أكد تقرير حديث أن معظم شبكات السكك الحديدية العابرة للحدود في العالم تتطور بمرور الزمن لتربط الشبكات المحلية الناشئة بعضها ببعض وتشكل وسائل نقل متطورة ومرنة تعكس تدفق حركة تنقل الأشخاص ونقل السلع التجارية، أما في دول الخليج فإن الوضع قد تحرك على نحو يبدو مختلفا.
وأضاف التقرير الذي نشرته مجلة «ميد» ان المشروع الطموح لشبكة السكك الحديدية الخليجية المقرر ان تربط دول مجلس التعاون ببعضها البعض، وبطول يصل الى 2177 كيلومترا، قد انطلق من مرحلة الصفر، حيث ما زالت كل الدول الأعضاء في مرحلة مبكرة لبناء شبكتها المحلية من السكك الحديدية، وبعد ان يتم انجاز هذه الشبكات المحلية سيتم ربطها ببعضها ضمن شبكة السكك الخليجية الأوسع نطاقا لتعبر الحدود، وتنطلق من ساحل الخليج في الكويت الى المنطقة الشرقية من السعودية ومن ثم الى الامارات وعمان.
وقالت إن المشروع ما زال في طور الحضانة، حيث وافق وزراء دول المجلس للمرة الأولى على دراسة الجدوى للمشروع في اكتوبر 2008، ويتوقع ان يتم الانتهاء من تصميم الشبكة المقدرة تكلفتها بحوالي 15.4 مليار دولار بحلول نهاية عام 2014 او مطلع عام 2015.
وقال رئيس منطقة الخليج في شركة بينسيت الاستشارية البريطانية المتخصصة في مثل هذه الاستشارات، ساشين كيرور«انه بين كافة مشروعات البنية التحتية التي نراها في منطقة الخليج، نجد ان شبكة السكك الحديدية الخليجية أدهشت المراقبين بما حققه العمل فيها من تقدم».
على ان كيرور يقول ان الجانب التشريعي سيكون المفتاح الرئيسي لنجاح المشروع، حيث ان مسائل من قبيل حجم وتعداد المسافرين تعتبر ذات أهمية بالنسبة للجهة التي ستدعم المشروع وتموله، وكان التساؤل دوما حول حجم حركة المسافرين على السكة الحديدية وطاقة الشبكة الاستيعابية، وما زالت ثمة أسئلة تجدر اثارتها مثل التوقعات بحجم حركة الناس العاديين خلافا للحركة الصناعية.
لما كانت هذه المشروعات في دول التعاون تقترب من الإنجاز، فإن الزخم نحو بناء شبكة سكة حديد عربية سيتحول الى باقي دول المنطقة العربية ليربط الدول المجاورة مع الأسواق العالمية الكبرى في كل من أوروبا وآسيا.
يعتبر جسر البحرين المخطط لبنائه بكلفة تصل الى 5 مليارات دولار، والذي تمت الموافقة عليه مطلع سبتمبر الماضي، مكملا لمشروع شبكة السكك الحديدية الخليجية، حيث ان هذا الجسر سيشتمل على وصلة سكة حديد بطول 90 كيلومترا وسيبدأ العمل في هذا المشروع في وقت قريب.
قالت ميد ان شبكة سكة الحديد الكويتية ما زالت في مرحلة مبكرة، ففي أغسطس الماضي تلقت وزارة المواصلات مستندات التأهل من الشركات الاستشارية لتقديم المشورة حول دور إدارة المشروع، وتعتزم الوزارة تأهيل ما لا يقل عن 12 شركة استشارية والتي ستكون فيما بعد قادرة على التقدم بعروض لإدارة المشروع.
ومن المقرر بناء المشروع الذي سيبلغ طوله 500 كيلو متر على مرحلتين، وعند انجازه في عام 2018 سيرتبط المشروع بنظيره في دول مجلس التعاون الاخرى من خلال شبكة السكة الحديدية السعودية.