DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

التطرف و الإرهاب ليس من سمات المسلمين و شعائر الإسلام

مشايخ: بيان هيئة كبار العلماء جاء للتحذير من تنظيمات هدفها استئصال المسلمين

التطرف و الإرهاب ليس من سمات المسلمين و شعائر الإسلام
 التطرف و الإرهاب ليس من سمات المسلمين و شعائر الإسلام
أخبار متعلقة
 
أكد عدد من المشايخ والدعاة بالمملكة أهمية البيان الصادر من هيئة كبار العلماء الذي أوضح خطر ارهاب الجماعات والتيارات المنحرفة، وبيّن الجريمة والعلاج ومنهج السلف والعقيدة الصحيحة وبين حرمة الدماء ونكارة أفعال داعش والقاعدة وجبهة النصر والحزبيين، كما أكدّ على أهمية الوسطية في الدين الإسلامي الحنيف، حيث عرّج على ظاهرة أعمال بعض الجماعات، مثل «داعش»، و«القاعدة»، وما يسمى «عصائب أهل الحق»، و«حزب الله»، و«الحوثيين»، واعتبرها جرائم إرهاب ومحرمة، لكنّ هل مثل هذا الإجراء كاف لمحاربة الإرهاب واجتثاثه؟، وهل القضاء على مسببات الإرهاب والفكر المتطرف أهم وأولى من القضاء على ظاهرة الإرهاب نفسها؟، و كيف من الممكن أن تتكاتف الجهود لمكافحة الفكر المتشدد خصوصاً في ظل تصاعد الأحداث في كل مكان؟، تساؤلات مطروحة في ظل التحقيق التالي. خطر الجماعات المنحرفة بداية يرى رئيس مجلس إدارة المكتب التعاوني للدعوة والارشاد وتوعية الجاليات بمحافظة الخبر الشيخ الدكتور صالح بن عبدالرحمن اليوسف أنّ الاسلام أوجب حفظ الضروريات الخمس وهي الدين والنفس والعرض والعقل والمال ليحقق من حفظها تحقق الأمن والأمان الباعث على عمارة الارض وتحقيق خالص التعبد لله تعالى ولذا جاءت العقوبات مشددة لكل من حاول العبث بهذه الضروريات او الحاق الاذى بها، منوهاً إلى أنّ الارهاب الذي تقوم به بعض الجماعات التي انتسبت للاسلام يشمل ارهابها ويطال ضررها جميع الضروريات الخمس وقد صدر قرار هيئة كبار العلماء في مملكتنا المباركة لبيان خطر ارهاب هذه الجماعات لما نتج عن ذلك من فرقة واضعاف لقوة المسلمين وسفك لدمائهم وهدم لبيوتهم وتشريد لعوائلهم وهتك الاعراض واستباحة للمال والافساد في الارض، منوهاً الى أنّ أمثال هؤلاء يدفعهم فكر خاطئ وتصور منحرف عن المنهج القويم وغلو في الفهم والتطبيق وقد أخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام بهلاك المتنطعين وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ»، مضيفاً أنّ مثل هذه الجماعات في عالمنا الحالي انساقت وراء فكرها بما ألحق الضرر بسمعة الاسلام ولحق المسلمين ضررها وشرها وفتنتها مما يلزم من ذلك لزوم التصدي لها والوقوف في وجهها لاسيما أنّ حمل الشعارات البراقة أسلوب سار عليه هؤلاء للتغرير بالشباب واقحامهم في تنفيذ خططهم التي تخدم الجماعة لا دين الاسلام، مشيراً إلى وجود حالات كثيرة من رجوع الشباب لدولهم بعد ظهور حقيقة هذه الجماعات وانكشاف حقيقة خططها، حيث إنّ واجب المسؤولية القضاء على أسباب ظواهر الارهاب ومسبباته لأنّها الفكر الاساس لظاهرة الارهاب والمغذي له وذلك بالوصول والعلم والفهم لهذه الاسباب ومن ثم بيان بطلانها وفساد منهجيتها ثمّ محاورة أهلها وبيان خطأ ما ساروا عليه فان رجعوا للحق والا كان ذلك مسوغاً لهدم كيانات الارهاب والفساد والغلو والتطرف والتي كان غلوها سبب هلاكها كما اخبر بذلك رسول الله في، مشدداً على أنّ القضاء على الارهاب بات مسؤولية الجميع فالاب والام عليهما مسؤولية والمعلم والامام والخطيب والداعية والعلماء وطلبة العلم ومسؤولو الجهات المعنية وولاة الامر كل فيما يخصه، منوهاً الى أهمية أن تتكاتف الجهود كما تكاتف الجسم وتداعى لشكوى عضو منه لنقضي جميعاً على كل ما يفسد علينا ديننا أو دنيانا وليتحقق حفظ ما أمر الاسلام بحفظه. وضع النقاط على الحروف من جانبه يؤكدّ الداعية الإسلامي الشيخ سعد السبر، أنّ بيان هيئة كبار العلماء وضع النقاط على الحروف وبين الجريمة وبين