غادر حجاج بيت الله الحرام من المشاعر المقدسة الى المدينة المنورة لزيارة المسجد النبوي، ومنهم من غادر الى بلاده عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، إضافة إلى الطرق البرية والبحرية، وبقيت النفايات التي تقدر بآلاف الاطنان وتشكل خطراً بيئياً على مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، خصوصاً المواد البلاستيكية.
أهالي مكة المكرمة يعانون سنوياً من تكدس النفايات وانتشار الحشرات والروائح الكريهة، فيما تبقى امانة العاصمة المقدسة مشغولة برفع النفايات من المشاعر المقدسة.
من جهته أكد الدكتور فهد عبدالكريم تركستاني الخبير البيئي وأستاذ قسم الكيمياء بكلية العلوم التطبيقية بجامعة أم القرى أن تراكم النفايات بالمشاعر المقدسة يشكل خطرًا بيئيًا كبيرًا على سكان مكة المكرمة، مشيراً ان النفايات كنز كبير، حيث يمكن استثمار هذه النفايات كبقية الدول عن طريق إعادة التدوير المتكامل لما تضمه هذه القمامة من ورق وزجاج ومواد بلاستيكية ومخلفات عضوية وزراعية وصناعية وغيرها، ويمكن تحقيق ما يقدر بنحو 18 إلى 28 مليار ريال او اكثر كعائد سنوي يضاف إلى ميزانية الدولة، إلى جانب توليد طاقة من هذه المخلفات توازي الطاقة الناتجة عن ربع البترول المستهلك في المملكة، وهذه الطاقة ستكون قابلة للاستخدام مباشرة دون الحاجة للمرور بمحطات تكرير وتنقية مثل البترول، لافتاً الى الكثير من الشركات العالمية مثل ألمانيا والصين تملك تقنيات حديثة تستطيع من خلالها التخلص من النفايات مع الاستفادة وإنتاج طاقة كهربائية تستطيع أن تنير مدينة بكاملها، والجهة المخولة في هذا الأمر هي وزارة الشؤون البلدية والقروية، ومن ناحية التلوث فإن كان هناك انبعاث غازات من هذه التقنية فالشهادة المعتمدة تكون من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، فهي التي تعطي الترخيص من ناحية مدى ملائمتها في انبعاث التلوث ووزارة البلدية هي الجهة التي ترخص لهذه الشركات، مؤكداً ان هناك الكثير من المستثمرين ورجال الاعمال جاهزين للبدء بمثل هذه المشاريع، محذراً من كارثة بيئية نتيجة تحلل المواد العضوية في الارض وتأثر موارد المياه الجوفية من تكدس النفايات وبقائها لفترة اطول.
وكانت أمانة العاصمة المقدسة بدأت في تنظيف منطقة المشاعر المقدسة مع التركيز على مشعري عرفة ومزدلفة بعد مغادرة الحجاج لهما بالإضافة إلى الحدود الخارجية لمشعر منى، وجندت حوالي 6500 عامل نظافة للعمل في منطقة المشاعر المقدسة على مدار 24 ساعة بنظام الورديات ومجهزين بكامل المعدات. وقال وكيل أمين العاصمة المقدسة للخدمات المهندس عبدالسلام بن سليمان مشاط: إن الامانة بدأت في تنفيذ أعمال المرحلة الثانية من الخطة التشغيلية لأعمال النظافة بالمشاعر المقدسة اعتبارا من اليوم الاول من ايام عيد الاضحى المبارك، حيث تم وضع الخطة لتتناسب مع ظروف الموسم واحتياجاته، وبعد انتهاء المرحلة الأولى من الخطة التشغيلية بنجاح، مشيراً الى أن العمل سيكون في جميع مناطق المشاعر المقدسة بكامل الفترتين "الصباحية والمسائية"؛ وذلك حتى نهاية الموسم مع تخصيص عدد من فرق رش ومكافحة الحشرات واستخدام المبيدات لتغطية كامل المنطقة عقب مغادرة الحجاج لها وبإشراف مشترك من المختصين بتلك المناطق والمشرفين المركزيين.
