيها الصغيرتين
وملامح وجهها تحكي الكثير الكثير
لو نطقت لعبر لسانها عما يخالج نفسها
قالت لا تلك ولا ذاك يا ابت.. بل هو الشوق والحنين
حنين لأحلق في هذا الفضاء وأطير لدياركم
وفي طرفة عين أرى نفسي في أحضانكم
شوق لتلك الوجوه التي رحلت عنها
ورسمت الحزن والأسى في مقلتيها لفراقي
شوق لتلك القلوب المفتونة بحبي
ويزيد لوعتها دوما ذكر اسمي
شوق لتلك الأيادي التي تتجاذبني
شوق لتلك الأصوات التي يدوي صداها بسمعي
شوق لأسمعك يا أمي تنادي.. رفقا.. رفقا بها.. إنها قلبي
عبدالله عباس الحجي – الاحساء
من المحرر
* تمتلك حسا سرديا يا عبدالله وقدرة على الوصف تمكنك من كتابة القصة القصيرة فحاول.. وحاول ايضا البحث عن مفردات اكثر تعبيرا وان تهتم باللغة.