أوضحت دراسة بحثية في احدى الجامعات اجريت ضمن استبانة على عينة من الجمهور مكونة من 1550 شخصاً من 5 مدن رئيسة هي تبوك والدمام وجدة والرياض وأبها من بين طلاب المدارس المتوسطة والثانوية وطلاب الجامعة، أن 80% من العينة لا تسترعي برامج التوعية المرورية اهتمامهم، أما النسبة الباقية 20% فاسترعت انتباههم البرامج التلفزيونية مثل برنامج «قف/ سلامتك/ احذر تسلم».
وعندما طلب الباحثون من عينة البحث تقديم اقتراحات لتفادي الحوادث المرورية، احتل التركيز على برامج التوعية المرورية قاع التوصيات. أما الاستبانة التي قدمها الباحثون إلى الجهات القائمة على برامج التوعية المرورية، فقد قدمت نتائج مثيرة للدهشة، فـ 60% من الإجابات عن الاستبانة أشارت إلى أن برامج التوعية الحالية كافية لإثارة اهتمام الجمهور بالتوعية المرورية، وأجاب 80% بأنه لا توجد برامج توعوية مرورية أخرى يودون تقديمها. وفي نفس الوقت، عندما سئلت هذه الجهات عما إذا كانت هناك أهداف محددة لبرامج التوعية المرورية التي تقوم عليها، لم يجب أكثر من 60% عن هذا السؤال، أو قرروا أن الأهداف غير واضحة، بينما قرر الآخرون أن الهدف هو رفع مستوى التوعية المرورية. وهذا الهدف كما أشار البحث، وكما تشير الدراسات، عام وغير محدد.. عكس الحملات المرورية التي توالت بعد ذلك، كحملة حزام السلامة التي انطلقت في احدى السنوات لمدة تسعين يوماً، واستهدفت تحديداً ربط حزام الأمان، أو الحملات التي تلتها بعنوان «اعقلها وتوكل» و «اللبيب بالإشارة» وأخيراً حملة «يكفي» التي ركزت على قطع الإشارة، والسرعة الزائدة. وأظهرت الدراسة أيضاً أن فعاليات أسبوع المرور، التي تشارك فيها دول مجلس التعاون الخليجي، لم تأتِ بنتيجة على الإطلاق. أما عن متابعة الجمهور للإعلام المروري، فأظهرت الدراسة أن 7% فقط من الجمهور يهتم بمتابعته.
ومن أسباب ضعف اهتمام الجمهور بمثل هذه البرامج ضعف المادة الإعلامية المرورية شكلاً ومضموناً، وهي نتيجة طبيعية لعدم وجود مخططين استراتيجيين لمثل هذه الحملات وضعف الميزانيات المخصصة لهذا الغرض. وأظهرت الدراسة أيضاً أن البرامج التلفزيونية التي قدمت في تلك الفترة للتوعية المرورية، كانت تهتم بالسلوك الظاهر أكثر من اهتمامها بالنواحي الداخلية لهذا السلوك. فعلى المواطن ربط الحزام، وعلى المواطن تجنب السرعة الزائدة مثلاً. ولكن البرامج لم تخاطب المواطن وتتجاوز الأسباب التي تجعله لا يربط الحزام أو يتجاوز السرعة المحددة. وأيضاً، كانت هذه البرامج تركِّز على السلوك الحسن وتحاول تنميته، من دون أن تركِّز على أن المواطن قد لا يكون أساساً ممارساً لهذا السلوك الحسن. أضف إلى ذلك أن تأثير هذه الحملات، كما تشير الدراسات، لا يتجاوز تقليص عدد حوادث المرور في العادة خلال إجرائها 8.5% وقد ترتفع النسبة بعد انتهاء الحملة لتصل إلى 14.8%. وقد تبدو نسب كهذه من بعيد ضئيلة وغير فاعلة بشكل حقيقي.
وقد عملت لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية بدعم من شركة أرامكو السعودية على تجنب الكثير من الهفوات التى ذكرتها الدراسة واستطاعت أن تقيم قرية للسلامة المرورية لمحاكاة أنظمة السلامة والالتزام بقواعد المرور فى الطرق، ونجحت من خلال هذه التجربة فى جذب العديد من الأطفال.