العلاج وبين منهج السلف والعقيدة الصحيحة وبين حرمة الدماء ونكارة أفعال داعش والقاعدة وجبهة النصرة والحزبيين والحزبية وشرهم وخطرهم على الإسلام والمسلمين وتشويش سمعة الإسلام، مشدداً على ضرورة القضاء على مسببات الإرهاب والفكر المتطرف حيث إنّه لكل مشكلة علاج ولكل مشكلة جذور وأسباب، فالعلاج وضحته هيئة كبار العلماء وبقي لدينا جذور المشكلة وأسبابها فلا بدّ أن نقتلع الجذور ونمنع أسبابها لأنّ قلع الجذور وترك الأسباب سيجعل المشكلة تعود ولأنّ منع الأسباب وترك الأسباب يجعلها تنمو مرة أخرى وتجدد فلا بدّ من أن نأخذ الأمر بهذه الطريقة لنخلص الشباب والعباد من هذا البلاء. وحول كيفية أن تتكاتف الجهود لمكافحة الفكر المتشدد خصوصاً في ظل تصاعد الأحداث في كل مكان، يرى السبر أنّ التعاون بين جميع أجهزة الدولة الشرعية والأمنية والثقافية والإعلامية والاقتصادية والشبابية والدعوية مهم جداً وضرورة عقد شراكة بين الجميع ووضع مجلس مشترك يدرس الظاهرة ويعالج الجريمة ويقتلع جذورها ويمنع أسبابها، مضيفاً أنّه لا بدّ من التكاتف بين الأجهزة حيث نشاهد جهوداً كبيرة في ذلك ولكن لا يوجد ترابط بين الأجهزة الأمنية وبين الجهات الأخرى، حيث من المهم أن يرتبط الجميع مع الجهات الأمنية، لكنّ الواقع أنّ الجهات الأخرى كل يعمل وحده فلو توحدت الجهود ووضعت الحلول وتمّ علاج الأسباب لسهلت إماتة الجذور وقلعها بشكل كبير، مؤكداً في نفس الوقت أنّ العلماء وحدهم لا يستطيعون أن يوجدوا الحل الجذري من دون أن يتكاتف الجميع مع بعضهم البعض. الإرهاب عدوّ الجميع وفي سياق متصل يهيب الرئيس السابق لفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة د. أحمد قاسم الغامدي، ببيان هيئة كبار العلماء حول خطر ارهاب هذه الجماعات وادانة تصرفاتها وممارساتها التي لا تمت للإسلام بأي صلة، مشيراً إلى أنّ إعلان تنظيم داعش دولة العراق والشام «الخلافة»، يدخل المنطقة في إعلان حرب مفتوحة مع الجميع، حتى الذين يحملون فكراً مماثلاً والمنتمين للقاعدة التي تربى فيها مؤسّسو داعش، منوهاً بأنّ إعلان الخلافة قطع الطريق على كل من كان يتحيّن الفرصة لإعلانها لنفسه من الجماعات الإسلامية، مضيفاً أنّ الخلافة في فكر وأطروحات الكثير من الجماعات الإسلاميّة الموجودة على الساحة حاضرة في التأصيل النظري لمجمل الجماعات الحركيّة الإسلاميّة، حيث انّ الخلاف بين داعش وخصومه من الإسلاميين على مستويات منها ما يقع خارج نطاق العقيدة الدينيّة والسياسيّة، فيحمل طابعاً شخصياً بحكم العداوة التي بينهم، مؤكداً أنّ فكرة الخلافة التي يطرحها داعش لا تحتمل أيَّ قدر من العقلانية أو التدرّج في التطبيق، ولا يمكنها استيعاب الفصائل الإسلامية الموجودة؛ علاوة على أنّ الاستعجال في الإعلان يأتي لتثبيت المعلن كطرف متغلّب تجب طاعته، ويعزز ذلك الطرح ما يعلن من انتصارات التنظيم في سوريا والعراق والتي أدّت لاتساع المناطق الواقعة تحت سيطرته، مشيراً إلى أنّ ما يراه داعش ضرورة من تطبيق الشريعة وتثبيت أركان دولته على كلِّ بقعة جغرافيّة يتمكّن من بسط سيطرته عليها، إذ أنّ جبهة النصرة وبعض التنظيمات الإسلاميّة المقاتلة في سوريا ترى تأجيله وأنّ الأولى إسقاط النظام القائم ثمّ تثبيت أركان الدولة، ثمّ يأتي تطبيق المراحل الأخرى لاحقاً وفق ما يتوافق الناس حوله، مشدداً على أنّ الجدل بين بعض الإسلاميين حول إعلان الخلافة لا الفكرة ذاتها، وهذا ما أشار إليه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والذي أكدّ على بطلان الإعلان شرعاً في بيانه والذي اعتبر أنّ الخلافة الإسلامية وعودتها مرة أخرى أمر جلل، تتوق إليه أنفسنا جميعاً وتفكر فيه كل عقولنا لكن له ضوابطه الشرعية، ويستلزم الإعداد الكبير والعميق على كل المستويات، منوهاً الى أنّ الخلاف في الخلافة على مستوى بعض الأحزاب الإسلامية المختلفة أكثر هامشية وهو