أشار مؤتمر «ميد» الشرق الأوسط لمشاريع السكة الحديد والمترو وشمال افريقيا (٢٠١٤) الذي عقد الأسبوع الماضي، إلى أن المملكة تملك أكبر مشاريع سكة حديد في الشرق الأوسط بمبلغ يتجاوز الـ ( ١٠٠ مليار دولار)، وهذا يعتبر أمرا إيجابيا جداً في ظل الاحتياج الكبير لخدمات النقل العام سواء بين مدن المملكة أو داخل المدن نفسها، وسط ازدياد مطرد للسكان وازدياد الحاجة لهذه الخدمة الهامة، وعند تسليط الضوء على بعض المشاريع في هذا المؤتمر، تبين لي أن مجموعة كبيرة من هذه المشاريع قيد الدراسة والأغلبية العظمى في بداية مراحل التنفيذ، وعندها تذكرت قبل عدة سنوات عندما أعلنت الحكومة عن مشاريع كبرى للسكة الحديد تخدم شمالها وجنوبها وشرقها وغربها، وبعد مرور كل هذه السنوات لا يزال المشروع في غالبيته تحت التنفيذ.
عندما أسمع هذه المبالغ الضخمة، واذهب لحجز تذكرة من الدمام إلى الأحساء أو العكس، ويتم إفادتي بانه لا توجد مقاعد متاحة، اعلم عندها مدى تفاقم هذه الأزمة، هذا مع الأخذ في الاعتبار انني اتذكر قبل أكثر من خمسة وعشرين عاما عندما استخدمت القطار من الأحساء إلى الرياض كان في ذلك الوقت بخدمات أفضل وسرعة أفضل مما هو عليه الآن، وهذا يذكرني دائماً بمقولة أحد الاعلاميين في احدى القنوات الفضائية عندما قال ووصف معنى (كلام جرايد)، استشهد حينها ان الصحف السعودية منذ أكثر من أربعين عاما وهي تتحدث عن تطوير مشاريع السكة الحديد في المملكة (ونسمع جعجعة ولا نرى طحينا)، فهل ستكون هذه المشاريع الحالية والمستقبلية للسكة الحديد كلام جرايد، سننتظر ونرى!!.
عندما نشاهد الازدحام المتزايد على الطرق السريعة وخاصة من قبل الشاحنات التي أصبحت تسير في كل المسارات، وتتعدى على مسارات الطريق المخصصة للمركبات الصغيرة، مما يتسبب في زهق الأرواح بشكل مستمر، بكل تأكيد اننا سنقف ونتساءل إلى متى هذا الوضع سيستمر وأين مشاريع السكة الحديد التي يتحدث عنها الجميع، خاصة ان الغالبية العظمى من المسافرين لا تضع في حسبانها خدمات الطيران مع اليقين الكامل ان وضع خدمات النقل الجوي ليس بأحسن حال من خدمات السكة الحديد، هل ستستمر المعاناة أم أن الأفق يحمل أخبارا سارة؟
بكل تأكيد، ان خدمات السكة الحديد تعكس دائماً وأبدا وليس في المملكة فحسب بل في جميع دول العالم مدى المستوى والتقدم الحضاري الذي تعيشه الأمم، ناهيك عن المزايا والفوائد المباشرة التي سيحصل عليها المستفيدون من هذه الخدمة، لذا آمل من المسئولين والقائمين على هذا المشروع خاصة، الاهتمام الكبير بهذه المشاريع وسرعة الإنجاز والأخذ بالاعتبار ان من ينتظر الانتهاء من هذا المشروع وعلى فارغ الصبر ومنذ سنوات هو (الوطن والمواطن)، وليكن هذا المشروع أجمل هدية لهم قريبا بإذن الله.