احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى عربيا والتاسعة عشرة عالميا من حيث إيجاد سوق تنافسية وخدمات بتكلفة معقولة وجودة ممتازة للخدمات، وذلك وفقا لتقرير مؤشر الاتصال العالمي الصادر عن شركة هواوي. وأرجع التقرير تبوؤ المملكة لهذه المرتبة إلى الاستثمارات الضخمة للمملكة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات.
وتناولت الدراسة 10 قطاعات، بما في ذلك التمويل والصناعة والتعليم والنقل والمواصلات والخدمات اللوجيستية، لتوفر التقييم الكمي الشامل لمستوى وقيمة الاتصالات على مستوى الدول والقطاعات. وتعد المملكة العربية السعودية الدولة الخليجية الوحيدة المشمولة في الدراسة التي شملت 25 دولة نامية وناشئة، تمثل في مجموعها 78 % من إجمالي ناتج الدخل القومي العالمي، و68 % من إجمالي أعداد السكان في العالم. ويقدم التقرير الذي يصدر سنويا تفاصيل حول مدى الالتزام والتقدم الذي أحرزته الدول في تحسين مستوى الاتصال، وأثر ذلك على إجمالي ناتج الدخل القومي. ووفقا للتقرير فقد تصدرت ألمانيا مؤشر الاتصالات العالمية، تلتها الولايات المتحدة الأمريكية، ثم المملكة المتحدة ثالثا، فيما جاءت مصر في المركز الـ20 بالمؤشر والثانية عربيا بعد السعودية.
وقدر تقرير اقتصادي حجم الاستثمارات في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية بأكثر من 200 مليار ريال، أي ما يعادل 53 مليار دولار سنوياً، ومساهماً في ذات الوقت بتوفير 60 ألف فرصة وظيفية في سوق العمل سنوياً، وأظهر التقرير الصادر عن مجموعة الاتصالات السعودية أن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية بات يشكل نسبة 2% من الناتج الإجمالي المحلي، فضلاً عن تحقيقه عوائد ربحية عالية للمستثمرين، مما جعل منه قطاعاً جاذباً للاستثمارات، وأكد التقرير أن القطاع يشهد تطوراً هائلاً ونمواً متسارعاً وقد انعكس إيجاباً على إجمالي الناتج المحلي بعوائد سنوية تصل إلى نحو 50 مليار ريال (13 مليار دولار)، مشيرا إلى أن الإنفاق في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات حقق قفزات اقتصادية واضحة في السعودية، مقارنة بالمستويات التي حققتها دول متطورة في هذا المجال، كأستراليا، وتفوق على مستوى أعلى من الذي حققته الصين والهند وتشيلي وماليزيا والمكسيك. وقد وصل عدد مشتركي الإنترنت في السعودية إلى 18.3 مليون مستخدم مع نهاية النصف الأول من العام الحالي بنسبة انتشار تجاوزت أكثر من 59%، فيما تشير التوقعات إلى استمرار ازدياد الطلب على خدمات الإنترنت من السكان المحليين الذين يزداد عددهم سنويا، في حين أن الطبقة الرئيسية والعريضة من الشعب السعودي هي فئة الشباب الذين يمتلكون هواتف ذكية وما تحتويه من برامج وألعاب معتمدة على الاتصال بالإنترنت، لذا فإن قطاع الاتصالات السعودي يعد من القطاعات الواعدة في الاقتصاد السعودي، وما زال يحوى العديد من الفرص الاستثمارية، في ظل نشاط قطاع السياحة السعودي، إلى جانب النمو المتواصل لعدد سكان المملكة العربية السعودية، حيث يتوقع أن تتوسع شركات قطاع الاتصالات خلال السنوات القادمة في نشر شبكة الجيل الرابع في كافة أنحاء المملكة، وتقديم عروض الإنترنت فائق السرعة مع استخدام الألياف الضوئية، الأمر الذي سوف يؤدي إلى ارتفاع إيرادات شركات قطاع الاتصالات السعودي خلال السنوات القادمة.