بتوجيه من الوزير خالد العنقري، قامت وزارة التعليم العالي في المملكة عام ٢٠٠٧م بإنشاء مشروع ترجمة في الملحقية الثقافية السعودية في باريس، وقام فريق الملحقية بإعداد المشروع وترشيح عدد من الإصدارات ومنها رواية للفائز بجائزة نوبل هذا العام 2014م، وهو الروائي الفرنسي باتريك موديانو. الرواية هي «مقهى الشباب الضائع» من ترجمة محمد المزديوي وهي تكشف العلاقة بين الكاتب والمكان؛ إذ يتميّز باتريك موديانو عن الروائيين الفرنسيين بعلاقته الوطيدة مع باريس، ويتخذ من فضاءاتها مسرحًا لأعماله.
وهذه الرواية «مقهى الشباب الضائع» نموذج لهذه العلاقة بينه وبين المكان، وهنا يختط للماضي صورًا عبر شخوص متنوّعة وحكايات تنضح بالشجن الإنساني. وانطلاقًا من مقهى «كوندي» ينسج الكاتب رؤية تكوّنها التفاصيل والمشاهد المتقاطعة، عبر ذلك المقهى بسرد الذكريات وتقاطعاتها في محاولة من بعض الشخوص لفهم معنى «العوْد الأبدي»، كما تسعى هذه الرواية إلى أن تجعل من استبطان حب اللحظات الهنية والحيوية وسيلة لمقاومة المحو الذي يبذره الزمان في الذكريات والأماكن والعواطف.
وباتريك موديانو الحائز على نوبل هذا العام 2014م، وُلد عام 1945م، وفرض نفسه ككاتب وهو في الثالثة والعشرين من عمره حين نشر أول رواية له (ساحة النجمة)، وحاز عليها جائزة «روجيه نيميه». وتتميّز كتاباته بالعمق وتسليط الضوء على الهوية وفشل الإنسان، ويسعى دومًا إلى حفظ الذاكرة، ولموديانو ما يفوق عشرين رواية، والعديد من سيناريوهات الأفلام السينمائية وحاز جائزة الأكاديمية الفرنسية الكبرى للرواية وجائزة غونكور عن رواية «شارع المتاجر المظلمة» عام 1978، وفي عام 1984م مُنح جائزة مؤسسة (بير دي موناكو) تقديرًا لمشواره الروائي الثري.
والمترجم محمد المزديوي روائي وصحفي، كتب للكثير من الصحف كالعرب والشرق الأوسط، وله العديد من الترجمات منها رواية «احتمال جزيرة» لميشيل ويلبك ورواية «الأمير» لزوبري.