اختلاف في الأولويات ليس إلا. ويضيف الغامدي قائلاً: الخلاف بين تنظيم داعش وبين السواد الأعظم من الإسلاميّين حول الخلافة هو خلافٌ حول تفاصيلها أولاً، وخلاف شخصيّ ذاتيّ ثانياً؛ فالتنظيم الذي هو اليوم عدوّ الجميع، هو عدو الإسلاميّين الآخرين أيضاً، فاستئصال الإسلاميين الآخرين يعتبر الهدف الأول لتنظيم دولة داعش متى تمكن، لأنّ الذين ليس في عنقهم بيعة لأميرهم مرتدّون خارجون على الشرعيّة في رأي منظّري التنظيم، وهؤلاء المرتدّون لا تنفع معهم جزيةٌ أو حلولٌ وسطيّة أخرى وفق فهم معظم الجماعات الجهادية، مشدداً على أنّ حلم الخلافة ليس مجرّد فكرة معزولة عن السياق الثقافي والتربوي، إنّما هو يختزل فهماً مقلوباً للتسلسل التاريخيّ لنشوء الدولة الإسلامية الأولى. الإسلام مبتلى فيهم وعلى الصعيد نفسه يثّمن الأكاديمي د. إبراهيم عبدالله الحازمي، البيان الأخير الذي أصدرته هيئة كبار العلماء حول الإرهاب، مؤكداً أنّ مثل هذه الجماعات والتنظيمات كداعش وغيرها، منذ عهد الرسول وصحابته الكرام وهو يبتلى الإسلام بمثل هؤلاء فقد تكلم بعض الناس على الرسول وأنّه لا يعدل عندما كان يوزع الغنائم كما في الصحيح وقال: «يخرج من صلب هذا الرجل رجال تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم مع صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية»، حيث أمر بقتالهم وأنّهم كلاب النار ولذلك خرجوا على الإمام علي بن أبي طالب في معركة النهروان وحاربهم وانتصر عليهم ثمّ كانوا هم ممن قتله رضي الله عنه وقتلوا أناسا من المسلمين وكانوا يتورعون عن أكل التمرة الساقطة من النخلة ولا يتورعون عن قتل المسلم والمسلمة، ولا يقاتلون أهل الأوثان وعباد الصليب ولذلك جاءت النصوص في القرآن العظيم والسنة الصحيحة في التحذير من الغلو والتشدد وتكفير الناس إلا بضوابط معروفة معلومة بالادلة والبراهين، مشدداً على أنّ ظاهرة التشدد والإرهاب سببها يعود إلى عدة أمور منها أنّهم خرجوا من السجون وشدة التعذيب وهذا ما جعلهم يعشقون الدم وينحرون الناس وينقلون ذلك بالصور وجهلهم وعدم فهمهم لنصوص الكتاب والسنة وإنّما أخذ بعض النصوص إضافة إلى أنّهم صغار الأسنان سفهاء الأحلام فهم يسيئون للدين وأهل الإسلام بتشويه سماحته وإحسانه، مؤكداً أنّ من صفاتهم قتل أهل الإسلام وتركهم لليهود والنصارى وهذا ناتج عن الغلو في الدين الذي هو من أسباب الهلاك والدمار ولذلك نهينا عنه، حيث حذر الرسول (صلى الله عليه وسلم) من الغلو في الدين قائلاً: (إياكم والغلو)، وقال أيضاً: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)، مشدداً على أنّ السبل الحقيقية لمواجهة هذه التيارات يكمن في فهم هذا الدين الفهم الصحيح والإحاطة به من جميع جوانبه ولذلك لا بدّ من فهم القرآن والسنة على فهم السلف وملازمة العلماء الكبار والاستفادة من وسطيتهم وعلمهم وخبرتهم في الحياة، وكذلك تربية النشء تربية إسلامية والاهتمام بمحاضن الجيل المسلم والابتعاد عن التسرع والتشدد والغرور والإعجاب بالنفس إضافة إلى المناصحة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة)، مؤكداً على أهمية توفير مجالات العمل وإبعادهم عن البطالة والضياع والحماس الزائد والتصرفات الطائشة وتعليمهم وسطية هذا الدين وأنّه دين يسر وسماحة ورحمة، موضحاً أنّ إصلاح المجتمعات الإسلامية والحث على تطبيق الشريعة ومحاربة مظاهر الفسق والإلحاد كله أمر مهم يؤدي إلى مكافحة الفكر المتشدد وظاهرة الإرهاب في المجتمعات العربية والإسلامية، مشيراً إلى أنّ هذه البلاد مرت بمراحل متعددة في الفكر المنحرف والشاذ حيث أقرب ما يكون هذا المنهج أقرب لمنهج الخوارج ومثلهم ما فعله جهيمان العتيبي وأتباعه في حادثة الحرم المشهورة ومنع الناس من الصلاة فيه ومطالبة الناس بمبايعة المهدي (زعموا) وهذا الفكر موجود في تاريخنا وفي واقعنا المعاصر على مرّ التاريخ.