الفقع أو الكمأ هو مالئ الدنيا وشاغل الناس هذه الأيام، فمنظر الزبيدية يساوي في نظر محبيها كنوز العالم، ولذلك الأمل أن ييسر على عشاقها بكل وسيلة لا تضر المصلحة العامة ولا تخل بأمن الوطن!
قال المصطفى صلوات الله وسلامه عليه عن الفقع (الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين)، وقال القائل:
هي بنت البر والبر حاويها / منغنغة بالدهن وعظام ما فيها
ويسرني أن أقدم هذا الدليل الواقعي للباحثين عن الكمأ:
-ليس كل مكان يُبحث فيه عن الفقع، فمكانه الأرض التي مُطرت في الوسم، والتي يوجد فيها نبات الجرّيد أو الرقروق، فهذا النبات الصغير علامة على الفقع كما قال المثل (الفقع حول الرقروق)!
-أفضل وقت للبحث هو أول النهار وآخره، فخبراء الفقع يرون أن الأرض ترتفع في هذين الوقتين، ويقول العلماء إن السبب في وضوح الكمأ في هذا الوقت هو أن أشعة الشمس الخفيفة والمائلة تكشف أي تغير في الأرض.
لا تعتقد أن كل الموجود في سوق الفقع هو من الحدود كما يقال-احذر أن تحتفل بالهوبر! فالهوبر الذي يتميز بالصغر ويتميز بالبياض من الداخل والذي يؤكل من غير طبخ ليس هو الفقع الذي تبحث عنه!
-لا تصدق كل من يصف لك المكان الذي وجد فيه الفقع، فالمشهور وللأسف أن من وجد الفقع في مكان لا يدل الآخرين عليه، ولا أرى لذلك سبباً إلا الأنانية والتخطيط للعودة لنفس المكان من الغد!
-لا تدخل بسيارتك إلى الأماكن التي يكثر فيها الفقع، واحرص على سلوك الطرق المرسومة، فالسيارات تحرمك وتحرم الآخرين منه!
-لا تعتقد أن كل الموجود في سوق الفقع هو من الحدود كما يقال لك! حتى ولو رأيت التراب عليه، فالأمر يحتاج إلى توثق وتأكد!
- ابتعد عن الأماكن العسكرية فمصلحة وطنك وحياتك أهم من حصولك على الفقع، خصوصاً أنه يمكن الحصول على الفقع في أماكن أخرى ولله الحمد!
-لا تعرض حياتك للخطر بالسرعة خصوصاً مع ازدحام الطرق هذه الأيام، وبعدم التزود بالماء واقتحام أماكن الزواحف، ولا تعرض أولادك للإهانة فالكرامة لا يعدلها شيء!
-وأخيراً لا تطمع وتكثر من الفقع فقد قيل في المثل (إذا جاء الجراد انثر الدواء، وإذا جاء الفقع صرّ الدواء) فخطورة الاكثار منه معروفة!
وكل موسم وأنتم بخير!
