قال البيت الابيض ان رئيس النظام السوري بشار الاسد يكذب حين ينفي مسؤولية نظامه عن مجزرة بلدة الحولة التي قضى فيها 108 اشخاص يوم الجمعة 25 ايار/مايو، وفيما تصدر الملف السوري أعمال قمة روسيا والاتحاد الاوروبي في سان بطرسبورغ، تواصلت، الاثنين، الاشتباكات العنيفة بين القوات الأسدية والثوار الأحرار غداة تصميم الاسد على شن حرب إبادة ضد شعب سوريا «مهما كان الثمن»، وسقط أمس نحو 42 قتيلا، معظمهم في إدلب وريف دمشق وبينهم 18 مدنيا و16 من القوات الأسدية واثنان من الجيش الحر بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وردا على سؤال عما اذا كان الاسد كذب امام العالم في الخطاب الذي القاه السبت حين نفى مسؤولية نظامه عن مجزرة الحولة، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحفيين بواشنطن «نعم». واضاف «نركز مع شركائنا الدوليين على التحضير لانتقال سياسي في سوريا»، مبديا استياءه لكون النظام السوري ينفي مسؤوليته عن المجازر التي «شارك» فيها، و»لهذا السبب، من الاهمية بمكان ان يتوحد المجتمع الدولي للضغط على الاسد، لعزل الاسد».
وتشدق الأسد في خطابه أمام «مجلس الشعب الجديد» بأنه يدين مجزرة الحولة ووصف منفذيها بأنهم «وحوش» لكنه كالعادة لا يبدي أي اهتمام بالكشف عن هؤلاء المجرمين الذين ينشرون الفساد والجريمة في أنحاء سوريا.
كما أعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر ان خطاب الاسد السبت «كان على طلاق كامل مع حقيقة الوضع الميداني في سوريا، وخصوصا تعليقاته حول مجزرة الحولة». وقال ان النظام الأسدي «يحاول تقديم رواية مزورة» عن الاحداث.
وفي برلين، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن هذا النظام «سينتهي الى السقوط تحت وطأة جرائمه نفسها». وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الالماني غيدو فيسترفيلي «لقد وقع الكثير من التجاوزات، ولن يكون بالامكان التوصل الى حل دائم ما دام الاسد لا يزال في السلطة».وأعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية أن خطاب الاسد السبت «كان على طلاق كامل مع حقيقة الوضع الميداني في سوريا، وخصوصا تعليقاته حول مجزرة الحولة»وردا على سؤال حول الخلافات بين فرنسا والمانيا بشأن امكان التدخل العسكري في سوريا، قال فابيوس ان «النقطة المركزية» بالنسبة الى فرنسا هي «ان اي عمل لا يمكن القيام به الا في اطار الامم المتحدة».
واضاف فابيوس ان «الامم المتحدة هي التي يجب ان تحدد ترتيبات» التحرك في سوريا، مشددا على ان «القرارات تبدو صعبة في مجلس الامن لان الروس والصينيين اكدوا معارضتهم لهذا القرار او ذاك»، لكنه تابع أن «الترتيبات التي سيتم اختيارها تبقى مرتبطة بتطور الوضع وتصرف الاسد نفسه».
واعلن رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي بعد مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان روسيا والاتحاد الاوروبي متفقان على ان خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان هي افضل طريقة لتجنب حرب اهلية في البلاد. واضاف «علينا توحيد جهودنا من اجل حدوث ذلك».
وكان بوتين، حليف دمشق، كرر في باريس وبرلين في الاسبوع الفائت معارضته لفرض عقوبات على سوريا.
وسيناقش أنان الازمة السورية في مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة الخميس. واشار دبلوماسيون الى ان انان بات يدرك ان مبادرته للسلام تواجه فشلا.
وفي اسطنبول أعلن عن انشاء هيكلية عسكرية جديدة للمعارضة السورية تحت اسم «جبهة ثوار سوريا» اكدت انها ستعمل على «توحيد جميع الفصائل السورية المسلحة» في سوريا، في حين تنصل المجلس الوطني السوري، أكبر تحالف للمعارضة، من هذا التنظيم واكد ان لا علاقة له به.
وتلا خالد العقلة الذي قدم نفسه على انه عضو المكتب السياسي لجبهة ثوار سوريا بيانا خلال مؤتمر صحافي جاء فيه «نعلن انطلاقة جبهة ثوار سوريا لتكون البوتقة التي تتوحد فيها جميع الفصائل الثورية المسلحة».
إلا ان المجلس الوطني السوري الذي يضم اوسع فئة من فصائل المعارضة السورية اصدر بيانا مقتضبا تنصل فيه من هذه الجبهة الجديدة رغم حضور عدد من اعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الوطني للمؤتمر الصحافي الذي اطلق جبهة ثوار سوريا.ويلتئم المجلس الوطني السوري في التاسع والعاشر من حزيران/يونيو في اسطنبول من اجل اختيار رئيس جديد له خلفا لبرهان غليون الذي استقال اخيرا. وقال مسؤولان بالمجلس الوطني لوكالة فرانس برس رافضين كشف اسميهما «حتى الآن، هناك مرشح توافقي هو عبد الباسط سيدا»، العضو في المكتب التنفيذي للمجلس. وأضافا أن المجلس سيجتمع في اسطنبول «وقد لا تحصل عملية انتخابية بل تعيين بالتوافق».
بحث متقدم
