احترف فتيات المدينة المنورة في إنتاح السبح الفاخرة التي يحرص زوّار المدينة المنورة على اقتنائها كذكرى من أرض طيبة الطيبة، ومدينة النبي المصطفى محمد (صلى الله عليه وسلم), وتقديمها كهدايا لذويهم وأحبابهم حين يعودون إلى بلدانهم من رحلة الحج أو العمرة التي يزورون خلالها المسجد النبوي للصلاة فيه.
واتفقت كل من عبير المرواني وإيمان موسى، وهما من الفتيات اللاتي يحترفن هذا الفن الراقي، على أن هناك طموحًا مشتركًا لدى المنتسبين لهذه المهنة الجميلة في التوسّع فيها لتصبح صناعة وطنية متطورة تنافس الهدايا التي تُستورد من الخارج وتُباع في المحلات التجارية بالمدينة كهدايا تذكارية خلال موسمي الحج والعمرة.
المتدربة أسماء أمين فلاتة، خريجة كلية التربية قسم اقتصاد منزلي، تقول:
أتمنى من الجميع أن يتعلموا هذا العمل اليدوي الممتع صغارا وكباراً، وهي طريقة سهلة ومميزة، وفيها مجال كبير للإبداع والابتكار، فنحن نستخدم عجينة السيراميك ونقوم بعجنها بدهن العود وعطر الورد المديني، وغيرها من الروائح العطرية الطبيعية بدون إضافات كيميائية، لأنه لا يمكن إضافة مواد كيميائية للعجينة المستخدمة.
وابتكرتُ طريقة جميلة، حيث قمت بعمل سبحة وأسورة في نفس الوقت، بحيث يمكن استخدامها كأسورة أو فكها والتسبيح بها، وذلك بألوان وأحجام مختلفة.
ومن أجل مواكبة هذه الأفكار الإبداعية, سعت جمعية طيبة النسائية للتنمية الاجتماعية إلى تأسيس منظومة صغيرة تضم تلك الفتيات المبدعات تتمثل في تأسيس حاضنة لتلك الأعمال تحت شعار (مديني) تقدم من خلالها مجموعة من البرامج والأفكار الداعمة لمواهب الفتيات، والخدمات المالية والاستشارية، بالإضافة إلى تولي العمليات التسويقية والتطويرية لمشروعاتهن، والنهوض بالمشروعات الناشئة للأسر المنتجة، فضلاً عن تحسين كفاءتها ورفع قيمتها السوقية، وخفض الأعباء المالية، وتقليل المخاطر التي قد تتعرض لها هذه المشروعات. وتهدف حاضنة أعمال مديني إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي للفتيات، خاصة فتيات الأسر المستفيدة التي ترعاها الجمعية ليتحولن من طالبات عمل, إلى عارضات وظائف, فقامت بإنشاء عدة حاضنات استثمارية تحت مسمى: مديني للسبح, ومديني للخياطة، ومديني للكروشيه (فن الأشغال اليدوية والأعمال الفنية والتدبير المنزلي)، ومديني للمشروعات. واعطت الجمعية مشروع حاضنة مديني للسبح اهتمامًا كبيرًا, بعد أن تولدت فكرتها من خلال ملاحظة رغبة الزوار على الدوام في اقتناء هذه السلعة من أسواق المدينة المنورة كذكرى عزيزة على قلب كل مسلم ومسلمة.
وعقدت الجمعية العديد من الدورات المتخصصة في صناعة السبح بمعدل خمس دورات سنوياً, لتخرج دفعات من الفتيات المتدربات القادرات- بإذن الله- على صناعة سبحة يدوية كاملة وبيعها.
وقدّرت جمعية طيبة النسائية للتنمية الاجتماعية الإنتاج السنوي من السبح بالمئات التي تُصنع، إما في المنازل أو في معامل خاصة بالإنتاج، مشيرة إلى أنه في المرحلة الأخيرة تقوم الحاضنة بعرض السبح في عدد من البازارات، وعقْد اتفاقيات مع عدة معارض في أماكن مختلفة داخل المدينة المنورة، لتسويق السبح التي تنتجها. وخلال موسم الحج، تكثّف الجمعية شراكاتها مع المعارض الموجودة داخل المنطقة المركزية المحيطة بالحرم النبوي، ليتسنّى لزوّاره الاطلاع على السبح المدينية المصنوعة بأيادي فتيات المدينة المنورة, واقتناؤها كهدايا تذكارية من مدينة المصطفى (صلى الله عليه وسلم).
يُذكر أن سوق المدينة المنورة في صناعة السبح ضخم جدا، حيث يقصد المدينة المنورة 4ملايين زائر سنويا، يعودون إلى ديارهم محملين بالسبح كهدية تذكارية من المدينة المنورة، لكنها للأسف مصنّعة خارجيا ومستوردة.
السبح المدينية ستدخل باب المنافسة مع السبح المستوردة لما لها من ميزة الصناعة في المدينة المنورة ومصنّعة بأيدي فتيات المدينة المنورة.
الجمعية عقدت العديد من الدورات المتخصصة في صناعة السبح